الخلط بين الرياضة ومستويات السياسة..

تعليمات رسمية بعدم الرد على تغريدات آل الشيخ في مصر

تغريدات مثيرة للجدل

عماد أنور

يقود تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية، استثمارات رياضية مؤثرة في مصر، عبر نادي “بيراميدز″ الذي يملكه، لكن تغريدات يطلقها آل الشيخ صارت مصدرا لإثارة الجدل دفع الأوساط الإعلامية والرياضية والمستثمرين إلى إعادة النظر في التجاوب معه، كما ظهر في تجاهل متعمد من رؤساء أندية ومسؤولين في الاتحاد المصري لكرة القدم، وأوساط سياسية رفيعة لتصريحاته الأخيرة.

وقالت مصادر مصرية لـ”العرب” إن “تعليمات صدرت من قبل سلطات عليا في الدولة إلى محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، وأعضاء اتحاد الكرة، بالإضافة إلى أشرف صبحي وزير الرياضة، بالصمت وعدم الرد على آل الشيخ”.

ومنذ دخوله السوق الرياضية المصرية هذا العام، تصادم تركي آل الشيخ مع مجلس إدارة النادي الأهلي حول استثمارات ضخها في النادي، وكان يأمل بأن يحظى من خلالها بقدرة على التحكم في قراراته.

ويقول بعض من تعاملوا مع آل الشيخ إنه لا يتردد عن المواجهة أو يخشى الأضواء، إذ سعى في السابق إلى كتابة أغان للمطرب المصري عمرو دياب، كما يملك استثمارات في قطاعات فنية أخرى.

وتثير تغريدات آل الشيخ على مواقع التواصل الاجتماعي جدلا واسعا، لكن كثيرين يعتبرون أنه بالغ في رد فعله بعد مباراة لكرة القدم بين ناديي بيراميدز والجونة، التي أقيمت الأربعاء، وتعادل فيها الناديان بهدف لكل منهما، وهو ما دفع آل الشيخ إلى توجيه مناشدة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي شخصيا للتدخل بسبب ما اعتبره غيابا لـ”العدالة التحكيمية”.

وخلال مداخلة هاتفية له عبر قناة ناديه “بيراميدز″ لعب آل الشيخ على جانب رآه مؤثرا في تصريحاته حين قال “ما هو الهدف الرياضي الذي نريد إيصاله للعالم؟ قولوا لنا إننا لا نتقبل الاستثمار وإنكم تروننا غرباء عن مصر حتى لا نصرف الأموال دون جدوى.. أثق أن في مصر رجالا شرفاء لا يرضيهم ما يحدث”.


وعندما يحدث خطأ تحكيمي في مباراة لكرة القدم، عادة ما يلجأ الفريق الذي تعرض للظلم إلى الجهات المعنية بشكل تراتبي تبدأ باتحاد الكرة ثم الاتحاد الدولي (فيفا) إذا لزم الأمر. لكن إقحام رئيس الدولة للتدخل في خطأ متعلق بمباراة لكرة القدم لم يجد تجاوبا لدى المصريين الذين اعتبروه خلطا بين الرياضة والسياسة.

ويقول صحافيون رياضيون إن المحرك الرئيسي لتصرفات آل الشيخ الصاخبة هي مشاعره تجاه النادي الأهلي. وتدور هذه المشاعر حول غضب مستمر من مجلس الإدارة، عبر عنه بخلق كيان منافس للأهلي وضخ استثمارات كبرى فيه لدعمه من أجل منافسة الأهلي، الذي يقول آل الشيخ إنه أحد جماهيره، على حصد البطولات.

ورفع آل الشيخ دعاوى قضائية ضد مجلس إدارة النادي الأهلي، ثم قام بالتنازل عنها لاحقا تجنبا لغضب جماهير النادي التي تقدر بعشرات الملايين من المشجعين. لكنه غضب كثيرا لعدم رد النادي عليه في كلتا الحالتين.

وتلاقت رغبة آل الشيخ مع رغبة مجلس إدارة الأهلي برئاسة الخطيب، حين أراد أن يبدأ الثاني ولايته الأولى باستثمارات ضخمة، وقتها تم الإعلان عما يسمى بمشروع القرن، بإنشاء مدينة رياضية على طراز عالمي تحمل اسم النادي الأهلي، فضلا عن دعم الفريق الأول بصفقات من العيار الثقيل.

لكن جماهير الأهلي اعتبرت مواقف آل الشيخ في عدد من القضايا “الأهلاوية” تدخلا في شؤون النادي ورفضتها. وكتب آل الشيخ عدة تغريدات عبر حسابه على تويتر توحي بأنه صاحب الرأي الأول في صفقات الأهلي، ما دفع إدارة النادي إلى إصدار بيان يرفض فيه التدخل، وعززت البيان الآلاف من التغريدات من عشاق الأهلي تطالب الرجل برفع يديه عن الفريق.

ويعتقد آل الشيخ اليوم أن أي خطأ تحكيمي ضد فريقه يصب في صالح الأهلي، وهو اعتقاد يشاركه فيه نادي الزمالك، المنافس التاريخي للأهلي، وأندية أخرى أقل جماهيرية.