ممثلة كوميدية ساحرة

إيما ستون تجعل من نفسها لغزا

إيما ستون تستحوذ على الأوسكار وبقية جوائز العام 2017 السينمائية

وكالات (لندن)

تفوقت الشابة الأميركية إيما ستون في حفل الأوسكار الـ89 الذي أقيم بمدينة لوس أنجلوس في الولايات المتحدة فجر يوم الاثنين 27 فبراير على كل من المخضرمة ميريل ستريب، التي في جعبتها ثلاث جوائز أوسكار سابقة، والنجمة ناتالي بورتمان، الحاصلة على الأوسكار عن فيلمها “البجعة السوداء” عام 2011، وعلى الفرنسية القديرة إيزابيل أوبير، الحائزة على جائزة مهرجان كان السينمائي، والأيرلندية من أصل إثيوبي روث نيجا، وهؤلاء النجمات كنّ مرشحات معها لنيل جائزة الأوسكار عن أفضل ممثلة في دور رئيسي لعام 2016.

حازت ستون على الجائزة المرموقة عن دورها في فيلم الموسيقى والغناء “لا لا لاند”، الذي حقق رقما قياسيا في جوائز الغولدن غلوب من خلال الفوز بـ7 جوائز من أصل 7 ترشيحات، كما نال الفيلم أيضا 6 جوائز أوسكار. ودخل مخرجه الشاب داميان شازيل التاريخ كونه أصغر مخرج سينمائي يحوز على جائزتي الأوسكار والغولدن غلوب.

طائر الحجل

فوز ستون بالأوسكار لم يكن صادما حسب رأي الكثير من النقاد بسبب حصولها مؤخرا على جوائز الغولدن غلوب والأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون “بافتا” ورابطة الممثلين.

وعند اعتلائها المسرح لتسلم جائزة الأوسكار قالت وهي تشير إلى تمثال الأوسكار الذي تحمله “ما زال أمامي الكثير الذي يجب أن أتعلمه والكثير من العمل، وهذا رمز جميل بحق يدفعني لمواصلة هذه الرحلة وأنا ممتنة للغاية لذلك ولذا أشكركم كثيرا.

خصت ستون بالشكر النجم رايان غوسلينغ شريكها في بطولة الفيلم قائلة “شكرا لأنك أضحكتني كثيرا، شكرا لعملك معي في هذه المغامرة المجنونة”. يُذكر أنّ النجمين الوسيمين كان قد جمعهما فيلم الكوميديا “جنون غباء حب” عام 2011.

تدور أحداث “لا لا لاند” في إطار من الكوميديا والرومانسية والغناء حول رحلة فتاة تدعى ميا (إيما) تسعى لتحقيق حلمها بالشهرة في لوس أنجلوس، وتقابل سباستيان (برايان) وهو عازف بيانو، فتقع في حبه، لكن علاقتها به تجعلها تواجه العديد من المشكلات في تحقيق حلمها.

وصرّحت ستون أنها توقفت عن الغناء منذ صغرها لاعتقادها بأنها لم تكن تجيد الغناء قبل الفيلم، لذلك اضطرت لأخذ دروس في الموسيقى بالإضافة إلى التدريب على الرقص بإشراف مختصين.

تحديها الكبير يمكنها من الوقوف أمام نجوم الصف الأول في هوليوود في فيلم «أشباح صديقات الماضي» أمثال مايكل دوغلاس وجنيفر جارنر وماثيو ماكونهي حيث قامت ستون بدور شبح يواجه ماكونهي ويذكره بتاريخه الرومانسي في إطار كوميدي

وأشارت ستون إلى أن غوسلينغ الذي كان من بين المرشحين لجائزة أوسكار أفضل ممثل قد عزف على البيانو باحترافٍ، وكان هو الآخر يأخذ دروساً يومية لمدة ثلاث ساعات على مدى ثلاثة أشهر حتّى تمكن كليَاً من شخصيّة عازف الجاز.

ولدت ستون في 6 نوفمبر عام 1988 في مدينة سكوتسديل بولاية أريزونا الأميركية. ودخلت مضمار الفن في سن مبكرة حيث انضمت إلى مسرح محلي للأطفال وغنت فيه العديد من المسرحيات، وعندما بلغت الحادية عشرة من عمرها كانت قد أصبحت جزءا من “فرقة يبروف” الموسيقية، وكانت بذات الوقت تلميذة ناجحة في دراستها وتنقلت بين عدد من المدارس كما تلقّت علومها لعامين داخل المنزل.

خاضت ستون تجربة مميزة في ذلك الحين وهي المشاركة في عرض فكاهي للناشئين وكان والداها من بين الحضور، وهي المرة الأولى التي شاهداها فيها بشكل جدي. استطاعت إيما بموهبتها العالية إقناعهما من جهة، ومن جهة أخرى أثارت تلك التجربة في داخلها حلم أن تصبح ممثلة كوميدية، ولذلك قررت الانتقال إلى كاليفورنيا لدراسة التمثيل.

ستون في نسخة «زومبي» الكوميدية

انتقلت ستون برفقة والدتها إلى لوس أنجلوس في يناير 2004 أملا منها في إيجاد مكان لموهبتها الناشئة، ولهذا كانت تتقدم لامتحانات اختيار الممثلين كلما علمت بوجودها، لم يحالفها الحظ بالبداية ولكن في العام التالي حصلت على دورها السينمائي الأول في فيلم “أسرة الحجل الطائر الجديدة” الذي لم يلق النجاح الكافي ليقدم ستون للجمهور.

كما حصلت في العام ذاته على دورها التلفزيوني الأوّل في مسلسل “المتوسطة” وهو المسلسل ذو الطابع التراجيدي النفسي، وجسدت دور “سينثيا ماكاليستر” الابنة المتوسطة التي تعاني من التحرش.

من يشاهد ستون في ذلك المسلسل لن يصدق أنه دورها الأول في عالم التمثيل، فقد تميز أداؤها بالتكنيك الحرفي ليساعدها ذلك في القيام بثلاث مسلسلات في العام 2006، وهي “لوي المحظوظ” و”مالكوم في الوسط” و“جناح الحياة لزاك وكودي”.

تلك الأدوار التلفزيونية كان لها الأثر الكبير في منتجي السينما، بعدها وضعت ستون لنفسها حجر الأساس في هوليوود من خلال مشاركتها في العام 2007 بدور ثانوي في فيلم الكوميديا “السيء جدا” بمشاركة الممثلين جونا هيل ومايكل سيرا، حيث حقق الفيلم نجاحا باهرا وأصبحت بين ليلة وضحاها نجمة كوميدية مشهورة ومحبوبة أيضا. وهذا ما رشحها لنيل دور البطولة في الفيلم الموسيقي الكوميدي “الروك” 2008 ولتجسد شخصية باسمها الحقيقي.

ستون تحضر حاليا لثلاثة أفلام دفعة واحدة

وفي مقابلة تلفزيونية تحدثت ستون عن ذلك قائلة “كنت سعيدة جدا كممثلة جديدة تشق طريقها وأن أظهر على الجمهور بشخصية تحمل اسمي الأصلي، وأيضا تشبهني كثيرا في حب الفن والحياة، وباعتقادي أن ذلك الدور قد رسّخ اسمي في ذاكرة الجمهور السينمائي”.

استطاعت الوقوف أمام نجوم الصف الأول في هوليوود في فيلم “أشباح صديقات الماضي” أمثال مايكل دوغلاس وجنيفر جارنر وماثيو ماكونهي، حيث قامت بدور شبح يواجه ماكونهي ويذكّره بتاريخه الرومانسي في إطار كوميدي. واستعرضت عضلاتها في فيلم الكوميديا “زومبي لاند”، حيث تكون ضمن فريق يحاول النجاة من الزومبي في مشاهد مليئة بالطرافة.

في عام 2010 دخلت ستون عالم البطولة الأنثوية المطلقة من خلال فيلم “حرف أ السهل” المأخوذ عن رواية ناثانيل هوثورن الكلاسيكية، ولعبت ستون دور “أوليف” الفتاة التي تكذب بشأن حياتها الجنسية محاولة أن تكون سيئة السمعة لتجاري مجتمعها الدراسي الجديد. الفيلم حقق وقت عرضه الكثير من النجاح ورشحت إيما عن دورها فيه للمرة الأولى لجائزة أفضل ممثلة في الغولدن غلوب ولكنها لم تنلها.

إيما والفلسفة

أثبتت ستون براعتها الكوميدية في عدد كبير من الأفلام خلال السنوات العشر الماضية. لكنها قدمت أيضا بعض الأدوار الجدية التي نالت إعجاب النقاد والجمهور منها دورها في فيلم “الرجل الطائر” الذي رشحت عليه لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة في عام 2015.

المخرج المخضرم وودي آلن اختار ستون في فيلمين له الأول “السحر في ضوء القمر” وهو عمل درامي رومانسي تقع أحداثه في بلدة الريفيرا الفرنسية عام 1928، ويروي قصة رجل إنكليزي لاعب خفة، يلعب دوره الممثل كولين فيرت، يتم إحضاره إلى جنوب فرنسا للمساعدة في الكشف عن عملية احتيال محتملة ويسعى لفضح فتاة روحانية مشكوك في أمرِها، تلعب دورها إيما، لكن في أثناء مهمته تحصل تعقيدات فيعجب بِها ويخوض معها تجربة رومانسية شيقة، وعُرض الفيلم لأول مرة في 25 يوليو 2014 وتلقى ردود فعل متباينة.

أما الفيلم الثاني الذي اختارها فيه آلن لتقوم بدور البطولة فيه فقد كان بعنوان “الرجل العقلاني” حيث قام آلن بإبعادها عن ملعبها الكوميدي كليا ليقدمها بطريقته المميزة في فيلم تساؤلي فلسفي حول قيمة الحياة والأخلاق في قالب لم يخلُ من السخرية المعتادة لدى آلن. وبخط درامي بسيط يعكس حرفة فنية عالية مكنته من تفكيك قضية شائكة وطرح فلسفي عميق إلى قصة مبنية على الحوار بين شخصيتين رئيسيتين هما بروفيسور فلسفة في الجامعة يمرّ بحالة اكتئاب وفقدان لشغف الحياة ويحاول أن يقضي أيامه دون أيّ دافع يجعله يُقبل على القيام بأي شيء، ويجسد هذه الشخصية النجم خواكين فينيكس الحائز على الأوسكار عام 2013.

أما الشخصية الثانية فتقوم بها ستون وهي طالبة تدرس الفلسفة انجذبت لشخصية فينيكس من خلال أفكاره وتتطور علاقتهما حتى أنها تركت صديقها من أجله.

تقدم ستون في الفيلم النصف الآخر من المعضلة وتعزز من قوة وجود الشخصية التي تجسدها، فلولاها ربما كانت حازت الشخصية مساحة أقل بكثير كجزء من الحكاية بجانب فينيكس.

المخرج والممثل المخضرم وودي آلن يختار ستون في فيلمين له، أحدهما كان "السحر في ضوء القمر" وهو عمل درامي رومانسي تقع أحداثه في بلدة الريفيرا الفرنسية عام 1928 ويروي قصة رجل إنكليزي لاعب خفة، ويلعب دوره الممثل كولين فيرت، يتم إحضاره إلى جنوب فرنسا للمساعدة في الكشف عن عملية احتيال محتملة ويسعى لفضح فتاة روحانية مشكوك في أمرها، وتلعب دورها إيما

الذهب وأسرار إيما

ألوان ثلاثة تسيطر غالبا على جميع إطلالات الممثلة الهوليوودية إيما ستون وهي الأسود والرمادي والأبيض من دون أن يوقعها هذا الخيار ضحيّة الروتين، حيث أنها استطاعت اعتماد مظاهر مختلفة باستخدامها الدانتيل إما باللون الأبيض أو الأسود، ولكنها كسرت القاعدة في حفل الأوسكار الأخير لتظهر علينا بفستان ذهبي أنيق للغاية من دار جيفنشي للأزياء وقد نال إعجاب الكثير من خبراء الموضة.

منذ دخول ستون مجال التمثيل لفتت الأنظار بجمالها الذي يجمع بين الهدوء والإغراء، وكان لوالدتها الأثر الجمالي الكبير في حياتها فتقول “مع والدتي اختبرت المكياج، فأنا من محبات التبرّج منذ صغري، وكانت دوماً تتركني أختبره بنفسي، وعادةً كنت أضع الكثير من مستحضرات التجميل على وجهي، ثم أخففه في وقت لاحق، واليوم أفضل البساطة في إطلالاتي”.

تفصح ستون عن تعاملها مع الماركات العالمية ومنها “ريفلون” التي اشتركت معها بالكثير من الأعمال الخيرية وقالت عنها “أنا نشأت على حب هذه الدار العريقة لأنّها كانت الماركة المفضلّة لدى والدتي، وأشعر معها بأهميّة الأهداف السامية والنبيلة في العمل”.

لون شعر ستون أصبح لغزاً في هوليوود. فهي ظهرت بألوان شعر متعددة، وفي مقابلة صحافية قالت “في طفولتي كنت الطفلة الشقراء، وفي سن الخامسة عشرة صبغت شعري باللون البني، ولكن عندما ذهبت لإجراء اختبار تصوير فيلم ‘السيء جدا’ طُلب منيّ صبغه بالأحمر، وما ظننته مؤقتاً أثار إعجاب الجميع من حولي، فقررت الإبقاء على اللون لفترة من الوقت كونه أيضاً مشابهاً للون شعر والدتي”.

اختارت مجلة “فوغ” الأميركية المتخصصة في عالم الأزياء والجمال ستون المرأة الأكثر أناقة لعام 2012، كما صنفتها مجلة “الناس” ضمن قائمة أجمل مئة امرأة في العالم.

تحضّر ستون حاليًا لثلاثة أفلام دفعة واحدة وهي فيلم “معركة بين الجنسين” والذي تجسد فيه شخصية لاعبة التنس الشهيرة بيلى جين كينج ومن المقرر عرضه بالسينمات العام الجاري، وفيلم “المفضلة” وفيلم “كرولا” والمقرر طرحهما في عام 2018. كما تحضر ستون كذلك لمسلسل “المهووس” إلى جانب الممثل الكوميدى جونا هيل ومن المنتظر عرضه العام الحالي 2017.