إثر خسارة وشيكة لمنصب رئيس الوزراء..

الخلافات تعصف بحزب الدعوة العراقي

عزم رئيس الوزراء حيدر العبادي الانسحاب من حزب الدعوة بعد البيان الذي انتقد أداءه السياسي

إرم

احتدمت الخلافات داخل حزب الدعوة الاسلامية، أكبر الأحزاب الحاكمة في العراق والمسيطرة على العملية السياسية منذ تغيير نظام صدام حسين عام 2003، وذلك إثر خسارة وشيكة لمنصب رئاسة الوزراء.

وأمس الثلاثاء، أصدر ثلاثة قيادات بارزة في الحزب بيانًا انتقد عدم السماح للحزب بالإشراف الكامل على قائمتي القياديين فيه نوري المالكي و حيدر العبادي خلال انتخابات الـ 12 من مايو/ أيار الماضي، ورفض العبادي التوقيع على قرار دمج الكتلتين بعد الانتخابات.

وأضاف البيان، أن حزب الدعوة كان يأمل من العبادي بعد أن تيقن استحالة ترشيحه من الاطراف كافة بما فيها “سائرون”، أن يسحب ترشيحه ويعلن تحالفه مع القانون لتتزعم الدعوة كتلة كبيرة تقارب السبعين مقعدًا فتكون فاعلة مؤثرة في المشهد السياسي.

ويأتي هذا الخلاف بين أقطاب حزب الدعوة، بعد إعلان هادي العامري رئيس تحالف الفتح التوصل مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى اتفاق يقضي بترشيح شخصية من خارج كتلتي الصدر والعامري، ويكون مرشح تسويه لرئاسة الوزراء، وهو ما قضى على طموح العبادي الذي ينضوي ضمن تحالف”الاصلاح والاعمار” بزعامة مقتدى الصدر وقيادات أخرى.

ومنذ أول انتخابات عراقية عام 2005 تولي قياديون في حزب الدعوة رئاسة وزراء العراق، كان أولهم وزير الخارجية الحالي إبراهيم الجعفري، ثم رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي مدة ثماني سنوات، ثم رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، منذ عام 2014.

هل سيخرج العبادي من حزب الدعوة؟

وبالتزامن مع هذه المستجدات، تواردت أنباء عن عزم رئيس الوزراء حيدر العبادي الانسحاب من حزب الدعوة بعد البيان الذي انتقد أداءه السياسي وتفريطه بمنصب رئاسة الوزراء، خاصة وأن هذا المطلب طرح سابقًا من قبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مقابل ترشيحه لرئاسة الوزراء.

ورجح القيادي في حزب الدعوة محمد الصيهود، اليوم الأربعاء، خروج العبادي من الحزب بشكل طوعي، مبينًا أن قيادة الحزب غير راضية عن أدائه الحكومي.

وقال الصيهود في تصريح صحفي، إن قيادة حزب الدعوة مستاءة جدًا من سوء أداء العبادي طيلة الأربع سنوات الماضية، مضيفًا “أن قيادة الحزب حمّلته كامل المسؤولية بشأن الانقسام فيه وما جرى في الانتخابات النيابية من تشكيل كتل مختلفة.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن هناك خلافًا داخل حزب الدعوة بشأن إبعاد العبادي من صفوفه، خاصة بعد تسرّب بيان موقّع من قيادات في الحزب يطالب بإقصاء العبادي من صفوفه، بسبب مخالفاته المتكررة.

وبحسب التقارير، فإن مسألة إقصاء العبادي إو إخراجه من حزب الدعوة لن تحسم، إلا من خلال المؤسسات الحزبية، والمؤتمر العام.

ومع الأنباء الواردة بشأن إبعاد العبادي، أعلن تحالف سائرون المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن عزم حزب الدعوة على طرد أو تجميد عضوية العبادي لن تغير في حظوظه لتولي منصب رئاسة الوزراء.

وقال القيادي في التحالف، رائد فهمي خلال تصريحات صحفية، “إن تجميد عضوية العبادي في حزب الدعوة لن يغير حظوظه لولاية الثانية خلال تشكيل الحكومة”، مشيرًا إلى أن “حظوظ العبادي ما زالت ضعيفة بين المرشحين لتولي منصب رئاسة الوزراء”.