معلقاتي..

يَا رَبُّ كُنْ لِي نَصِيرَا

تعبيرية

محسن عبد المعطي
  • تَدَارَكْتُ نَفْسِي بَعْدَ أَنْ طَالَ غَيُّهَا=وَشَخَّصْتُ دَائِي وَاجْتَلَبْتُ الْمُدَاوِيَا
  • وَنَادَيْتُهَا بَعْدَ اجْتِرَاءٍ عَلَى الْهَوَى=وَوَبَّخْتُهَا وَالصَّوْتُ هَزَّ الْمَوَالِيَا
  • أَيَا نَفْسُ مَا أَقْسَاكِ أَبْعَدْتِ خُطْوَتِي=عَنِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ نَادَى بِلَادِيَا!!!
  • أَنِيبُوا إِلَى الْمَوْلَى وَعَوْدٌ مُبَارَكٌ=يُعِيدُ لَكُمْ نَصْراً يَهُزُّ الْأَعَادِيَا
  • أَعِيدُوا رِبَاطَ الْعِزِّ فِي سَاحَةِ الْهُدَى=وَصَلُّوا عَلَى الْهَادِي وَأَحْيُوا الْأَمَاسِيَا
  • وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ رَبِّي وَعَفْوِهِ=فَرَبِّي يَرَى فِي الْحَالِ مَنْ جَاءَ رَاجِيَا
  • وَرَبِّيَ غَفَّارٌ يُجِيبُ عَبَادَهُ=وَيَا حَبَّذَا الْعَبْدُ الَّذِي جَاءَ دَاعِيَا
  • أَيَا رَبِّ أَسْعِدْنِي وَحَقَّقْ رَجَائِيَا=وَكُنْ لِي نَصِيراً فِي الشَّدَائِدِ حَامِيَا
  • وَأَدْخِلْ عَلَى نَفْسِي نَسِيمَ صَلاَحِهَا=وَثَبِّتْ عَلَى تَقْوَاكَ دَوْماً فُؤَادِيَا
  • وَدَاوِ جِرَاحَ الْقَلْبِ فِي هَذِهِ الدُّنَا=وَقُدْنِي إِلَى الْمَعْرُوفِ وَامْحُ الْمَعَاصِيَا
  • مُنَى النَّفْسِ يَا رَبَّاهُ تَوْفِيقَ خُطْوَتِي=إِلَى صَالِحِ الْأَعْمَالِ طُولَ حَيَاتِيَا
  • أَيَا عَالِمَ الْأَسْرَارِ مَنْ لِي سِوَاكَ مَنْ=أَتُوقُ إِلَى لُقْيَاهُ فِي الدَّرْبِ حَانِيَا؟!!!
  • أَتُوقُ إِلَى الْقُرْآنِ تَوْقاً مُعَبِّراً=فَأَنْهَلُ مِنْ آيَاتِهِ النُّورَ شَافِيَا
  • وَأَسْبَحُ فِي أَفْكَارِهِ مُتَأَمِّلاً=عَسَايَ أَسِيرُ الْعُمْرَ بِالْفِكْرِ نَاجِيَا
  • هُوَ الذِّكُرُ وَالْإِشْرَاقُ نَحْيَا بِهَدْيِهِ=وَنَتَّبِعُ الْمُخْتَارَ حِبًّا وَدَاعِيَا
  • إِلَهِي وَمَعْبُودِي وَعَوْنِي وَسَيِّدِي=يَتُوهُ فُؤَادِي فِي جَلاَلِكَ غَافِيَا
  • أُحِبُّكَ يَا مَوْلاَيَ حُبًّا مُقَدَّساً=يَفُوقُ حُدُودَ الْأَرْضِ يَغْزُو مَجَالِيَا
  • وَمَنْ كَانَ فِي شَوْقٍ شَدِيدٍ وَلَهْفَةٍ=يُعَنِّفْهُ بَيْنَ النَّاسِ مَنْ كَانَ خَالِيَا
  • أُحِبُّكَ لِلْأَكْوَانِ خَيْرَ مُدَبِّرٍ=فَسُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ فَرْداً إِلَهِيَا
  • أَرَدْتَ عَمَارَ الْكَوْنِ بِالْخَلْقِ قَادِراً=فَأَبْدَعْتَ خَلْقَ الْأَرْضِ يَا رَبُّ سَامِيَا
  • وَشَيَّدْتَ صَرْحَ السَّمَاوَاتِ آيَةً=لِكُلِّ لَبِيبٍ يَفْهَمُ الشَّرْحَ بَادِيَا
  • عَرَفْتُكَ رَزَّاقاً حَكِيماً مُقَسِّماً=كُنُوزَكَ بَيْنَ النَّاسِ يَا كُلَّ مَالِيَا
  • وَتَقْضِي شُؤُونَ الْخَلْقِ فِي الْحَالِ مَالِكاً=إِذَا قُلْتَ كُنْ لِلشَّيْءِ قَدْ كَانَ سَارِيَا
  • يُسَبِّحُكَ الطَّيْرُ الْجَمِيلُ مُوَحِّداً=وَيَسْتَقْبِلُ الْأَنْوَارَ فِي الصُّبْحِ هَانِيَا
  • وَيَهْجَعُ كُلُّ النَّاسِ فِي اللَّيْلِ سَاكِناً=وَلاَ يَأْخُذُ النَّوْمُ اللَّذِيذُ إِلَهِيَا
  • وَتَغْفُو عُيُونُ الظَّالِمِينَ جَمِيعُهَا=وَعَيْنُكَ يَا رَبَّاهُ لَمْ تَغْفُ سَاهِيَا
  • وَيَشْكُو إِلَيْكَ الْعَبْدُ تَضْيِيعَ حَقِّهِ=فَتَسْمَعُ فِي الإِظْلاَمِ مَنْ كَانَ شَاكِيَا
  • وَمَنْ فِي الْأَرَاضِي وَالسَّمَاوَاتِ كُلِّهَا=يَدِينُ لَكَ اللَّهُمَّ بِالْفَضْلِ رَاضِيَا
  • وَتَأْمُرُ بِالْإِحْسَانِ وَالْعَدْلِ وَالتُّقَى=وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَتُؤْجِرُ سَاعِيَا
  • وَتَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْبَغْيِ وَالْخَنَا=فَيَتَّعِظُ الْإِنْسَانُ إِنْ كَانَ نَاسِيَا
  • وَأَنْتَ مَلِيكُ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ كُلِّهِمْ=تُسَيِّرُهُمْ بِالْعَدْلِ وَالْفَضْلِ رَاعِيَا
  • وَلَمْ أُلْفِ لِي فِي سَاحَةِ الْكَوْنِ نَاصِراً=يُخَفِّفُ عَنْ قَلْبِي وَيَرْثِي لِمَا بِيَا
  • سِوَاكَ إِلَهَ الْعَرْشِ يَا مَنْ تُعِينُنِي=عَلَى نَائِبَاتِ الدَّهْرِ فَارْحَمْ بُكَائِيَا
  • إِذَا حَلَّ خَطْبٌ كُنْتُ جَلْداً وَصَابِراً=وَكُنْتُ عَلَى الْأَيَّامِ كَالطَّيْرِ شَادِيَا
  • وَإِنْ جَاءَ مَكْرُوهٌ عَنِيدٌ مُكَابِرٌ=قَصَمْتُ جُُسَيْمَ الْهَوْلِ فَانْهَارَ هَاوِيَا
  • وَأَنْهَارُ إِحْسَاسِي يَفِيضُ عُجَابُهَا =وَتَجْرُفُ خَصْمَ الْحَقِّ جَرْفاً مُوَاتِيَا
  • فَيَا رَبِّ لاَ تَحْرِمْ فُؤَادِيَ نَظْرَةً=وَبَارِكْ جُهُودِي وَاسْتَجِبْ لِدُعَائِيَا
  • وَيَا رَبِّ لاَ تَخْذُلْ مُحِبَّكَ مُحْسِناً=وَلاَ تَنْسَهُ وَالْطُفْ بِلُطْفِكَ قَاضِيَا
  • إِذَا عِشْتُ فَانْصُرْنِي عَلَى عُصْبَةِ الْهَوَى=وَإِنْ مُتُّ فَارْحَمْنِي وَأَحْسِنْ خِتَامِيَا
  • وَأَنْطِقْ لِسَانِي بِالشَّهَادَةِ حِينَهَا=وَخَفِّفْ مِنَ الْآلامِ وَقْتَ حِسَابِيَا
  • وَلاَ تَنْسَ أَهْلِي وَارْعَهُمْ وَتَوَلَّهُمْ=وَحَقِّقْ لَهُمْ حُلْماً يُنِيرُ الْأَمَانِيَا
  • وَكُنْ رَاضِياً عَنِّي بِفَضْلِكَ رَبَّنَا=فَفَضْلُكَ يَا غَفَّارُ عَمَّ النَّوَاحِيَا
  • أَيَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا مَنْ خَلَقْتَنِي=مِنَ الْحَمَأِ الْمَسْنُونِ جِئْتُكَ رَاجِيَا
  • أُنَادِيكَ فِي الظَّلْمَاءِ وَاللَّيْلُ سَاكِنٌ=فَهَبْ لِي مَقَاماً خَالِدَ الذِّكْرِ عَالِيَا
  • وَجُدْ لِي..إِلَهِي بِالْجَزِيلِ مُيَسِّراً=طَرِيقِيَ فِي الطَّاعَاتِ يَحْسُنْ كِتَابِيَا
  • ..إِلَهِي مَعَ الْأَيَّامِ وَحِّدْ عُرُوبَتِي=وَعِزَّ لِوَاءَ الْحَقِّ فِي الْأُفْقِ بَاقِيَا
  • وَكُنْ نَاصِراً لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى=وَوَفِّقْهُمُ لِلْخَيْرِ نُوراً وَهَادِيَا

الشاعر والروائي/ محسن  عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم