نشر الذكاء الاصطناعي في مؤسساتهم..

بحث إيساكا: 4 من أصل 10 متخصصين في قطاع التكنولوجيا

جمعية تكنولوجيا المعلومات العالمية "إيساكا"

دبي

على الرغم من تزايد الاهتمام بنشر الذكاء الاصطناعي في المؤسسات، أعرب 40 في المائة فقط من المستطلعين الذين شملهم البحث السنوي الثاني الذي اضطلعت به جمعية تكنولوجيا المعلومات العالمية ("إيساكا") حول مقياس التحول الرقمي عن ثقتهم بقدرة مؤسساتهم على تقييم أمن الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.      

 

وقد أصبح ذلك ملفتاً بشكل خاص نظراً للعواقب الوخيمة المحتملة التي قد تنجم عن الذكاء الاصطناعي المدار بشكل ضار؛ وقد حدد المستطلعون أنواع هجمات الذكاء الاصطناعي الخبيثة من بينها الهندسة الاجتماعية، والتلاعب بمحتوى الوسائط، وتسميم البيانات، التي تشكل التهديدات الأكبر التي قد تواجهها الشركات خلال الأعوام الخمسة المقبلة.

 

واستمر الذكاء الاصطناعي/ التعلم الآلي بالتطور ليحتلّ المركز الأول على لائحة التقنيات التي تتمتع بإمكانية عالية على إضفاء قيمة تحويلية للمؤسسات. فبعدما احتلّ المركز الثاني بحسب تصنيفات مقياس التحوّل الرقمي في العامين 2017 و2018، اننقل الذكاء الاصطناعي/التعلم الآلي من 18 نقطة خلف البيانات الضخمة بحسب تصنيف عام 2017، إلى 3 نقاط فقط في عام 2018. وفي ظل استمرار تزايد قيمة الذكاء الاصطناعي، ترتفع نسبة المؤسسات التي تخطط لنشر الذكاء الاصطناعي أيضاً، بزيادة بلغت نسبتها 35 في المائة مقارنةً بعام 2017.

 

وفي سياق تعليقه على الأمر، قال روب كلايد، مدير معتمد في مجال أمن المعلومات، رئيس مجلس الإدارة في "إيساكا" وعضو مجلس الادارة في برنامج زمالة الرابطة الوطنية لمديري الشركات ("إن إيه سي دي") للقيادة: "يتعين على الشركات القيام بالاستثمارات اللازمة في الموظفين المدربين تدريباً جيداً والقادرين على وضع ضوابط الحماية الخاصة بالذكاء الاصطناعي. ومع تطور الذكاء الاصطناعي – وبالنظر إلى الانتشار المرتقب للمركبات ذاتية القيادة، أو أنظمة الذكاء الاصطناعي المصممة للحدّ من الزحمة المرورية في المدن – سيتعين على الشركات توفير الضمانات التي تؤكد بأنّ الذكاء الاصطناعي لن يضع الأشخاص في طريق الخطر."

 

بالإضافة إلى الاستخدامات الشائعة حالياً للذكاء الاصطناعي، مثل المساعدين الشخصيين الافتراضيين، وكشف العمليات الاحتيالية، تظهر آمال كبيرة ترتقب أن يحقق الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي إنجازات كبيرة في مختلف القطاعات، من بينها المساعدة في تسريع الأبحاث الطبية، وتحسين غلّة المحاصيل، والمساعدة في إنفاذ القانون. وبما أنّ هذه التطورات تحصل بوتيرة سريعة للغاية، فغالباً ما يكون من الصعب على المؤسسات تطوير الخبرات اللازمة لوضع ضوابط الحماية لمراعاة الثغرات الأمنية والتداعيات الأخلاقية.

 

وفي حين يتولى الذكاء الاصطناعي/التعلم الآلي – إلى جانب البيانات الضخمة والسحابة العامة – قيادة المسيرة لتقديم القيمة التحويلية الواعدة في المؤسسات، إلاّ أنّ هذه التقنيات مدرجة أيضاً على قائمة التقنيات الخمس الأساسية التي تواجه المقاومة التنظيمية، حيث تحظى السحابة العامة أعلى مستوى من المقاومة (52 في المائة).

 

وحدد المستطلعون الذين بلغ عددهم 5,847 من أعضاء مجتمع تكنولوجيا الأعمال العالمية في "إيساكا" التقنيات الناشئة التي تحظى بدعاية مبالغ بها أكثر  من الواقع حتى الآن. فاعتبرت البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي/التعلم الآلي والسحابة العامة التكنولوجيات الثلاث الأولى التي يتوقع المحترفون نشرها في شركاتهم خلال العام المقبل، في حين لم يشر إلاّ 12 في المائة منهم إلى نشر التعاملات الرقمية "بلوك تشاين"، مقارنةً بـنسبة 6 في المائة فحسب منهم اختاروا نشر الواقع المعزز/الافتراضي.

 

تسعى المؤسسات بشكل كبير  للتحوّل الرقمي

 

تسعى تسعة من أصل 10 شركات (91 في المائة) إلى إحداث تحول رقمي في أعمالها لأنها تتطلع إلى تحفيز الابتكار والكفاءة، غير أنّ الغالبية (64 في المائة) تواجه تحديات في محاولة دمج التكنولوجيات الناشئة وغير الناضجة بعد.

 

ومع ذلك، وقد نالت الشركات التي تبنت التكنولوجيا الناشئة مكافأتها. فقد استكشفت بيانات "إيساكا" التقدم الذي أحرزته المؤسسات في هذا الإطار، ومدى فهمها وتبنيها التقنيات التحويلية، وتأثير الإلمام الرقمي، وحالة هذا المسار عبر مختلف القطاعات في جميع أنحاء العالم.

 

بالنسبة للتكنولوجيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، يرتبط توظيف القادة المتمرسين في الشؤون الرقمية بالحدّ من المخاطر المرتقبة، وهو أمر أساسي عند طرح هذه التقنيات.

 

وقد تبين لـ "إيساكا" العام الماضي أنّ 53 في المائة من المستطلعين وصفوا أعضاء قيادتهم بأنهم  ملمّين رقمياً. وللأسف، لا تزال هذه النسبة مستقرة على 54 في المائة في عام 2018. ويعتبر هذا الفشل في تحسين مستوى إلمام القادة أمراً يدعو إلى القلق، بالنظر إلى الفوائد التي تحققها الشركات عندما يتمتع قادتها بالإلمام الرقمي، بما في ذلك الحدّ من المقاومة عند نشر تكنولوجيات ناشئة.

 

استطلع بحث مقياس التحوّل الرقمي العالمي الذي اضطلعت به "إيساكا" في الربع الأول من عام 2018، آراء 5,847 عضواً من الأعضاء المنتسبين لـ "إيساكا".

 

لمحة عن "إيساكا"

 

تعتبر "إيساكا" (isaca.org)، التي تقترب من العام الخمسين على تأسيسها، جمعيةً عالمية تساعد الأفراد والشركات على تحقيق الإمكانات الإيجابية للتكنولوجيا. وتزوّد "إيساكا" المتخصصين بالمعرفة والاعتماد والتعليم والمجتمع من أجل تطوير حياتهم المهنية وإحداث نقلةٍ نوعية في مؤسساتهم.