فتح ثلاثة ممرات إنسانية آمنة..

كيف سحب التحالف العربي ذرائع الداعين لوقف تحرير الحديدة؟

التحالف العربي يبذل جهودا كبيرة لتخفيف معاناة اليمنيين الذين يحتجزهم الحوثيون دروعا بشرية

القاهرة

أعلن التحالف العسكري في اليمن بقيادة السعودية الاثنين أنه يعتزم بالتنسيق مع الأمم المتحدة فتح ثلاثة ممرات إنسانية آمنة بين الحديدة غرب اليمن والعاصمة صنعاء.

ويأتي قرار التحالف بفتح وتأمين ممرات إنسانية ردا على تحذيرات دولية من كارثة إنسانية بسبب معركة الحديدة التي استؤنفت مؤخرا بعد وصول جهود إحياء مشاورات السلام إلى طريق مسدود.

وتواصل المقاومة والقوات اليمنية بدعم من التحالف عملية واسعة لتحرير الحديدة ومينائها من قبضة الحوثيين على طريق حسم واحدة من أهم المعارك.

وتحرير الحديدة من شأنه أن يقطع أهم شريان مالي للمتمردين وأحد أهم المنافذ البحرية لإمدادات السلاح الإيرانية للحوثيين.  

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة على صفحته بتويتر، إن تحرير الحديدة هو أحد أهم مفاتيح الحلّ في اليمن"، مضيفا أن "تغيير الواقع على الأرض ضروري في ظل تقويض الحوثي للعملية السياسية في جنيف"

 وأوضح في الغريدة ذاتها أن هذه "حقائق نكررها لأن البعد الإنساني للأزمة مرتبط بمعالجة الجانب السياسي".

وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي للصحافيين في الرياض إن التحالف يعمل مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "اوشا" من أجل فتح هذه الممرات.

وأوضح أن "الهدف من إنشاء هذه الممرات هو تأمين الطرق للتحركات الإنسانية بين صنعاء والحديدة"، مشيرا إلى وجود ثلاثة ممرات تربط بين المدينتين.

وبحسب المالكي ستعمل هذه الممرات من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة السادسة مساء، مضيفا أنه سيتم "تفعيلها قريبا".

وكان التحالف قد أعلن الأسبوع الماضي استئناف العملية الهادفة إلى تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي بعد نحو شهرين ونصف شهر من تعليقها إفساحا في المجال أمام المفاوضات السياسية.

لكن محاولة الأمم المتحدة عقد مشاورات سياسية غير مباشرة بين طرفي النزاع في جنيف فشلت في الأسبوع الأول من الشهر الحالي بعدما رفض المتمردون المدعومون من إيران مغادرة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم من دون ضمانات بالسماح لهم بالعودة إليها باعتبار أن التحالف يسيطر على حركة الطيران في مطار العاصمة.

واستخدم الحوثيون هذه الذريعة لتقويض جهود إحياء محادثات السلام والتمهيد لتسوية سياسية للنزاع، لكنه حرص على تسويق جملة من المغالطات لتضليل الراي العام محاولا تحميل التحالف العربي المسؤولية عن عدم حضوره مشاورات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة.

وتدخل عبر الميناء غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة إلى ملايين السكان في البلد الغارق في نزاع مسلح منذ 2014.

لكن التحالف العربي قدم أدلة واضحة وقطعية على أن الحوثيين حولوا ميناء الحديدة إلى منفذ لإمدادات الأسلحة الإيرانية كما أنهم يستخدمون إيرادات الميناء الحيوي في تمويل آلة الحرب وتجويع اليمنيين.

وتشير تقارير دولية إلى أن ميليشيا الحوثي استولت في أكثر من مناسبة على إمدادات إنسانية غذائية وطبية وأنها تخص الموالين لها فقط بتلك المساعدات أوتستخدمها في شراء الولاءات والذمم.

وعرض المتحدث باسم التحالف إيجازا بالصور والأرقام عن نتائج عمليات التحالف ضد الجماعات الإرهابية مثل القاعدة والدولة الإسلامية في اليمن وأيضا صورا لسفينة إيرانية عسكرية بغطاء تجاري.

وقال المالكي إن سفينة إيرانية مسجّلة تجاريا، لكنها عسكرية اسمها سافيز، تراقب السفن العابرة من باب المندب.

وأضاف أنه يوجد على السفينة سافيز الإيرانية أجهزة تنصت وكذلك زوارق عسكرية تقوم بتحركات مشبوهة، كما أنها تنقل خبراء عسكريين، موضحا أن الحوثيين احتجزوا ناقلات النفط المتوجهة إلى صنعاء.

وأوضح المالكي أن الميليشيات الحوثية تواصل استخدام المدنيين في الحديدة دروعا بشرية، وأن التحالف العربي يواصل جهوده في مكافحة الإرهاب على مختلف جبهات اليمن.

ومنذ 13 يونيو/ حزيران الماضي، تنفذ القوات الحكومية اليمنية بإسناد من التحالف العربي، عملية عسكرية لتحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي على البحر الأحمر من مسلحي "الحوثي"، وسيطرت خلالها على عدة مناطق.

وتدخّل التحالف في اليمن دعما للشرعية في اليمن في مارس/آذار 2015 بهدف وقف تقدّم المتمرّدين بعيد سيطرتهم على أجزاء واسعة من أفقر دول شبه الجزيرة العربية.