من خلال السينما..

"الجونة" يناقش أهمية المرأة في العالم العربي

درة بوشوشة: تصوير المرأة في التلفزيون يتم بصورة تسيء لها، فهو وسيلة خطيرة

القاهرة

شهدت فعاليات النسخة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي بمحافظة البحر الأحمر المصرية الثلاثاء تقديم 14 فيلما ما بين روائي طويل وقصير وفيلم تسجيلي، وجميعها أفلام ممزوجة بالشعور الإنساني، وما يحيط بالنفس البشرية، من أحداث يومية تموج بالصراع بين الحق والباطل.

وكان المهرجان قد شهد، مائدة حوار حول تمكين المرأة من خلال السينما، وأدارتها المنتجة التونسية درة بوشوشة، بمشاركة المخرجة اللبنانية ريم صالح، والمونتيرة بينا بول ورئيسة المجلس القومي للمرأة مايا مرسي من مصر.

وناقشت الندوة أهمية المرأة في العالم العربي، ليس فقط من خلال التمثيل ولكن في التصوير والإنتاج والإخراج وغيرها من مجالات الفن.

وقالت مايا مرسي إن نسبة الأفلام التي تتحدث عن قصص النساء زادت بنسبة 23 بالمئة، متمنية مضاعفة هذا الرقم. ووجهت رئيسة المجلس القومي للمرأة

حديثها لصانعات السينما قائلة “ابتسمن أنتن مَن ترسمن المستقبل”، وضربت مثالا بمهرجان الجونة السينمائي من خلال وجود امرأة تقدم دورها على أكمل وجه وبشكل مميز، وهي الفنانة بشرى رئيس عمليات المهرجان، وتأمل مرسي في وجود كثيرات مثلها.

عمرو منسي يرى أن الجونة مكان رائع لاستضافة المهرجانات والبطولات، فهي وجهة سياحية ممتازة
عمرو منسي يرى أن الجونة مكان رائع لاستضافة المهرجانات والبطولات، فهي وجهة سياحية ممتازة 

كما كشفت المخرجة ريم صالح، تعرضها أيضا للتنمر عند استعدادها لتقديم فيلمها وعاشت بسببه أوقاتا صعبة، مشيرة إلى أنه تم انتقادها بسبب فيلمها “الجمعية” الذي قامت من خلاله بسرد قصة حقيقة من منظور امرأة.

كما شددّت درة بوشوشة على أهمية الالتفات للأعمال التلفزيونية التي وصفتها بأنها من أهم وسائل الإعلام المرئية، لافتة إلى أن “تصوير المرأة يتم بصورة تسيء لها”، ما يستوجب النظر إلى الأعمال التي يقدمها التلفزيون لأنه وسيلة خطيرة.

وكان تم تكريم المنتجة التونسية درة بوشوشة في حفل افتتاح مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثانية، بعد مسيرة حافلة بالعمل والنجاحات حتى باتت واحدة من أبرز السينمائيات في القارة الأفريقية على الإطلاق، وتترأس واحدا من أهم صناديق الدعم الفرنسية لمدة ثلاث سنوات، فضلا عن مشاركتها في العديد من المهرجانات الكبرى حول العالم ووصولها إلى أكاديمية الأوسكار.

ومهرجان الجونة السينمائي يعد أول مهرجان مستقل في مصر يمول بالكامل من القطاع الخاص، وهو الذي استطاع في دورتيه الأولى والثانية جذب عدد كبير من النجوم، وتقام الدورة الثانية للمهرجان في الفترة من 20 إلى 28 سبتمبر الجاري.

وعن المهرجان وتمويلاته قال عمرو منسي المدير التنفيذي لمهرجان الجونة السينمائي إن ميزانية الدورة الثانية للمهرجان تبلغ نحو 60 مليون جنيه (3.36 مليون دولار تقريبا)، فيما يُنتظر إقامة المزيد من المهرجانات في المنتجع السياحي المطل على البحر الأحمر خلال الفترة القادمة.

وقال “إقامة مهرجان سينمائي يتطلب تكلفة عالية جدا، في العام الماضي تكفل رجلا الأعمال نجيب وسميح ساويرس بميزانية المهرجان وحدهما، لكن هذا العام استطعنا جذب نحو 10 شركات تحملت تقريبا 35 بالمئة من التكلفة”. وأضاف “خفضنا الميزانية في الدورة الثانية عن الدورة الأولى، وقررنا وضع ميزانية محددة نعمل على عدم تجاوزها في حدود 60 مليون جنيه”.

وتابع قائلا “نتطلع في العام القادم إلى جذب المزيد من الرعاة أو الحصول على دعم أكبر من الرعاة الحاليين، إضافة إلى تطوير أفكار أخرى للتمويل حتى نضمن استمرارية المهرجان وتوفير موارد دائمة له”.

ومنسي (36 عاما) هو لاعب اسكواش سابق ويملك حاليا شركة لإدارة المهرجانات والمناسبات الرياضية والفنية، وينظم بطولة دولية للاسكواش تقام سنويا في الجونة أيضا.

وقال “دائما كنت أرى أن الجونة مكان رائع لاستضافة البطولات والمهرجانات، فهي وجهة سياحية ممتازة وتملك كافة المقومات اللازمة من حيث الفنادق والنقل والمنشآت”.

وأضاف “في افتتاح الدورة الثانية من المهرجان طلبت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم من سميح ساويرس مؤسس مدينة الجونة إقامة مهرجان موسيقي هنا، وأنا متحمس لإقامة مثل هذا المهرجان، وسنبدأ الإعداد له بعد انتهاء الدورة الثانية من الجونة السينمائي”.