في الأزمات والإنجازات..

الأهلي المصري يتسلح بالجمهور للفوز

المهمة صعبة

عماد أنور

أكد محمد يوسف، مدرب عام الأهلي المصري لـ”العرب”، أن موقف النادي من كأس السوبر المصري السعودي، الذي تحول إلى قضية جماهيرية، هو عدم الممانعة في خوض هذه المباراة التي كان مقررا أن يخوضها الفريق أمام الهلال السعودي في الرياض، وهناك انطباع خاطئ بشأنها لأن الجهاز الفني طلب منحه مدة كافية وميعادا مناسبا، خشية تعرض اللاعبين للإجهاد بسبب ضغط المباريات، والرأي الأخير في يد مجلس إدارة النادي.

وتبقى خطوة واحدة تفصل فريق الأهلي على نهائي دوري أبطال أفريقيا، فلم يتبق على حصد النجمة القارية التاسعة سوى تجاوز عقبة فريق وفاق سطيف الجزائري في الدور قبل النهائي، غير أن مشوار بطل مصر في النسخة الحالية، لم يكن يدعو للتفاؤل، لأنه كان متذيلا مجموعته بدور الستة عشر، قبل أن ينتفض مجددا، ومثلت الجماهير كلمة السر في انتفاضة الأهلي، بحسب ما أكد المدرب العام للفريق محمد يوسف في حواره مع “العرب”.

وأوضح محمد يوسف أن مفتاح الفوز في أي مباراة هو احترام المنافس، وهو ما حدث أمام حوريا كوناكري، السبت، ما قاد إلى فوز الأهلي بأربعة أهداف.

ويسعى الفريق للفوز بلقب دوري أبطال العرب، ويخوض مباراة دور الـ32 أمام فريق نادي النجمة اللبناني، الخميس، غير أن السعي نحو اللقب العربي، ليس بهدف إضافة إنجاز جديد فقط، لكن لأن البطولة تحمل مكافأة مادية سخية لحامل اللقب، تفوق ضعف ما يحصل عليه بطل دوري الأبطال.

أعادت الظروف التي مر بها الأهلي في النسخة الحالية من دوري الأبطال، إلى الأذهان نفس سيناريو نسخة عام 2013، عندما نال الفريق اللقب برغم توقف النشاط الرياضي في مصر وقتها، وخوض مبارياته المقررة على ملعبه دون جمهور في مدينة الجونة على البحر الأحمر، التي تبعد عن العاصمة القاهرة نحو 500 كلم.

انطلاقة متواضعة

غير أن معاناة الأهلي في النسخة الحالية تعود إلى انطلاقته المتواضعة وعدم التعاقد مع لاعبين (سوبر) قبل بداية الموسم، ورحيل وإصابة بعض العناصر المؤثرة في الفريق،  مثل عبدالله السعيد ومروان محسن وأحمد حجازي.

تسببت كل هذه الظروف في تذيّل الأهلي لمجموعته الأولى التي ضمت الترجي التونسي وكمبالا سيتي الأوغندي، وتاونشيب البتسواني، وما إن بدأ القلق يتسلل إلى قلوب الجماهير حتى حقق الفريق المفاجأة وخرج من دور الستة عشر متصدرا مجموعته.

بعدها تمكن الأهلي من تخطي الدور ربع النهائي على حساب حوريا كوناكري الغيني، وما بين النسختين يتواجد اسم محمد يوسف كشريك في الإنجاز، فقد حصد لقب 2013 من على مقعد المدير الفني، ويتولى حاليا مسؤولية مزدوجة كمدرب عام للفريق، وقائم بأعمال مدير الكرة، وقد منحه مجلس إدارة النادي الثقة وعيّنه في هذا المنصب، مع الجهاز الفني بقيادة الفرنسي باتريس كارتيرون، الذي تولى المهمة منذ بداية الموسم الجاري.

وألقى يوسف الضوء على التحديات التي تواجه الأهلي، وهي ما صعّبت مهمته الأفريقية، على رأسها المشاركة في ثلاث بطولات في وقت واحد، الدوري المحلي، ودوري أبطال أفريقيا، والبطولة العربية، فضلا عن خوض منافسات كأس مصر بداية من الأسبوع المقبل، والأهلي لا يمتلك وقتا لإراحة لاعبيه أو علاج المصابين منهم، ولا حتى تصحيح الأخطاء الفنية.

نادي الأهلي المصري يسعى للفوز بلقب دوري أبطال العرب، ويخوض مباراة دور الـ32 أمام  نظيره فريق النجمة اللبناني

ويعتقد المدرب العام للأهلي أن ظروف نسخة عام 2013 لدوري الأبطال، كانت أكثر صعوبة من الموسم الحالي، لتوقف النشاط الكروي، ومعاناة البحث عن ملعب يستضيف مباريات الفريق، بسبب القلاقل الأمنية التي تلت اندلاع ثورة 30 يونيو في ذلك العام، فضلا عن غياب الجمهور حتى عن المباريات القارية.

لكن وجود الأهلي في مرتبة متقدمة على المستويين العربي والأفريقي، تدفعه للدفاع عن الفوز باللقب القاري، بعد غياب خمسة أعوام عن القلعة الحمراء، وهو لقب يطلق على مقر النادي ولأن الفريق معروف بارتدائه القميص الحمر، وضرورة تحقيق اللقب تتخطى فكرة أنه حلم جماهيري، وبات مطلبا لا بد من تحقيقه لمواجهة التحديات.

ويرى يوسف أن جماهير الأهلي كانت السند القوي للفريق في أحلك الظروف وفي كل القضايا تقريبا، وهنا يكمن السر في قوة النادي، مستبعدا أن تكون قائمة (25 لاعبا) التي أقرها اتحاد الكرة قبل بداية الموسم، هي السبب في إرهاق اللاعبين بسبب قلة العدد، لأن بعض الأندية أبدت اعتراضا عليها، وفضلت قائمة (30 لاعبا)، وأعلن تأييده لقائمة الـ25، لأنها تمنح الفرصة لإشراك اللاعبين الشباب، وهو ما يصب في صالح الفريق الأول.

نقد جماهيري

تشهد أروقة الأهلي قضايا مهمة، أدى ضغط المباريات إلى تأجيل الحديث عنها، ما لاقى نقدا جماهيريا، ومن بين هذه القضايا موقف إدارة النادي والجهاز الفني من بعض اللاعبين المهمين، منهم الثنائي أحمد فتحي ومؤمن زكريا. وكشف يوسف عن انتهاء ما يثار حول رحيل أحمد فتحي بمجرد إتمام تجديد التعاقد مع اللاعب، مؤكدا أن النادي غير مسؤول عما تنقله وسائل الإعلام والمعلومات التي تذيعها أو تنشرها حيال بعض القضايا.

أما عن لاعب الوسط مؤمن زكريا، فقال يوسف إن القرار بات حاليا في يد اللاعب، وعليه الاختيار إما البقاء وفق العرض المادي الذي قدمه النادي للتجديد، وإما الرحيل مع نهاية الموسم الذي يتزامن مع انتهاء تعاقده، وحتى الآن يتواجد اللاعب مع الفريق ويشارك في المباريات.

وأثنى يوسف على المدير الفني للفريق الفرنسي باتريس كارتيرون، وقال “إنه برغم كل هذه الأجواء، فإن أكثر ما يميز الرجل قدرته على التعامل مع المجموعة المتاحة من اللاعبين بطريقة احترافية، بغض النظر عن أي أمور أخرى تخص تجديد العقود، وحتى إن كان الفريق بحاجة إلى استعادة لاعبيه المحترفين مثل رمضان صبحي وأحمد حسن ‘تريزيغيه’ وأحمد حجازي، إلا أن النادي يراعي مستقبلهم الكروي”.