مساع للاستحواذ على "الخطوط الجوية اليمنية"..

تحليل: ما هي خفايا وابعاد الحرب الاقتصادية على عدن؟

متظاهرون يقفون امام بنك اليمن الاهلي في عدن خلال عصيان مدني امس الاربعاء - اليوم الثامن

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

كشفت تقارير إخبارية يمنية عن ان شركة الخطوط اليمنية في طريقها الى ان تصبح ملكا لنجل الرئيس اليمني الانتقالي جلال عبدربه هادي ورجل الاعمال اليمني أحمد صالح العيسي، في عملية استيلاء تشبه عملية استيلاء نظام تحالف سبعة يوليو على شركة الخطوط الجوية الجنوبية (اليمدا)، والتي تم الاستيلاء عليها عقب انتصار الشمال في الحرب الأولى على الجنوب منتصف تسعينات القرن الماضي.

 

  • شركة الخطوط الجوية اليمنية.. هل يصبح مصيرها مصير طيران اليمدا؟

  • كيف يستغل نجل الرئيس الانتقالي منصب والده لبناء امبراطورية مالية بالسيطرة على مقدرات البلد.

  • ماذا أصبح السباق المالي والتجاري أهم من تحرير اليمن ؟ ما الفرق بين الحوثيين والشرعية في نهب مقدرات البلد.

  • كيف يستنسخ الشرعيون التجربة الحوثية في عدن في شراء العقارات ونهب المال العام؟

  • لماذا تم تعيين الجبواني المقرب من قطر وزيرا للنقل؟ وما هي المهمة التي أوكلت له؟

  • كيف أصبح تجار النفط والاستثمارات يمتلكون قوات عسكرية للدفاع عن مصالحهم؟

  • ما هي ابعاد الاستحواذ على مصافي عدن والخطوط الجوية اليمنية؟

  • موثق: اختفاء الملايين من ايرادات شركة الخطوط الجوية اليمنية؟

احلال شركة تجارية خاصة

 

وكشفت وسائل إعلام يمنية عن مخطط يسعى نجل الرئيس "جلال هادي ورجل الاعمال الإخواني أحمد صالح العيسي للسيطرة على شركة الخطوط الجوية اليمنية واحلال شركة تجارية يملكونها بدلا عنها بعد ان اوصلوها الى حافة  الانهيار الكامل".

 

 

تفاصيل ومعلومات

 

 

 

وبحسب موقع "الخلاصة نت" فقد كشفت مصادر مطلعة عن تعرض شركة الخطوط الجوية اليمنية لمخطط تدمير ونهب وتعطيل ممنهج من قبل شخصيات نافذة في الشركة وبأشراف وتوجيهه من شخصيات مقربة لهادي وحكومته بهدف الغاء الشركة وتصفيتها بعد ان وصلت الاوضاع العامة للشركة الى مستوى متدني جدا، واوشكت على الانهيار الكامل.

 

نهب في عهد الوزير الجبواني

 

 

وقالت مصادر لـ(اليوم الثامن) "إن تعيين السياسي اليمني صالح الجبواني المقرب من النظام القطري هو الخطوة الأخيرة لتدمير شركة الخطوط الجوية اليمنية، حيث ان الجبواني عين في وزارة النقل لتنفيذ هذه المهمة التي الهدف منها بناء امبراطورية مالية لحلفاء الدوحة في النظام اليمني".

ويبدو ان الشرعية اليمنية باتت تتسابق للثراء وتركت الحرب ضد الحوثيين، الذين يبدو انهم هم الأخرون منشغلون بشراء العقارات ونهب المال العام، كما تفعل الحكومة الشرعية في الجنوب.

 

خلق ازمات

 

وسعت الحكومة اليمنية الشرعية التي تتقاسم مناصبها قوى نفوذ يمنية بعد ان تم اقصاء الجنوبيين منها لخلق ازمات في الجنوب المحرر، تسببت في وقوع مجاعة لأول مرة في الجنوب الغني بالثروات، في حين تقول مصادر ان الازمات في المعيشة والمشتقات النفطية تقف خلفها قوى نفوذ تسعى لبناء امبراطورية مالية.

وقالت مصادر قريبة من الحكومة "إن الاموال التي طبعت في روسيا هي التي تسببت بإنهيار العملة، جراء اقبال المسؤولين في حكومة بن دغر على تجريف العملة الصعبة من السوق والتي وصل سعر بيع الدولار الواحد امام الريال اليمني إلى 800 ريال في اسواء ازمة في الاقتصاد تشهدها البلد، قبل ان تبرر الحكومة ان السبب في انهيار العملة هم الانفصاليون الجنوبيون.

 

الاستحواذ على اليمنية والمصافي

 

 

وتؤكد مصادر عليمة ان تجار الشرعية يسعون للسيطرة على الخطوط الجوية اليمنية وشركة مصافي عدن، والأخير اقترب تاجر النفط من الاستيلاء عليها ونهبها.

وشركة الخطوط الجوية اليمنية التابعة للدولة تعرضت خلال العامين الاخيرة لعملية تدمير ونهب وفساد ممنهج اصاب الشركة بالشلل الشبة كلي وبدلا من كونها أحد الشركات الحكومية التي ترفد الخزينة العامة للدولة بمئات الملايين من الدولارات اصبحت اليوم في وضع مشلول نتيجة للسياسيات والممارسات التدميرية التي تعرضت لها الشركة خلال الاعوام الاخيرة وبشكل ممنهج ومدروس من قبل قيادة الشركة ومقربين من هادي.

 

وأكدت المصادر أن مخططا يقوده جلال هادي نجل الرئيس هادي وكذلك رجل الاعمال المقرب من هادي احمد العيسي واحمد العلواني رئيس مجلس ادارة الشركة يهدف الى احلال شركة خاصة تجارية في مجال الطيران المدني بدلا عن شركة الخطوط الجوية اليمنية وتحويلها من شركة حكومية الى شركة تجارية خاصة تعمل لحساب جلال هادي والعيسي.

وكان العيسي قد أعلن عن شركة طيران بلقيس والتي فتحت لها مكاتب في عدن، وقد أعلن قبل نحو عام تدشين العمل في الشركة، لكن ربما العيسي انتظر التخلص من الخطوط الجوية اليمنية.

 

وتقول تقارير اخبارية انه "في الوقت الذي لم يكتف فيه جلال هادي واحمد  العيسي من السيطرة والاستحواذ على النفط والغاز والمصافي وتحييد مؤسسات الدولة في توفير الخدمات للمواطنيين في المحافظات المحررة من سيطرة الحوثيين وخاصة شركة النفط والغاز والمصافي وانفراد العيسي وجلال هادي بشراء وبيع المشتقات النفطية بشكل تجاري لحسابهم الخاص يسعي جلال هادي والعيسي والعلواني الى تدمير شركة الخطوط الجوية اليمنية واعلان افلاسها وتوقفها عن العمل من اجل السيطرة على اصولها واستبدالها بشركة تجارية خاصة تعود ملكيتها للعيسي وجلال هادي وحرمان خزينة الدولة من اي موارد مالية من الشركة الى جانب فسادهم في السيطرة على  ايرادات بيع وشراء وتوزيع المشتقات النفطية".

 

تقارير موثقة

 

 

واكدت المصادر ان رئيس مجلس ادارة الشركة احمد العلواني المعين من قبل هادي يعمل بشكل واضح ومكشوف من اجل تحقيق وخدمة مخطط جلال هادي والعيسي في تدمير الشركة والافلاس بها من خلال قراراته ومواقفة وسياسيات ادارتة للشركة

حيث تقول المصادر ان العلواني اوصل الشركة الى مرحلة الانهيار.

وقالت المصادر ان تقارير موثقة كشفت  عن   اختفاء مبالغ من أرصدة الشركة تقدر بحوالي (26) مليون دولار و(5) مليون دولار مؤخراً، اضافة الى تخلي ادارة الشركة عن عضوية الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، وإغلاق حسابات الوكلاء بالشركة .و تجميد عضوية الشركة  في المنظمات الدولية العاملة في ذات المجال الامر الذي يعد تدمير ممنهج للشركة واسقاط لالتزاماتها    القانونية والفنية  والتشغيلية  بهدف استغلال واستباحة حقوق الراكب من حيث أسعار التذاكر وتقديم الخدمات السيئة دون ان يكون هناك اي رقابة عليها.

 

 تفريط بالعقود

 

 

وعددت المصادر حسب التقارير صور كثيرة ومختلفة من اوجه الفساد والتدمير الممنهج الذي تتعرض له الشركة على يد العلواني وبتوجيهات من جلال هادي ومنها تكبيد الشركة خسائر مالية ضخمة متعلقة بحسابات الشركة المصنعة والمعمرة للمحركات بما فيها حسابات قطع الغيار وكذا تحميل الشركة زيادة من المبالغ كديون ناجمة عن فارق السعر للدولار بسبب عدم السداد في حينه، اضافة التفريط بالعقود والالتزامات الموقعة لشراء واستلام عدد(8) طائرات إيرباص (320) والتي كان مقرر استلامها في نهاية عام 2013م وبأسعار مناسبة بسبب الركود الاقتصادي والتفريط المتعمد في أصول الشركة و تجاهل تحديث اسطولها الجوي، وإهدار العروض والتسهيلات المغرية والمقدمة من شركة الإيرباص التي كانت ستصب لصالح الشركة.

 

 

كما تحدثت التقارير عن تشيجع ادارة الشركة وتسترها  على قضايا فساد في الشركة اليمنية للخدمة الأرضية وإخفاء تقرير لجنة التحقيق الذي تم تشكيلها مؤخراً بصنعاء وتسريب معلومات عن التأمين في الشركة .

ومن بين ممارسات الفساد والتدمير الممنهج للشركة تعاقد ادارة الشركة  مع المحالين للتقاعد من الفاسد وتعيينات القرابة والمحسوبية حيث  قام العلواني بتعيين نجله/ناصر احمد العلواني في العام 2014م مديراً لمنطقة الكويت وقبل سنتين أصدر له جديداً آخر بتعيينه مديراً لمنطقة (الكويت- الدوحة) رغم أنها مناطق مغلقة التشغيل وكذلك تعيين صهرة بدرجة مدير إدارة رئيسية وبصورة مخالفة الاشتراطات الترقي وشغل الوظائف وبعد توليه منصب رئيس في مجلس الإدارة في مطلع العام 2012م قام مباشرة بالتعاقد مع ابن خاله  ليشغل وظيفة مدير أمن الشركة ويتقاضي مرتب كبير دون اي مهام يقوم بها سوى البقاء في عدن.

 

 ما هي ابعاد الاستحواذ على مقدرات البلاد؟

تبدو ابعاد الاستحواذ الذي تقوم قوى المال والنفوذ في الحكومة الشرعية بعيدة المدى، فالهدف ليس الاستحواذ على مصادر تمويل كبيرة، ولكن الهدف الابرز لذلك هو سعي هذه القوى الى منع استقلال الجنوب، بعد ان يصبح المال بيد هذه القوى التي ترفض أي شكل من اشكال المعالجات للقضية الجنوبية التي جاءت نتيجة حرب العدوان الأولى صيف العام 1994م.

وتدعم قطر المتمردة على جيرانها هذا التوجه، حيث ان الاستحواذ على طيران اليمنية ومصافي وميناء عدن، الهدف منه الاستحواذ على موارد البلد وهو ما يعني ان هذه الموارد قد تستخدم في سبيل منع استقلال الجنوب او اعطاء الجنوبيين حكما ذاتياً.

واعترف الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي في تصريحات ان حل الازمات الحاصلة في الجنوب، يكمن في الموافقة على مشروع الدولة الاتحادية التي اقرت تقسيم الجنوب الى اقليمين.

وقال هادي "انه في خلال عامين من الموافقة على مشروع الدولة الاتحادية سوف يتم معالجة كل مشاكل البلد"؛ وهي ربما تصريحات (ترغيب وترهيب) للجنوبيين الذين يرفضون ان تقسم بلادهم على أي اساس.

ويصر جنوبيون على ان يبقى الجنوب موحدا وان كانت هناك أي حلول فيجب ان تطرح على اساس دولتي اليمن الشمالية واليمن الجنوبية.

ويبدو ان قوى النفوذ في الحكومة الشرعية لجأت الى الحرب الاقتصادية لإخضاع الجنوبيين للقبول بدولة اليمن الاتحادية التي اقرت تقسيم اليمن الى ستة اقاليم اثنان في الجنوب واربعة في الشمال.

ويرفض الجنوبيون كل تلك الوسائل التي قالوا ان قد تدفع الشعب لثورة لاقتلاع الفساد المستشري في الحكومة الشرعية التي يرأسها أحمد بن دغر والتي لم تحظ على ثقة البرلمان اليمني على الرغم من مرور أكثر من عامين على تعيينها.