سيتنافسان على الفوز بكأس الملك سلمان للتنس..

نادال ونوفاك يجذبان أنظار العالم إلى جدة

الإسباني نادال والصربي نوفاك ستجمعهما مواجهة مثيرة في جدة

وكالات (لندن)

امتداداً للحراك الرياضي الذي تشهده السعودية في السنوات الأخيرة، أعلن تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، عن إقامة بطولة كأس الملك سلمان للتنس في الصالة المغطاة بمدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة، وسيتنافس اللاعبان العالميان الإسباني رافاييل نادال والصربي نوفاك دغوكوفيتش على كأس البطولة المقرر إقامتها في الـ22 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وسيحظى الشغوفون من السعوديين والمقيمين على أراضيها بفرصة الحضور على مقاعد المدرجات ومشاهدة بطلي العالم الإسباني نادال والصربي دغوكوفيتش في مواجهة قوية ومحتدمة للظفر بكأس البطولة، حيث تعتبر لعبة كرة التنس أو المضرب واحدة من أكثر الألعاب شهرة على حول العالم، ومن أكثر الرياضات استقطابا للاهتمام على المستوى المحلي والعالمي، وتحظى اللعبة بجميع بطولاتها الكبرى بداية من أستراليا المفتوحة ورولان غلاس وويمبلدون وأميركا المفتوحة بمتابعة من الشارع الرياضي والإعلامي السعودي.
ويعرف السعوديون اسم الإسباني رافاييل نادال جيداً، الذي يعتبر أحد أساطير اللعبة في العصر الحديث بعدما تربع على عرش التصنيف العالمي، ومرشحا لأن يصبح أعظم لاعب كرة مضرب على مر العصور، بفضل نجاحاته المتلاحقة خصوصاً على الملاعب الترابية، حيث يمتلك رقماً قياسياً بعدد الانتصارات المتتالية بمباريات خاضها على ملاعب ترابية أو ملاعب أخرى، وما زال هذا الرقم القياسي قائماً بـ81 انتصارا على التوالي، أهله لنيل لقب «ملك الملاعب الترابية». ويعتبر نادال لاعباً دفاعياً من الطراز الأول، مستنداً على لياقته وروحه القتالية.
ولم تكن مسيرة نادال الاحترافية ممهدة بالورود، حيث خاض أولى مبارياته الرسمية وهو ابن الـ15 ربيعاً، والمصنف رقم 762 عالمياً حين ذاك، وانتزع أول انتصاراته بأول مباراة له ضمن بطولات رابطة محترفي كرة المضرب في جزيرة مايوركا الإسبانية حين هزم اللاعب رامون دليغاو، ليقفز للتصنيف التاسع على مستوى العالم في العصر المفتوح الذي يفوز بمباراة في رابطة المحترفين قبل بلوغ سن الـ16، بعد ذلك فاز الإسباني بلقبين من بطولات التشالنغر، وأنهى السنة مصنفاً ضمن الخمسين الأوائل في العالم، في أوّل ظهور له في فردي الرجال في بطولة ويمبلدون 2003 وصل نادال في سن الـ16 إلى الدور الثالث، مما جعله أصغر لاعب يصل إلى الدور الثالث منذ اللاعب الألماني يوريس بكر.
وعرف نادال بطريقته المميزة في اللعب والتي تميزه عن بقية اللاعبين الآخرين، حتى باتت هذه الطريقة تدرس للاعبين الناشئين في الملاعب الترابية أو العشبية والصلبة، حيث يلعب في خلف الخط الخلفي بأسلوب عنيف، ويقوم على ضربات «توب سبين» ثقيلة، ويلعب أيضا باتساق، وتحركات سريعة، وتغطية متماسكة للملعب. وقد اشتهر بلياقته وسرعته في جميع أنحاء الملعب، ويعتبر مدافعا جيدا، ومن اللاعبين القلائل الذين يحسنون ضرب الكرة بطريقة ماكرة وهو يتحرك.
ويقوم نادال ببناء ألعابه الفائزة من مواقع تبدو أنها دفاعية، كما أنه يلعب كرات قصيرة دقيقة جداً، تسمى «dropshots». ومجملاً يحب الإسباني أن يكون في المقام الأول لاعب خط خلفي، ونادرا ما يلعب الكرة بعيدا، ولكن عندما يأتي إلى الشبكة فهو رامي كرات من طراز فريد.
وعلى الرغم من براعة نادال في كرة المضرب، فإنه من عشاق فريق ريال مدريد الإسباني، ومن الداعمين له، ولم يتأثر بعمه ميغل أنخل نادال لاعب المنتخب الإسباني لكرة القدم ونادي برشلونة الغريم التقليدي لنادي ريال مدريد، حيث كان انتماؤه واضحاً منذ الصغر للفريق العاصمي، ومنذ نعومة أظفاره اتجه إلى كرة المضرب بعدما لاحظ عمه الآخر توني نادال موهبته الفريدة في مسك المضرب وإرسال الكرات قبل أن يتجاوز الثالثة من عمره. ودأب توني على تدريبه وصقل موهبته، واستمر عمه في تدريبه حتى الآن.
الإسباني رافاييل نادال سيصطدم من جديد بالصربي نوفاك دغوكوفيتش الذي أزاحه عن مركز المصنّف الأوّل عالمياً في قائمة تصنيف لاعبي رابطة محترفي كرة المضرب بعدما تنازل عن الصدارة لمنافسه الصربي في 2014، وكان قبلها قد حقق الإسباني رقماً قياسيا بجلوسه على كرسي الصدارة العالمي لمدة 160 أسبوعاً على التوالي، وستكون بطولة كأس الملك سلمان فرصة مواتية لنادال للثأر من نوفاك.
في الجهة المقابلة، يعتبر الصربي نوفاك دغوكوفيتش والمصنف العالمي الثالث، أول لاعب يمثل صربيا للفوز في البطولات الأربع الكبرى في الفردي، ولقب بأصغر لاعب في العصر المفتوح. وقد بلغ الدور نصف النهائي لجميع البطولات الأربع الكبرى، وبشكل منفصل على التوالي، كما يعد إلى جانب ديفيد نالبانديان، وآندي موراي، والإسباني رافائيل نادال ممن استطاعوا التغلب على السويسري روجيه فيدرر 3 مرات في سنة واحدة، وهو أيضا واحد من ثلاثة لاعبين (نالبانديان والروسي نيكولاي ديفيدنكو) تغلبوا على فيدرر ونادال في البطولة ذاتها مرتين، وتحقق هذا الإنجاز عندما فاز في 2011 أنديان ويلز ماسترز 1000.
وتفجرت موهبة الصربي في كأس روغرز 2007، بعدما أصبح أصغر لاعب في العصر المفتوح لهزيمة أعلى ثلاثة لاعبين على التوالي، عندما هزم آندي روديك المصنف الثاني عالمياً، نادال المصنف الثالث عالمياً، وفيدرر الأول عالمياً، في كأس روجرز 2007. وهو واحد من اثنين فقط من اللاعبين استطاع هزيمة فيدرر في الدور قبل النهائي في بطولات الغران شيليم، والحاصل على الميدالية البرونزية التي تمثل صربيا في دورة الألعاب الأولمبية 2008، بالإضافة إلى ذلك، فاز ديوغوفيتش في كأس الأساتذة للتنس في عام 2008 وفاز بالماسترز في 2010، وقاد صربيا للفوز في كأس ديفيس.
ويعتبر الإسباني رافاييل نادال ثالث لاعب على المستوى العالمي تحقيقاً للبطولات بواقع 16 بطولة: بطولة أستراليا المفتوحة، و9 بطولات فرنسا المفتوحة، وبطولتا ويمبلدون، ومثلها أميركا المفتوحة. ويبقى الإسباني من أبرز المرشحين للتربع على الصدارة العالمية، حيث تخطى حاجز العشرين بطولة الذي يمتلكه ورجيه فيدر، فيما يمتلك الصربي نوفاك دغوكوفيتش 7 بطولات، وتخصص نوفاك في بطولة أستراليا المفتوحة وحقق اللقب في أربع مناسبات، وأميركا المفتوحة لقبين، وفرنسا المفتوحة لقب واحد، ومثله لبطولة ويمبلدون.