بعد استقالتها من الأمم المتحدة..

هل يجعل ترامب من نيكي هيلي نائباً له بعد انتخابات 2020؟

السفيرة الأمريكية المستقيلة نيكي هيلي

واشنطن

تخرج سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي من إدارة الرئيس دونالد ترامب، أبرز امرأة في الحكومة، وسط تكهنات بأنها ربما تصبح مرشحة محتملة للحزب الجمهوري الذي يواجه صعوبات في جذب أصوات النساء.

وحاولت هيلي عند إعلانها الاستقالة الممفاجئة أمس الثلاثاء قطع الحديث عن احتمال خوضها انتخابات الرئاسة في 2020 ومنافسة ترامب في مسعاه لفترة ولاية ثانية.

ولكن ذلك لم يمنع واشنطن من إطلاق جولة جديدة في لعبة التكهنات داخل أروقة الساحة السياسية: من سيترشح لماذا؟ فكل المناصب مطروحة على الطاولة من منصب الرئيس ومنصب نائب الرئيس إلى عضوية مجلس الشيوخ.

والذين يعرفون هيلي في الوقت الذي كانت تتولي فيه منصب حاكمة ساوث كارولاينا وتحظى بشعبية كبيرة، يرون أنها في وضع متميز جداً.

وقال المساعد السياسي السابق في ساوث كارولاينا، روب غودفري: "ما قامت به سفيرة لدى الأمم المتحدة لا يعزز فقط ملفها الشخصي، القوي بالفعل، بل يعزز كذلك ملف الوظيفة ذاتها، وتركت مكاناً اتسع ويصعب ملؤه".

وتلقت هيلي إشادات بأدائها في منصبها بالأمم المتحدة. وأظهر استطلاع لجامعة كونيبياك في أبريل (نيسان) أن 63% من المشاركين أقروا أداء هيلي 55% منهم من الديمقراطيين.

ولم توضح هيلي سبب استقالتها، مشيرةً فقط إلى رغبتها في أخذ قسط من الراحة، وفي خطاب الاستقالة أشارت إلى عودتها للقطاع الخاص.

ولا يتوقع الكثيرون ممن تابعوها على مر السنين أن تترك الساحة العامة لفترة طويلة.

وقال جوردان راغوسا أستاذ العلوم السياسية بكلية تشارلستون في ساوث كارولاينا: "التفسير الأكثر ترجيحاً، أنها تريد أن تنأى بنفسها بعض الشيء عن ترامب قبل الترشح للرئاسة".

تعزيز القائمة

تبدو الآن هيلي، التي لم تكن لديها خبرة تذكر في الدبلوماسية قبل منصبها بالأمم المتحدة، مرشحة الأحلام.. تلك التي توصلت إلى طريقة للعمل مع ترامب، طليق اللسان، دون أن تسرق منه الأضواء، لكنها كانت أيضاً لا تتورع عن الاعتراض في المسائل التي تعنيها.

أشادت بالنساء اللائي تقدمن باتهامات عن سوء سلوك الرجال الجنسي، وقالت إنه "يتعين سماع أصواتهن حتى، وإن اتهمن ترامب نفسه، واتخذت موقفاً أكثر تشدداً من رئيسها فيما يتعلق بروسيا".

وفي أعقاب احتجاجات عنيفة للقوميين البيض في تشارلوتسفيل في فرجينيا دعت طاقم العاملين معها لنبذ الكراهية، وهو موقف اعتبر متعارضاً مع رد فعل ترامب.

وأثارت استقالة هيلي أيضاً تكهنات بأن تحل محل لينزي غراهام في عضوية مجلس الشيوخ عن ساوث كارولاينا، وهو احتمال هون ترامب منه.

وتتردد الأحاديث في واشنطن عن أن ترامب، إذا اختار تعيين غراهام ليحل محل وزير العدل جيف سيشنز بعد انتخابات التعديل النصفي في 6 نوفمبر (تشرين الثاني)، فسيكون هنري مكماستر حاكم ساوث كارولاينا هو المسؤول عن اختيار البديل حتى انتخابات 2020.

وكان مكماستر من قبل الرجل الثاني في الولاية بعد هيلي.

ورغم الحبل المشدود الذي تسير عليه هيلي في التعامل مع ترامب، سرعان ما ثارت التكهنات في واشنطن بأن الرئيس ربما يتخلى عن نائبه مايك بنس ويختار هيلي للترشح معه على منصب نائب الرئيس في انتخابات 2020.

وقالت الرئيسة السابقة للحزب الجمهوري في ساوث كارولاينا كارين فلويد: "السفيرة هيلي أمامها مستقبل سياسي مديد ربما يشمل منصب نائب الرئيس أو ما هو أعلى".

ويعاني ترامب من انخفاض نسبة النساء بين مؤيديه، فنسبة كبيرة من الناخبات لا تؤيدن أداءه في المنصب، ويمكن لترشيح هيلي أن يكسبه المزيد من أصوات النساء.

وقالت أستاذة العلوم السياسية بكلية تشارلستون في ساوث كارولاينا، كلير ووفورد: "يمكنني بالتأكيد رؤية العديد من الطرق التي يمكنها بها تعزيز القائمة".

ولكن الاستراتيجي الجمهوري ريك تايلر وصف فكرة حلول هيلي محل بنس بـ "بعيدة المنال" وقال إن مستقبلها مشرع الأبواب، لكنه شكك في احتمال أن تنضم مرة أخرى للإدارة.

وحتى سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الذي كثيراً ما تشاحنت هيلي معه، قال إنها "ستعاود الظهور على الساحة السياسية".

وأضاف "إنها صغيرة السن ونشيطة وطموحة، أعتقد أننا سنراها بعد استراحتها المستحقة بشدة التي أشارت إليها".