ناقوس خطر تجاه الأزمات

جريدة "النهار"... بيضاء!

عدد اليوم من جريدة "النهار"

وكالات

صدر عدد اليوم من صحيفة "النهار" بأوراق بيضاء، مع الاكتفاء باسم الجريدة في الوسط وصورة النائب الراحل جبران تويني مع قسمه على اليمين.

وقامت الصحيفة بتغيير صور  حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي الى صور بيضاء.

وحلّ اللون الابيض على كل صفحات الموقع الالكتروني للصحيفة بتاريخ اليوم.

 

اليوم الأبيض!

وقالت رئيسة تحرير النهار نايلة تويني في مؤتمر صحافي مخاطبة القوى السياسية "الشعب تعب والنهار تعبت من كتابة حججكم ووعودكم المكررة الفارغة"، مضيفة "نتفرج على لعبة تقاسم الحصص والله يعلم كم سننتظر لنرى اليوم الأبيض" في إشارة إلى تشكيل الحكومة اللبنانية.

وأوضحت أن صدور الصحيفة بهذا الشكل هو "لحظة تعبير مختلفة عن شعورنا الأخلاقي العميق بالمسؤولية كمؤسسة اعلامية تجاه وضع البلد الكارثي".

وعلى هامش المؤتمر، أوضحت تويني لوكالة فرانس برس أن الصحيفة منذ تأسيسها "دائما كان لها دور في التغيير في مراحل سياسية معينة" مؤكدة أن "صرختنا اليوم ليست مع طرف ضد طرف آخر".

 

 

أزمة

ولعبت النهار خلال عقود دوراً بارزاً في الحياة السياسية اللبنانية. لكنها تعاني منذ سنوات من أزمة مالية كبرى. 

ويشهد قطاع الصحافة في لبنان أزمة متمادية ترتبط بشكل أساسي بتوقف التمويل الداخلي والعربي إلى حد كبير، عدا عن ازدهار الصحافة الرقمية وتراجع عائدات الاعلانات، ما دفع مؤسسات عدة بينها صحف ودور نشر عريقة الى الإغلاق أو الاستغناء عن صحافيين وموظفين كما فعلت النهار.

ويزيد الجمود السياسي والاقتصادي الذي يتخبط به لبنان منذ سنوات، من أزمة الصحافة. ورغم تسوية سياسية أدت الى انتخاب ميشال عون رئيساً للبلاد في أكتوبر 2016، وأتت بسعد الحريري رئيساً للحكومة ثم انتخاب برلمان جديد في مايو، إلا أن ذلك لم يضع حداً للازمات. 

ولم يتمكن الحريري منذ أشهر من تشكيل حكومة جديدة، وتراوح الاستشارات التي يجريها مكانها نتيجة خلافات حادة على توزيع الحصص الوزارية.

ويقف عدم تشكيل الحكومة حائلاً أمام حصول لبنان على منح وقروض بمليارات الدولارات تعهد بها المجتمع الدولي دعماً لاقتصاده المتهالك، كما يثير الخشية من تدهور أكبر قد ينعكس أيضاً على الليرة اللبنانية.

وفي لبنان ذي الموارد المحدودة، لا يمكن تشكيل الحكومة من دون توافق القوى السياسية الكبرى إذ يقوم النظام السياسي على أساس تقاسم الحصص والمناصب بين الطوائف والمجموعات السياسية. 

وتشهد البلاد منذ سنوات أزمة نفايات لم تجد الحكومة حلاً نهائياً لها بعد. ويفيد مواطنون منذ أيام على مواقع التواصل الاجتماعي عن مياه آسنة تصل منازلهم للاستخدام اليومي. وينشر ناشطون صوراً تظهر حقول خضار غارقة في مياه آسنة.