عرض الصحف العربية..

تقرير: "عملية أختفاء خاشقجي".. هل فعلتها قطر؟

صحف عربية

أبوظبي

لم يستفد أحد من عملية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في تركيا، إلا تركيا وقطر وجماعة الإخوان الإرهابية، فالأولى استغلت الضجة الناجمة عن الأمر في الإفراج عن القس الأمريكي، والثانية غيرت خرائط بث قنواتها لتخصصها بالكامل للهجوم على السعودية، والثالثة أطلقت ذبابها الإلكتروني على وسائل التواصل الاجتماعي لإثارة مزيد من الغبار والتهجم على المملكة.

هذه الحملة الثلاثية التي صبت في صالح "مثلث الشر"، تكشف وفق صحف عربية صادرة اليوم السبت، عن المستفيد الحقيقي من "عملية الاختفاء"، وربما من يقف وراءها أيضاً.

ألاعيب الجزيرة
ورصد مقال لفريد أحمد حسن نشرته صحيفة الوطن البحرينية، استغلال الإعلام القطري خاصة قناة الجزيرة القضية، مشيراً إلى أن "الغاية من كل هذا الاهتمام الغريب بقصة الصحافي السعودي معروفة وواضحة، فهذه القناة تريد الإساءة إلى المملكة العربية السعودية وحكامها، وهي لن تجد فرصة أفضل من هذه الفرصة لتحقق حلمها، فمن خلال قصة خاشقجي -التي لا يستبعد أن يكون للنظام القطري دور فيها- يمكن توفير المبرر المنطقي للإساءة إلى السعودية ومن يقف إلى جانبها".

وبحسب المقال "فلو أن قناة الجزيرة كانت ملكاً لجمال خاشقجي لما خصصت له نصف المساحة التي خصصتها له منذ لحظة إعلان اختفائه والادعاء بأنه ولج إلى القنصلية السعودية في تركيا ولم يخرج منها، فبين كل خبر وخبر عنه يتم بث خبر آخر، والأكيد أنه لو كان هناك من يتابع هذه القناة على مدار الساعة لتمكن من حفظ الأخبار والتقارير التي يتم بثها وإعادة بثها في كل نشرة أخبار وفي الفاصل الزمني بينها وبين النشرة التالية لها عن ظهر قلب، بل إن استمرار تناول هذا الملف وإعادة بث الأخبار والتقارير عن خاشقجي وفر مساحة للشيطان كي يدفع المشاهدين إلى التفكير في اتجاه أن القناة تفكر جدياً في تغيير شعارها ووضع صورة خاشقجي مكانها وإن أدى ذلك إلى إغراقه في الماء وإخراجه منه في كل حين كما هو حال الشعار المعتمد!".

استفادة تركية
من ناحية أخرى، فقد تحركت تركيا بسرعة للاستفادة من حاجة الولايات المتحدة إلى معلومات بشأن اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وأطلقت سراح القس أندرو برانسون المحتجز لديها بتهمة الإرهاب، في مسعى لاسترضاء واشنطن وفتح قناة للمصالحة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أظهر تشدداَ كبيراً بمواجهة التصعيد الكلامي الذي لجأ إليه نظيره التركي رجب طيب أردوغان.

وبحسب مصادر تحدثت لصحيفة "العرب"، فإن تركيا تسعى لاستثمار قضية خاشقجي والغموض المحيط بها وما قد تمتلكه من معطيات لتبريد الغضب الأميركي تجاهها، وأن التأخير في كشف ما تحوزه من معطيات عن القضية لم يكن هدفه التريث وإنما انتظار اللحظة المواتية لبيع الملف إلى واشنطن.

ورغم إعلان رئاسة الجمهورية التركية تجاوبها مع طلب السعودية تشكيل فريق عمل مشترك يجمع المختصين في البلدين للكشف عن ملابسات اختفاء خاشقجي، إلا أن أنقرة تعطل ـ حسب المصادر ـ البدء بالتحقيقات المشتركة، ولم يخرج هذا التجاوب من مجرد التصريح السياسي لمنع تفجر العلاقة مع الرياض.

تورط قطر
وكشفت صحيفة "اليوم السابع" المصرية، عن دلالات تؤكد تورط قطر في قضية خاشقجي، ومنها تغيير قناة "الجزيرة" خريطة بثها اليومي المعتاد ليتصدر تحليل الأحداث قصة خاشقجي قبل أن يصدر أي تصريح رسمي من السلطات التركية عن اختفاء الكاتب السعودي، كما حاولت القناة رسم سيناريو مقتله دون حتى أن يكون حديث عن هذا، الأمر الذي يؤكد وقوف "تنظيم الحمدين" وراء نشر هذه الشائعات، مضيفة أن التحرك القطري المثير للجدل عبر وسائل إعلامها يؤكد تورطها في الأمر.

وأشارت الصحيفة إلى الناشطة الإخوانية توكل كرمان ودورها في إشعال قصة خاشقجي، عبر وسائل التواصل الإجتماعي وتوجيه الاتهامات إلى المملكة، وهو ما رد عليه أبناء اليمن بالتبرؤ منها، مؤكدين أنها عميلة مأجورة للنظام القطري.

الموقف الأمريكي
في واشنطن، الموقف السياسي بعيداً عن الإعلام هو التالي: "كلنا نريد معرفة مصير جمال، والاتهام لن يتم توجيهه مباشرة للسعودية، ولا تضحكوا على عقولنا بتصوير الكاتب المختفي على أنه كان حمامة سلام وحرية مع الجميع ولا عدو له إلا المملكة العربية السعودية! فقبل اختفائه بأيام فقط كان جمال يرسم للسوريين مخططات جديدة لاعادة الهجمة على نظام الأسد وإعادة إطلاق الصراع المسلح من إدلب".

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة الرياض، فإن "بشار الأسد الذي حرّض جمال قبل أيام لإعادة إطلاق الصراع المسلح ضده، قضى وبظروف غامضة عشرات المعارضين له في تركيا، من حسين الهرموش إلى الصحفية عروبة بركات وابنتها، وكلهم بقي مصيرهم مجهولاً، لم تكشف عنه رغم مرور السنوات، السلطات التركية التي تقول لنا بهذا توقع الأسوأ في تركيا"، موضحة أن " رعيلاَ لا يستهان به من الأمريكيين أثار العديد من إشارات الاستفهام حول قضية جمال وأحقيتها حين رأوا المهاجمين للسعودية من نموذج نهاد عوض، رئيس منظمة كير الإخوانية، وهو أحد صقور جماعة الإخوان على مستوى العالم، فكان ضلوع وجوه كنهاد وأمثاله ضربة قاضية لمصداقية الاتهامات التي تكال للمملكة حول اختفاء جمال في الأوساط الأمريكية المحافظة والتي لا ترى أعداء للولايات المتحدة أشد من كير والفكر المتطرف ومن يروج لهم".