حكومية غير شرعية..

تقرير: "حكومة بن دغر".. كيف أصبح اتباع إيران حلفاء؟

تسعى حكومة بن دغر لتفجير الوضع عسكريا في الجنوب لايجاد العديد من المبررات

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

لطالما هاجم رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر، إيران واتهمها بالعبث بأمن واستقرار اليمن، غير أن التحالفات الأخيرة قد أكدت أن "الضرورات تبيح المحظورات"، كما قال الشيخ الإخواني عبدالله صعتر في فتوى تكفيرية جديدة ضد الجنوبيين الذين ساوى بينهم وبين الحوثيين في صنعاء، وطالب بقتالهم.. وعلى ضوء ذلك مولت حكومة بن دغر (غير الشرعية)، حربا سياسية ضد الجنوب، وتمكنت بـ220 مليون ريال يمني أن "تبيح ضرورة مواجهة الجنوبيين، محظورات التمدد الإيراني".
على مدى السنوات الماضية، ظلت صفة الحراك الإيراني توجه للجنوبيين كلما طالبوا باستعادة دولتهم أو على الأقل تنفيذ ما وعدت به حكومة الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور وفي طليعتها معالجة قضية المسرحين الجنوبيين من وظائفهم، والتي ترفض إدارة هادي تنفيذ قرارات جمهورية قضت بمعالجة قضيتهم وتسوية أوضاعهم، ناهيك عن نهب 350 مليون دولار أمريكي قدمتها الدوحة لمعالجة قضية الجنوب قبل أن تذهب إلى خزينة تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن.

حكومة غير شرعية

استغل بن دغر عدم وجود أي شرعية لحكومته التي لم تحظَ بثقة البرلمان اليمني في نهب موارد البلاد، وفقا لتقارير ووثائق وتأكيدات مسؤولين حكوميين، أبرزهم محافظ عدن المستقيل عبدالعزيز المفلحي الذي أكد نهب حكومة بن دغر للمليارات من إيرادات العاصمة الجنوبية، قبل أن يزعم بن دغر أن نهبه لتلك الأموال الهدف منه افتتاح شركة اتصالات جديدة في عدن لم ترَ النور بعد، وهي الشركة التي يقول مسؤولون إنها قد تتعثر وسط أنباء عن إغلاقها بدعوى أنها شركة ربما تؤسس لانفصال شبكة الاتصالات عن صنعاء والتي يتحكم الحوثيون في كل مواردها.
ويؤكد سياسيون على ضرورة إقالة حكومة بن دغر، حيث قال السياسي الجنوبي أحمد الصالح مدير مركز عدن للأبحاث في واشنطن إن "حكومة بن دغر فُرضت على الشعب دون موافقته ودون مصوغ قانوني أو مسار دستوري".
وأضاف: "إن الشعب منحها فرصة للعمل ولكنها فشلت فشلا ذريعاً، وأن الحكومة نهبت وعبثت بالوظيفة العامة للأقارب والأصدقاء فقط".. مشددا على أن "إسقاط الحكومة اليوم يعتبر واجبا لا مهرب منه، فإما أن يسقطها الرئيس بقلمه أو سيسقطها الشعب بذراعه".

220 مليونا.. تصنع تحالفات وخلافات

كشفت تقارير إخبارية عن تقديم الحكومة لـ220 مليون ريال يمني لتنظيم احتفالية لأتباع فادي باعوم وأتباع ائتلاف الشرعية الذي يتزعمه ماليا نجل الرئيس اليمني جلال عبدربه منصور هادي ورجل الأعمال أحمد صالح العيسي، حيث تخوض الحكومة الشرعية من خلال هذا التحالف حربا جهوية ضد الجنوبيين وتدفع بحلفاء قطر إلى مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسعى للتهدئة لتجنب أي صدام مسلح في عدن، تسعى الحكومة الشرعية إلى التحضير لتلك الفعالية منذ نحو 10 أيام.
وبحسب موقع شبوة برس، "فقد أشعلت أموال قدمها نجل الرئيس هادي خلافات بين اللجنة التحضيرية والإعلامية لفعالية 14 أكتوبر التي دعا لإقامتها حراك فادي باعوم المدعوم من قطر، وقيادات موالية للشرعية.
ونشبت الخلافات التي وصلت حد السب والشتم والعراك بين أعضاء في اللجنة التحضيرية ومسؤول اللجنة الإعلامية، على خلفية إفصاح الأخير عبر منشور في حسابه على فيسبوك عن تلقيهم دعما من نجل الرئيس هادي لنقل المشاركين في الفعالية من مديريات ردفان والضالع ويافع، حيث اعتبر أعضاء اللجنة التحضيرية تصرف مسؤول اللجنة الإعلامية بأنه تسريب خطير يسيء للفعالية، وقاموا بتوبيخه بالكلام الذي تطور إلى عراك بالأيدي.
من ناحيته، كشف أكاديمي وباحث سياسي جنوبي بارز عن ما أسماه بالتطور اللافت في أداء الشرعية باليمن، بطريقة ساخرة وناقدة في ذات الوقت.
وقال الدكتور "حسين لقور بن عيدان" في تغريدة على صفحته في "تويتر": "كثر خير الشرعية.. صراحة تطور ملحوظ لأول مرة ما حد اتصل علينا نجمع تبرعات لاحتفالات أكتوبر الحراكية".
وأضاف: "كثر خير الشرعية صانتنا من الدفع هذه المرة و تحملت نفقات مهرجان الحراك الجنوبي!!!.. لسنا جاحدين، وجب الشكر".
وجاءت التغريدة الساخرة من الدكتور "بن عيدان" عقب ورود أنباء، الجمعة، عن تكفل أطراف داخل السلطات الشرعية بكافة مصاريف وتكاليف إقامة فعالية في ساحة العروض بخورمكسر بمناسبة 14 أكتوبر، لاسيما بعد إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي عن إلغاء قرار إقامة فعالية مركزية بعدن بهذه المناسبة.
ويبدو أن أطرافاً في الشرعية تدفع للصدام والمواجهة مع الانتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية في إطار حملاتها المستمرة للنيل من الانتقالي، فضلاً عن محاولاتها المتواصلة التي تستهدف علاقة قواعد عريضة من الجنوبيين بالمجلس الانتقالي.
الكاتب الصحفي "عبدالخالق الحود" أعلن أن الشرعيّة رصدت 220 مليون ريال لفعاليّة ساحة العروض بمدينة خور مكسر.

تفجير الوضع في عدن

كشفت مصادر استخباراتية جنوبية أن نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر يسعى إلى تكرار مخطط استخدمه علي عبدالله صالح ومن بعده استخدمته مليشيا الحوثيين لاستهداف الجنوب وإسقاطه من الداخل عبر قيادات عسكرية موالية له، وظل على علاقة معها ويقوم بدعمها باستمرار.
وكشفت مصادر لـ(اليوم الثامن) عن أن "مخطط علي الأحمر بدأ بتنفيذه منذ تحرير مناطق الجنوب في منتصف 2015 وهزيمة وطرد مليشيا الحوثيين منها. حيث قام الأحمر بإعادة ترميم علاقاته بقيادات عسكرية جنوبية ظلت تعمل مع نظام صالح منذ فترة، كما اتجه مستغلا شرعية الرئيس عبدربه منصور لاستقطاب قيادات جديدة في المقاومة كانت محسوبة على التيار السلفي وتحولت إلى موالاة تنظيم جماعة الإخوان المسلمين".

ويراهن الأحمر أنه قادر على تنفيذ مخططه من خلال بناء معسكرات تدين له قياداتها بالولاء وتتلقى منه التوجيهات والأوامر والدعم المستمر وفي مقدمتها ألوية الحماية الرئاسية.



تفجير وضع الجنوب من الداخل

أصبحت للأحمر قوات في عدن وحضرموت وشبوة، ويعتمد فيها على قيادات عسكرية تدين له بالولاء في حقيقتها وتربط نفسها بالرئيس عبدربه هادي الذي هو الآخر جزء من مخطط الأحمر بعد تلقيه وعودا من الأحمر بأن يبقى رئيسا ويتم تعيين أبنائه في مناصب وزارية.
ويعمد الأحمر على توجيهاته لوزراء بالشرعية لغرض تحشيد مقاتلين وشراء ولاءات وإنفاق الملايين من أموال الدولة في حين كل الخدمات متردية ولم يجد الموظفون معاشاتهم الشهرية، وتلك الأموال تستخدم لتحشيد المقاتلين.
وتعتقد الشرعية أن إدخال الجنوب في أتون فوضى ومواجهات مسلحة الهدف من إيجاد مبرر لتحريك قوات مأرب صوب عدن واحتلاله بدءا من شبوة النفطية، حيث تصارع قوات الأحمر للسيطرة على منابع النفط.
ويترقب الجنوبيون قيام نظام الشرعية بشن حرب ثالثة على الجنوب على غرار الحربين السابقين (1994 و2015م)، وهي الحرب التي تقول حكومة بن دغر إن الهدف منها الدفاع عن الوحدة اليمنية ضد من تسميها مشاريع الانفصال؛ في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يطالب باستقلال الجنوب.