محذرًا من تدمير الجزء المتبقي من البشرية..

آخر تكهنات ستيفن هوكينغ: بشر بقدرات خارقة!

ستيفن هوكينغ

وكالات

رغم وفاته قبل أشهر، مازال إسم عالم الفيزياء البريطاني الشهير، ستيفن هوكينغ، حاضراً في الأوساط العلمية حول العالم، حيث أثار في آخر تكهناته حالة كبيرة من الجدل بشأن ظهور نوع جديد من البشر يتميز بقدراته الخارقة.

ترك ستيفن، الذي توفي في شهر مارس الماضي، مجموعة من المقالات والمواد العلمية عما أسماها "التساؤلات الكبرى"، وذلك تحضيراً لكتاب من المنتظر أن يتم طرحه يوم الثلاثاء القادم، وقد اقترح من خلالها أن الهندسة الوراثية ستخلق على الأرجح نوعا جديدا من البشر فائق القدرات ويمكن أن يدمر الجزء المتبقي من البشرية.

في الإجابات التي قدَّمها ستيفن هوكينغ بتلك المقالات ردا عى هذه التساؤلات الكبرى، أوضح أن الأثرياء سيتمكنون عما قريب من اختيار الآلية التي تتيح لهم إمكانية تعديل الحمض النووي الخاص بهم وبأطفالهم لإظهار كائنات بشرية فائقة القدرات على صعيد الذاكرة ومقاومة الأمراض والذكاء وطول العمر، بحسب صحيفة التايمز اللندنية.

وكتب ستيفن هوكينغ "أنا متأكد أن الناس سيتمكنون خلال القرن الحالي من اكتشاف الآلية التي ستتيح لهم تعديل ذكائهم وغرائزهم كالعدوانية. ويحتمل أن تُمَرَّر قوانين ضد الهندسة الوراثية مع البشر. لكن بعض الناس لن يتمكنوا من مقاومة الإغراءات المتعلقة بإمكانية تحسين سماتهم البشرية، كالذاكرة، ومقاومة المرض، وطول العمر".

وقالت الصحيفة إن مثل هذه الأفكار ستثير ذعر البعض لتشابهها السطحي مع حركة تحسين النسل التي برزت القرن الماضي، والتي كانت تدور حول إمكانية تحسين البشرية بتشجيع الناس الذين ينعمون بتلك السمات الفائقة على إنجاب مزيد من الأطفال وإثناء غيرهم من الأشخاص الأقل شأناً عن القيام بنفس الشيء أو إصابتهم بالعقم.

ولفتت التايمز إلى أن هذا الكتاب الذي يتناول ذلك المستقبل، من تأليف جون موراي وهو بعنوان "أجوبة موجزة على التساؤلات الكبرى" وسيصدر يوم الثلاثاء بـ 14.99 استرلينيا للنسخة، موضحة أن تكهنات هوكينغ تشير الى تقنيات مثل تقنية كريسبر التي تعني بتعديل الحمض النووي وتسمح للعلماء بتعديل الجينات الضارة أو إضافة أخرى جديدة، وسبق أن تم ابتكارها قبل 6 أعوام، وهي مستخدمة حول العالم الآن.

وقال اللورد ريس، الفلكي الملكي، الذي كانت تربطه علاقة صداقة بستيفن هوكينغ في جامعة كامبريدج لكن كان يختلف معه في كثير من الأحيان، إن هناك فارقاً كبيراً بين التدخلات الطبية التي تزيل شيئاً ضاراً ونشر تقنيات مشابهة لتقديم تحسينات. وتُحَدَّد معظم السمات بمجموعة من عديد الجينات. ويمكنني القول إن مشروع تعديل الجينوم هو مشروع بعيد وينطوي على كثير من المخاطر والشكوك المثارة حوله".

وأضاف اللورد ريس أنه يتعين على الجميع أن يضع في اعتباره نوعا غير مسبوق من التغيير الذي يمكن أن يظهر في غضون بضعة عقود، موضحاً أن الكائنات البشرية نفسها قد تصبح طيّعة من خلال نشر التعديلات الوراثية وتقنيات السايبورغ.

وفي المقابل، رحب علماء آخرون بتنبؤات ستيفن هوكينغ باعتبارها أفضل أمل لإنقاذ الأرض من الدمار. وقال كريس رابلي، أستاذ علوم المناخ بكلية لندن الجامعية، إنه لا يخفي فكرة أن البشر بلغوا على ما يبدو مرحلة حرجة، حيث تُبَيِّن كل المؤشرات أن القيود المفروضة على أدمغتنا، سواء بشكل فردي أو جماعي، تتركنا عاجزين عن مواجهة التحدي، وعلى هذا الأساس يبدو المستقبل قاتماً بشكل يائس.