عرض الصحف العربية..

انخراط إيران وقطر في حرب سياسية على السعودية

صحف عربية

أبوظبي

قالت صحف عربية صادرة الثلاثا ان "الحملة المسعورة لـ"إعلام الشر"، بعد اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول، ضد المملكة العربية السعودية لا تزال مستمرة، وتواصل معها انخراط إيران وقطر في سباق "التطاول" والتضليل على نطاق واسع، ما جعل الخاشقجي قميص عثمان جديد، في محاولة لتصفية حسابات قديمة، أو تحقيق مكاسب جديدة لا تخفى على المتابع للأحداث في المنطقة.

ذكر موقع 24 الاخباري  نقلا عن صحف عربية انه " ورغم استمرار التحقيقات الجارية وعلى أعلى مستوى بين السعودية والتركي،، ورغم أن نتائجها الرسمية لم تُعلن بعد، إلا أن الإعلامين الإخواني، والإيراني، عمدا إلى استغلال حادثة خاشقجي، لطعن المملكة، رغم أنه لا مصلحة للممكلة، في نهاية المطاف، في اختطاف مواطنها أو اغتياله وهو الذي يُمكن استدعاؤه في أي لحظة، ومحاكمته ومحاسبته إذا أخطأ.

طعن السعودية

وفي التفاصيل، ربط الكاتب فريد أحمد حسن، في مقال بصحيفة الوطن البحرينية، بعنوان "فرصة طعن السعودية"، بين "إعلان النظام الإيراني القبض على مجموعة إرهابية انفصالية في مدينة كرمنشاه وقوله إن الوثائق التي عثر عليها الأمن الإيراني بحوزة الإرهابيين تشير إلى تلقيهم الدعم من دول عربية"، وأشار الكاتب إلى أنه لا تفسير آخر للإعلان الإيراني "سوى أنه يستغل فرصة ما جرى للصحافي السعودي جمال خاشقجي لتمرير ما يريد تمريره وللطعن في السعودية وبعض دول مجلس التعاون".
وتابع الكاتب "فرصة سيطرة قصة خاشقجي على الأخبار دفعت رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم أيضاً إلى محاولة استغلالها بنشر مجموعة تغريدات قدم من خلالها "النصح لحكام السعودية" وطعنهم بالقول أنهم لا يريدون الخير لبلاده. وهكذا فعل آخرون يتخذون من السعودية موقفاً فليس أفضل من هكذا فرصة يمكن التهجم فيها على السعودية" بعد التهديدات والتلميحات بتسليط عقوبات على الرياض.

وأضاف: "كل هذا غير صحيح لذا لم تكلف السعودية نفسها بالرد عليه واكتفت بتدوينه ليشهد التاريخ حالة التمزق التي تعاني منها هذه الأمة وتبلغه بأن تمزقها وصل إلى حد الطعن في السعودية التي تحمل لواء الدين والعروبة وتعمل من أجل مصلحة الأمتين العربية والإسلامية".

ولفت الكاتب إلى أنه "لا مصلحة للسعودية في اختطاف صحافي هو من مواطنيها أو اغتياله خصوصاً أنه يمكنها استدعاؤه في أي لحظة ومحاكمته لو كان مخطئاً، ولا سبب يجعلها تقوم بذلك الفعل الذي لا يعبر عنها فعمليات الاختطاف والاغتيالات ليست ديدن المملكة، وخاشقجي ليس بالخطورة التي يصورها حالياً إعلام تركيا وقطر وإيران ويروج أن للسعودية مصلحة في التخلص منه لأنه كان قريباً من السلطة وانقلب عليها" قبل أن يضيف "السعودية مشغولة بالترتيب لمستقبل المنطقة وهي تعمل ليل نهار على تقوية اللحمة بين البلاد العربية والإسلامية، وتعمل جاهدة على إصلاح الخلل في أكثر من موقع، وبالتالي فلا وقت لديها تضيعه في قضية كهذه خصوصاً أنها تعرف أن مثل هذا العمل ستكون له تبعات".

 الكارهون هم الكارهون

من جانبه، وفي مقال بعنوان "لأنها السعودية.. القوميون العرب في حالة عري"، ذكر الكاتب سلطان السعد القحطاني،  في صحيفة اليوم السعودية، بالدور الكبير الذي لعبته وتلعبه المملكة السعودية في المنطقة: "قادت السعودية، خلال العقد الأخير، على أقل تقدير، الحملة العربية في مجابهة التهجم الفارسي على ما لا يقل عن أربع دول عربية، وتصارعت مع رئيس أمريكي، أوباما، لسنوات في مواجهة أجندته التي كان يرغب في فرضها على المنطقة من خلال إطلاق يد إيران، وأحزاب الإسلام السياسي".
وأضاف"كانت ماكينات القوميين العرب تحاول دوماً التقليل من الجهود السعودية في خدمة القضايا العربية، والتركيز على أن السعودية ليست سوى حليفاً غربياً. إن القوميين العرب يحاربون الغرب ولكنهم يرسلون أبناءهم إليه للهجرة والتعلم. وحين تحاول دولة تطوير قدراتها بأحدث التقنيات والعقول الغربية مثل السعودية، فإنهم فوراً يصمونها بالعمالة".
وتابع: "نعم إسرائيل خطر، لكن الخطر الإسرائيلي لا يعني أن تغمض عينيك عن الخطر الإيراني، الذي يهدد فعليا المملكة، ومصالحها، منذ ربع قرن. كانت الاسطوانة القومية العربية أنه لابد من صلح مع إيران للتفرغ لإسرائيل. لكن السلوك الإيراني كان يجعل من هذا الأمر مستحيلاً"، قبل أن يختم: "الكارهون هم الكارهون. لا ننتظر منهم أن يتغيروا. لا يهم. المهم أن نبني عقولا وكفاءات، وأن نبرم الشراكات النافعة لمستقبلنا. أما أولئك المحرضون على المغامرات، فهم أول من سيتخلى عنا حين تحدث أزمة".

ليست ليبيا ولا العراق ولا سوريا

أما الكاتب علي نون، فقال تعليقاً على قضية خاشقجي، في مقال بعنوان "في التهويل والتروّي" بصحيفة المستقبل اللبنانية، إن "السعودية ليست ليبيا – القذافي. ولا العراق  صدّام حسين. ولا سوريا – آل الأسد! ولا إيران – الولي الفقيه! وكثرة اللغو في هذه الأيام بآليات تهويلية في وجهها لن تجعلها شبيهة بتلك النماذج التي خرّبت بلادها وديارها وبلاد غيرها وديارهم. واعتمدت الإرهاب سلاحاً أكيداً في معاركها باعتباره أحد إفرازات العنف المسلّح الذي مكّنها من التحكّم والسيطرة طوال تلك العقود، وجعل منها في الخلاصة، وصيّة على دول كسيحة وخربانة ومنبوذة ومحاصرة وفاشلة".
وأضاف "يُفهم في مكان ما، أن تتصرف بعض الدول الغربية سياسياً، وديبلوماسياً انطلاقاً من حساسية واضحة تجاه المس بمبدأ حرية الاختلاف. أو التعرض العكسي لأجندة "حقوق الإنسان".. لكن لا يُفهم ولا يُهضم ذلك الغلو، والاستطراد في التفسير والتأويل والاستنتاج وبطريقة انتهازية قبل أن تكون "مبدئية"، وخصوصاً في منطقة تئنّ أرضها تحت ثقل ضحايا التوحّش والاستبداد والعسف والاحتلال وتدفع شعوبها وأقوامها منذ عشرات السنين أثمان مثالب كثيرة في رأسها قصّة المصالح الكبرى للدول الكبرى التي لا تلحظ في معظم الحالات قيمة تذكر للضحايا، حياة وكرامة وأنسنة وحقوقاً، وبما يتصل بملايين البشر".
وختم نون مقاله "ما يجري حالياً من افتراء وتجنٍ على السعودية وقيمها، وابتزازها سياسياً ومالياً، لا يُعبّر سوى عن انتهازية مألوفة للاستثمار في حالة مُحزنة ومؤلمة.. وهذا يتطلب الكثير من المرونة والحكمة والتروي لاحتوائه وتجنّب أفخاخه".

خشخشة خاشقجي

وفي سياق متصل، أوردت صحيفة "الأنباء" الكويتية، مقالاً بقلم الكاتب منصور الضبعان، بعنوان "خشخشة خاشقجي" قال فيه إن "السعودية لم تصنف خاشقجي كمعارض، كل ما هنالك أن خاشقجي فاجأ الجميع باختياره منصات خارجية لانتقاد سياسات الدولة الخارجية والداخلية مبتعداً عن المسارات الوطنية، ومتجاهلاً حسابات المصلحة العليا للأمة، ومنقلباً على مبادئه وقيمه. ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كان شفافاً قوياً في التعليق على الحادثة حيث قال: جمال خاشقجي مواطن سعودي، وحريصون جدًا على معرفة ما حدث له، وسنستمر في محادثاتنا مع الحكومة التركية لمعرفة ما حدث لجمال هناك".
وتساءل الضبعان: "ما سبب ذهابه إلى القنصلية، لم تبق "مرافقته" في الخارج تنتظره، ما الحاجة للقنصلية في إسطنبول بالذات، أين تصوير خروجه، هل كان معارضاً فضلاً عن أن يكون معارضاً خطراً، ألا يوجد معارضون وقحون حد السفالة أولى بالتصفية، لم تقم السعودية لهم وزناً، ألا توجد طريقة للتخلص منه أذكى من التخلص منه في أروقة القنصلية، قتل مواطن سعودي في قنصلية سعودية فرصة سانحة لمن، هل كان التخلص من مواطن أعزل بحاجة لسبعة أشخاص قادمين من دولتين أين هو؟".

وختم: "خشخشة خاشقجي عرت الإعلام الذي يدعي النزاهة، ويتصنع المهنية، وكشفت الصديق الذي يتصنع المحبة، ورب ضارة نافعة. السعوديون - من جهتهم - وضعوا الأزمة في مرحلة الدراسة والتأمل والفرز، "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".