أم سباق تسلح جديداً..

تقرير: هل دشّن 2018 مسيرة السلام في شبه الجزيرة الكورية؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون

واشنطن

يشعر معظم الكوريين بأن عام 2018 أفضل من سابقه. ورغم شكوكهم المستمرة في شأن نوايا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الحقيقية، لا ينكر أي منهم أن هذه السنة كانت أكثر أماناً.

التوترات بين الولايات المتحدة والصين سيكون لها أثر عميق على السلام في شبه الجزيرة الكورية

وفي الواقع، يرى جيهوان هوانغ، أستاذ العلاقات الدولية لدى جامعة سيول في كوريا الجنوبية، أن تحولاً جديداً شهدته شبه الجزيرة الكورية هذه السنة. فقد حضر رياضيون ووفود من كوريا الشمالية ألعاب بيونونغشانغ الأوليمبية. كما لعب فريق كوري موحد مباراة هوكي للنساء ما جعل الألعاب الأولمبية كلعبة للسلام.

نتائج إيجابية
وحسب ما كتب هوانغ، في موقع "ناشونال إنتريست"، كان نتيجة تلك المشاركة الرياضية، إرسال رئيس كوريا الجنوبية مبعوثين خاصين لزيارة بيونغ يانغ، ما قاد إلى اجتماعات قمة بين الكوريتين، وبين أمريكا وكوريا الشمالية. وفي حقيقة الأمر، لم تكن تلك القمة الديبلوماسية في شبه الجزيرة الكورية متوقعة في العام الماضي. فقد دأب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على القول إنه يفضل "فرض ضغط شديد" على كوريا الشمالية لمعالجة ملفها النووي. وأعلنت كوريا الشمالية، في نوفمبر( تشرين الثاني) 2017، عن اكتمال برنامجها النووي الرادع للولايات المتحدة.

محاولات لتغيير مسار

ويشير كاتب المقال إلى محاولات تبذلها كوريا الشمالية، منذ بداية 2018، لتغيير مسار عملها في شبه الجزيرة الكورية من خلال هجوم  ناعم جديد. وقد استجابت حكومة كوريا الجنوبية سريعاً للإشارة الكورية الشمالية، وأظهرت إدارة ترامب أيضاً تحولات جديدة في سياستها عبر القبول بعقد أول قمة في التاريخ بين الولايات المتحدة – كوريا الشمالية.

تطوير علاقات
ووافقت الكوريتان على تطوير علاقات داخلية بينهما، وإنهاء مخاطر الحرب وإنشاء نظام سلمي فوق شبه الجزيرة الكورية فضلاً عن تدشين مبادلات إنسانية وتعاون اقتصادي. وبصورة خاصة، أعاد الجانبان التأكيد على "إنهاء خصومات عسكرية وعدم المساس بحرمة ممثلين"، عبارات وردت ضمن اتفاقيات سابقة. كما أكدت كوريا الشمالية على تحقيق هدف مشترك بجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من أسلحة نووية.

ويعتبر الكاتب أن ما صدر عن كوريا الشمالية يعد بمثابة تقدم هائل في العلاقات بين الكوريتين، خاصة بالنظر إلى امتناع بيونغ يانغ سابقاً عن مناقشة القضية النووية مع كوريا الجنوبية.

غموض
ويرى عدد من النقاد المحافظين في جنوب كوريا غموضاً في ما يتعلق بمسألة "نزع التسلح النووي من شبه الجزيرة الكورية ما يعني التخلص من المظلة النووية الأمريكية والأصول الاستراتيجية المحيطة بشبه الجزيرة".

ويتساءل الكاتب عما إذا كانت الولايات المتحدة ستقبل بإعادة ترتيب وضعها النووي في شمال شرق آسيا. وهل ستتفاوض أمريكا مع كوريا الشمالية بشأن وضعها النووي؟ وقد ترحب الصين بنزع سلاح نووي بين كل من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، لكنها لن تغير سياستها النووية في المنطقة. وقد انتقدت الصين استراتيجية إدارة ترامب حيال الصين، قائلة إن لدى ترامب عقلية الحرب الباردة.

سباق تسلح في شرق آسيا

وذلك يعني، حسب الكاتب، أن التوترات بين الولايات المتحدة والصين سيكون لها أثر عميق على السلام في شبه الجزيرة الكورية.
ويخلص إلى اقتناع بأن المظلة النووية الأمريكية فوق شبه الجزيرة الكورية قد تتغير، ولكن يرجح أن تبقى استراتيجية أمريكا النووية حيال الصين وروسيا على ما كانت عليه. ونتيجة له، قد تحل الأزمة النووية لكوريا الشمالية، لكن سباقاً جديداً للتسلح النووي قد يبرز في شرق آسيا.