الإعلامي تركي الدخيل..

هل يقضي الإعلام الجديد على الإعلام التقليدي؟

نمو مستمر لمستخدمي الشبكات الاجتماعية

أبوظبي

نظم مكتب شؤون المجالس بديوان ولي العهد، مساء الاثنين، محاضرة في مجلس محمد خلف في منطقة الكرامة بأبوظبي، بعنوان "هل يقضي الإعلام الجديد على الإعلام التقليدي؟" قدمها الإعلامي تركي الدخيل، مدير عام قناتي العربية والحدث، وأدار الحوار فيها الإعلامي حسين العامري.
تناول الإعلامي تركي الدخيل، خلال المحاضرة، عددا من المحاور حول الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، والجمهور الجديد.. من هم وما صفاتهم؟! والنمو المستمر لمستخدمي الشبكات الاجتماعية، وتناول موضوع "الألفيون والإعلام" وما عاداتهم في التعاطي مع الأخبار؟ وكيف يمكن للإعلاميين التعاطي معهم.
وأشار الدخيل إلى أن وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي، تنشر كماً هائلاً من المعلومات، والآراء، والأخبار في وقت الحدث وتصل إلى شرائح واسعة، وأن الفضائيات الإخبارية تلعب دوراً ملحوظاً في صناعة الرأي العام وتوجهاته السياسية، وأن الإعلام الرسمي هو المؤطر والصانع، متطرقاً إلى أن البانوراما الإعلامية/ الجماهيرية هي ظاهرة فريدة يتطور من خلالها التفاعل مع الحدث أياً كانت حيثياته، لا سيما إذا كان حدثاً سياسياً، وأن وسائل التواصل الاجتماعي في الفضاء السيبيري تتفاعل مع الحدث: على يد الفئات المجتمعية المتنوعة - غالباً الشباب - وتبرز معها التوجهات المتنوعة الثقافية، والاجتماعية، والسياسية، والدينية.
وأضاف أن "الألفيون" أو جيل الألفية، أو "جيل واي" هو مصطلح مستخدم لوصف الفئات السكانية التي تتكون من الأشخاص الذين ولدوا في الحقبة بين بداية الثمانينيات بين 1980 كأقصى حد الى البداية المبكرة من العام 2000، أي بين أوائل الثمانينيات وبعد ذلك - حتى أوائل أو منتصف التسعينيات إلى حدود 2003 كأقصى حد، وفقا لمصادر مختلفة، حيث يمتازون بكره الكذب، والاهتمام بمجتمعاتهم، والوقت ثمين في نظرهم ولديهم ولاء، ودائماً على اتصال بالإنترنت.


وحول النمو المستمر لمستخدمي الشبكات الاجتماعية، قال الدخيل: إن "فيسبوك" يتصدر الشبكات الاجتماعية بأكثر من 2.1 مليار مستخدم نشط، فيما وصل عدد مستخدمي تطبيق "واتس أب" النشطين إلى مليار ونصف، واستحوذ "إنستغرام" على مليار مستخدم نشط، وبلغ عدد المستخدمين النشطين لمنصات "تويتر" نحو 363 مليون، واستطاع "سناب شات" أن يحقق 255 مليون مستخدم نشط، وذلك بحسب رصد لموقع ستاتيستا في يوليو/تموز 2018.
وأوضح الإعلامي تركي الدخيل، أن 43% من "الألفيون" يهتمون بدقة الأخبار أكثر من محتواها بحسب فوربس، ويعطون أهمية كبيرة للثقة بالمؤسسة أو الموقع الإلكتروني، قبل قراءة المحتوى الذي يقدمه، ولا يزورون مواقع الأخبار أو يقرأون الصحف أو يشاهدون التلفاز بشكل كبير ودائم، ويعتمدون على السوشيال ميديا في الحصول على الأخبار، ويُعد الموبايل هو المصدر المفضل والأساسي لحصولهم على المعرفة.
وأضاف أن عاداتهم في التعاطي مع الأخبار تتمثل في البحث عن الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة، ويتفاعلون بشدة مع أخبار مجتمعاتهم، وتتحول مشاعرهم إلى أفعال، والسرعة في نشر وتناقل الأخبار، وتشدهم الأخبار المثيرة والتجارب والمواقف، فيما يعد الفيديو هو المحتوى المسيطر، مشيراً إلى أن تعاطي الإعلاميين معهم يكمن في صناعة المحتوى (سماع أصواتهم، وإعطائهم الفرصة)، الإعلان (مفروض أو اختياري)، وأن إخفاء الحقائق ليس خيارا، ويجب التركيز على تعزيز الولاء المجتمعي وبثه في نفوسهم، والتوازن بين دقة الأخبار والفورية في توفيرها لهم، وفي المقابل عدم الاستهانة بهم.
وفي ختام المحاضرة، قدم الإعلامي تركي الدخيل، موجز أشار فيه إلى أن التغير التقني يصاحبه تغير في المزاج العام وسلوكيات الفرد والجماعة، وأن هنالك تأثيرا مباشرا على أنماط التفكير والعادات والسلوك لدى جيل "الألفية"، وهو تغير ملحوظ، وإن أتى مفاجئا وغريبا لدى البعض، وأن طرق التفكير والتلقي المختلفة لدى جيل "الألفية"، والتسارع التقني، يفرض على وسائل الإعلام التقليدي تحديات كبرى، في مسعاها لمواكبة طموح المتلقي الشاب وإرضائه.

الإعلام الرسمي هو المؤطر والصانع


"الألفيون" يهتمون بدقة الأخبار أكثر من محتواها
وأضاف أن وجود الإعلام التقليدي في السوشيال ميديا ليس اختياريا، بل أمر حتمي إذا ما أرادت الاستمرار، فإما أن تشارك في المعادلة الجديدة أو ستفقد التأثير والجمهور، وأن تنوع محتوى المنصات المختلفة يجذب الجيل الجديد. فكل منصة تختلف عن الأخرى، وعليه يجب فهم آلية عمل كل منصة ونوعية جمهورها، يحقق استخدامها بشكل أفضل، موضحاً أن "الألفيون" جيل يتصف بالتمرد والبحث عن بدائل، وقدرته على كشف الخطابات "المضللة"، ولدى جيل "الألفية" القدرة على إنتاج حملات إعلامية مضادة، يكون لها تأثير كبير، مثل: "نبي نفلسهم"، و"خلوها تخيس".
شهد المحاضرة عيسى المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، إلى جانب عدد من أهالي المنطقة ورواد المجلس من المثقفين والكتاب والشعراء والإعلاميين والفنانين.