المجلس الانتقالي الجنوبي..

"الانتقالي الجنوبي".. سيناريو ما بعد عزل "بن دغر"

مواطنون يلوحون لقوات جنوبية في عدن - وكالات

جلال عمر
محرر ومعد تقارير صحافية متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

علق المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو هيئة الرئاسة، سالم ثابت العولقي، على قرار عزل رئيس الحكومة اليمنية احمد عبيد بن دغر واحالته إلى التحقيق بتهمة التورط في قضايا فساد كبيرة من بينها نهب ايرادات موارد الجنوب.

وأصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الاثنين الماضي، قرارا بإقالة رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر وإحالته للتحقيق، وتعيين الدكتور معين عبد الملك سعيد رئيسا للحكومة.

وأرجع هادي قرار اعفاء بن دغر إلى تعثر الأداء الحكومي وعدم قدرته على وقف التدهور الاقتصادي والعملة المحلية والفشل في مواجهة كارثة إعصار "لبان" في محافظة المهرة.

ووصف العولقي " إقالة أحمد بن دغر مع الإبقاء على باقي المنظومة بالـ «فهلوة».. قائلا لوكالة ” سبوتنيك ” الروسية ” إن الفساد الحكومي والإداري والمالي في اليمن عبارة عن منظومة متكاملة وليس محصورا في شخص بعينه “.
وأضاف ” هذا التغيير لا يعبر عن توجه حقيقي لمواجهة الفساد، وإبقاء الحكومة نفسها مؤشر واضح على أن هناك قوى تريد استمرار الفساد ” .

وتابع .. ” المجلس الانتقالي الجنوبي يطرح سياسات متكاملة لوضع حد للعبث والفساد والحفاظ على موارد البلاد ومنع هدرها وترشيد الإنفاق الحكومي وضمان الأمن وتوفير الاستقرار وتجنب كل ما يهدد الاقتصاد، مثل طباعة المليارات من العملة المحلية بدون غطاء، ودفع رواتب آلاف الموظفين في الحكومة بالعملة الصعبة، وغياب الشفافية في عملية بيع شحنات النفط، وعدم توريد المبالغ بالعملة الصعبة إلى البنك المركزي، وغيرها من ممارسات الفساد، التي أوصلت البلاد إلى هذا الوضع المأساوي.

واختتم المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، إن المجلس لن يشغل أي تعيينات أو حقائب وزارية بل سيواصل الطريق لمكافحة الفساد وتفكيك منظومته.


عزل بن دغر لا تعني الجنوب

من جهته، قال اللواء أحمد سعيد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية التابعة للمجلس الانتقالي بالجنوب اليمني، إن قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي، بإقالة رئيس الحكومة "بن دغر" لا يعنينا في شيء، وقضيتنا معروفة، وهى الدولة الجنوبية.

وأضاف بن بريك في اتصال مع "سبوتنيك"، الأربعاء، أن القرار الذي أصدره الرئيس هادي، والذي قضى بإقالة رئيس الحكومة، أحمد بن دغر، لا يعني المجلس الانتقالي ولا الجنوبيين، لأن الجنوبيين مطالبهم معلنة، ومايزالوا يطالبون التحالف والمبعوث الأممي بحل قضيتهم الجنوبية، في استعادة الدولة والاستقلال.

وتابع رئيس الجمعية الوطنية، قائلا:" نحن في المجلس الانتقالي نؤكد بأننا مازلنا ماضون بقرارنا، حتى وأن تم التأجيل، ولكن قررانا واضح، وقضيتنا واضحة، وهي استعادة الدولة الجنوبية".

"الانتقالي الجنوبي".. سيناريو ما بعد "بن دغر"


وقال منصور صالح، القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، إن فترة بقاء أحمد عبيد بن دغر رئيسا للحكومة اليمنية، هي فترة حافلة بالإخفاقات، مضيفا: "انهارت فيها العملة المحلية بشكل غير مسبوق، وصاحبها الفشل في التنمية، والإعمار وتوفير الخدمات، إلى جانب اخفاقات في المعركة ضد مشروع الحرب ضد الحوثيين".

وأضاف صالح "أن الحكومة تحولت في عهد بن دغر إلى حكومة عائلية، احتكرت فيها الوظيفة الوسطى على المقربين منه ومن أعضاء حكومته، مشيرا إلى أن عملية طباعة العملة بشكل مستمر دون غطاء مرتبطة بالفساد بشكل أساسي، وخلال 3 سنوات مارست الحكومة استفزازات متكررة في الجبهة الداخلية، بما فيها استفزاز الجنوب وقوات المقاومة الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي، ما أسهم في خلق حالة من العداء ما بين القوى الجنوبية المؤثرة وفي مقدمتها الانتقالي الجنوبي، وجبهة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي".

وتابع القيادي بالمجلس الانتقالي: "فيما يتعلق باشكالية المجلس الانتقالي مع السلطة، فهي مشكلة سياسية بامتياز لا ترتبط بشخص رئيس الوزراء، وبالتالي فعلاقة المجلس بالشرعية يحددها مدى ما يمكن أن تقدمه الشرعية من ضمانات واحترام للإرادة الجنوبية، والتوقف عن الاستفزاز المستمر للجنوبيين ومحاولات الالتفاف المتكررة على انتصارات الشعب في الجنوب، وتسخيرها لخدمة مشاريع لا تتفق مع تطلعات الجنوبيين في استعادة دولتهم".

وقال منصور صالح: "لا توجد مليشيات في الجنوب، وإنما قوات نظامية تأسست بقرار من الرئيس، وكان لها الفضل في تحرير الجنوب، ولكن هده القوات تواجه حملة شعواء من القوى، التي تضررت من وجود هذه القوة، وتحاول التخلص من هذه القوة لصالح تنفيذ مشاريع خاصة تستهدف إسقاط الجنوب مجددا في قبضة قوى الشمال".

وأوضح القيادي بالمجلس الانتقالي: "أن الفترة القادمة لن تكون أفضل مما سبقها، لأن التركة ثقيلة والفساد في حكومة الشرعية مستشري بشكل مريع، كما أن هناك ترهل في الحكومة، والشرعية بكل مؤسساتها لا تملك أي رؤية لحل القضايا العالقة والمهمة، وتتعامل باستخفاف مع القضايا الحساسة، ناهيك عن سيطرة جناح الإخوان المسلمين على القرار، بعد أن نجحت في تسخير مؤسسات الدولة، وأولها الرئاسة لخدمة مشروعها".