الأحمر يرفض هزيمة الزيدية..

تقرير: هل استنسخت إيران تجربة اللجنة السعودية في اليمن؟

قائد عسكري سعودي يتوسط زعماء قبائل زيدية في الاراضي السعودية

فريق التحرير
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن

في الـ21 من سبتمبر (أيلول) 2014م، غادر الجنرال الإخواني علي محسن الأحمر صنعاء صوب السعودية على متن طائرة عسكرية، عقب تدخل من سفير الرياض في صنعاء محمد آل الجابر الذي كشف تفاصيل أخر الأحمر من صنعاء الى جنوب السعودية، عقب سيطرة حلفاء ايران على العاصمة اليمنية واحتلال المعسكرات والمرافق السيادية.


ولم يتم الكشف عن مصير قوات الفرقة الأولى مدرع (أكبر ألوية الجيش اليمني) في التصدي لمجموعات قليلة من مسلحي الحوثي، او لماذا فضلت عدم المواجهة، وكيف انهار الحليف الأبرز للسعودية علي محسن الأحمر وطلب الفرار صوب المملكة العربية السعودية، بعد ان ذهبت إلى السفارة السعودية في صنعاء لطلب الحماية، فيما يبدو على الارجح ان الأحمر فضل التسليم على المواجهة لكي لا تتدمر صنعاء جراء القتال الذي كان متوقعا حينها.
وسيطر الحوثيون على صنعاء في غضون ساعات بعد ان انهارت كل الوحدات العسكرية والأمنية باستثناء قوة تحرس الرئيس هادي واغلب عناصرها من الجنوب، قاومت لساعات قبل ان تأتي التوجيهات بوقف اطلاق النار.


تجنيب صنعاء الحرب

وبررت مصادر سياسية انسحاب الأحمر من صنعاء بأنه يأتي في سياق تجنيب العاصمة اليمنية صنعاء الحرب، في حين تقول مصادر مقربة من الجنرال العسكري ان انسحاب الأحمر من صنعاء في العام 2014م، جاء عقب خلافات نشبت بينه وبين هادي، وان الأخير حاول التحالف مع الحوثيين نكاية بالأحمر، وان تسليم عمران للحوثيين جاء بتنسيق بين وزير الدفاع السابق محمد ناصر أحمد والقيادي في مليشيات الحوثي أبو علي الحاكم.
ويرد الموالون لهادي على هذه الاتهامات بأن من ادخل الحوثيين إلى صنعاء هم الإخوان الذين امتطوا الانفاضة اليمنية ضد نظام علي عبدالله صالح، حيث تغلغل الحوثيون في صنعاء بعد ان كانوا محاصرين في جبال مران وحرف سيفان.

قبائل حاشد وبكيل

كانت السعودية تعول على قبائل حاشد وبكيل كبرى القبائل الزيدية في التصدي لمليشيات الحوثي الموالية لإيران، فهذه القبائل التي سبق لها وأعلنت قبيل وصول الحوثيين الى عمران في يوليو (تموز) 2014م، استعدادها بأكثر من 40 ألف مقاتل للتصدي للحوثيين إلا ان تعليمات من قيادة الإخوان المقيمة في تركيا وقطر حالت دون ذلك.
كشف شيوخ قبائل يمنية معروفة عن تعرضهم لضغوطات من جانب جماعة الحوثي الإنقلابية بالترهيب تارة والترغيب تارة أخرى وذلك لإستمالة عشائرهم إلى جانبها .
وأكد مدير مكتب الزعيم الإخواني عبدالمجيد في تصريحات نشرت في العام 2015م "أن قيادة «الإصلاح»، أسهمت في تفاقم الأمور داخل اليمن، حين أصدرت أمرا أوقفت بموجبه زحف 40 ألف مقاتل نحو صعدة لوقف التمدد الحوثي الذي طال محافظة عمران ووصل لاحتلال العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014".

استنساخ التجربة السعودية في اليمن

سعت إيران عبر حلفائها استنساخ تجربة السعودية مع اليمن، حيث انشأت الرياض لجنة خاصة باليمن، مهمتها كسب القبائل ودفعها لمناهضة السعودية وقدمت اموال طائلة في سبيل كسب الولاءات الا ان ذلك لم يشفع للحوثيين
وقالت وسائل إعلام يمنية ان زعامات قبلية بارزة كشفت عن ان قيادات حوثية عليا إلتقت بهم – كلا على حدة – بصورة سرية ، وقدمت لهم عروضا مغرية مقابل إعلان الولاء لجماعة الحوثي والدفع بشباب ومسلحي قبائلهم لرفد الجبهات".

ولفتت إلى أن تلك المغريات تشمل مناصب وقرارات تعيين ورتب عسكرية وتوظيف المئات من أفرادها في الجيش والمؤسسات، وصرف شاصات وصوالين وأسلحة متنوعة وذخائر، بالإضافة إلى ضم تلك الزعامات والوجاهات القبلية إلى كشوفات سيتم إقناع القيادة الإيرانية بتقديم مخصصات شهرية مجزية لها على غرار اللجنة الخاصة السعودية.
وتتهم القوى اليمنية ”إخوان اليمن ” بأنهم كانوا هم السباقون في مضمار تفكيك القبائل وإستمالة العديد منها عبر جر زعاماتها إلى خندق العمالة و ”الإرتزاق الخارجي“.

حلفاء الرياض باتوا حلفاء طهران

وقالت تقارير اخبارية يمنية ان "من أبرز ثمار الإستشارات التي قدمتها القيادات الإخوانية للقيادة السعودية من أجل التعاطي مع الملف اليمني هو تشكيل لجنة خاصة تقوم المملكة بتوفير ميزانية مالية ضخمة لها، ويتولى الإخوان إستقطاب زعماء قبائل ووجاهات عشائرية واجتماعية تحت مسمى أنهم حلفاء وأصدقاء للرياض، ظلوا يحصلون على مخصصات شهرية ضخمة من السعودية".
وهو ما يؤكد ان طهران سعت خلال الاعوام الثلاثة الماضية الى كسب ود هذه التحالفات القبلية إلى صفها، الأمر الذي جعل هذه القبائل تتخلى عن حليفها القوي الرئيس علي عبدالله صالح الذي انقلب على تحالفه مع الحوثيين اواخر العام المنصرم، قبل ان يلقي حتفه على يد مسلحي الحوثي في صنعاء.

إلغاء اللجنة الخاصة

وتؤكد مصادر سياسية يمنية انه حان الوقت ان تقوم السعودية بإلغاء ما عرف باللجنة الخاصة السعودية وان تتوقف عن تمويل القبائل التي وقفت في صف الحوثي تحت مبرر انه زيدي وان هزيمته يعد هزيمة للزيدية.
ورفضت قبائل يمنية زيدية كانت على تحالف بالسعودية قتال الحوثيين، بل ان بعضها ذهب الى التحالف مع الانقلابيين الموالين لإيران بدعوى عدوان السعودية على اليمن.
ويبدو ان السعودية التي تتعرض لحرب سياسية واعلامية شرسة باتت في حالة ارتباك عن مستقبل تحالفاتها في شمال اليمن، في حين انه لم تتجه بشكل جدي لخلق تحالف مع الجنوبيين المنتصرين في الحرب ضد الحوثيين.
وأعلنت السعودية تمسكها بالوحدة اليمنية في محاولة لكسب ود قبائل الشمال التي تقول ان ذهاب الجنوب نحو الاستقلال قد يحرمها من الموارد الرئيسية وهو ما يعني ان الرياض قد تعاني من اعباء اقتصادية فيما اذا قررت مساعدة الشمال على المدى البعيد.
وأصبح من المستحيل تمكن السعودية من اعادة تحالفاتها مع قبائل الشمال، فيما إذا استمر الحوثيون في حكم الهضبة الزيدية او استمرت ايران في تجربة استنساخ لما كانت تقوم به اللجنة الخاصة السعودية، وهو ما يعني ان القبائل الزيدية قد تتجه الى الحدود السعودية لزعزعة الاستقرار وبما يخدم تطلعات ايران ومشاريعها في الخليج العربي.