مهرجان روما السينمائي الدولي..

لمذا غابت السينما العربية عن مهرجان روما السينمائي؟

فيلم "الأوقات السيئة في رويال" افتتح المهرجان

عرفان رشيد

يشهد مهرجان روما السينمائي الدولي في دورته الثالثة عشرة، والتي تستمر حتى الـ28 من أكتوبر الجاري، 13 فيلما من بين الأفلام المختارة للبرنامج الرسمي تواقيع مخرجات، في وقت شهدت فيه مهرجانات عديدة سجالات حول ضآلة اختيار الأفلام المُنجزة من قبل المخرجات، ودار السجال حول ذلك في الكثير من الأحيان، على شاكلة أساءت إلى القيمة الإبداعية لإنجاز المخرجات لكونها، أي السجالات، انطلقت من وجهة النظر إلى الموضوع بمنطق “الجندر” أو “الكوتا النسوية”

وهنا يقول، آنتونيو موندا، المدير الفني للمهرجان “إنّ أشدّ ما يُثير حنقي، هو التعامل مع المُنجز السينمائي على أساس الجندر، أو على أساس الكوتا الجنسية أو المناطقية، فما يقودني ويقود فريقي خلال مرحلة الاختيار، هو الجودة الفنية للفيلم والإضافة التي يُحقّقها، وليس هوية أو طبيعة المخرج أو المخرجة”، إلاّ أنه يُضيف “لكن لا ينبغي أن نتناسى بأن لمسة النساء على كل شيء، وبالتالي على السينما، تولّد ألقا خاصا، لذلك ستكون إسهامة المخرجات في الـ’فيستا ديل سينما بروما’ متألقة كما هنّ”.

يبدو الرقم 13، هو الرقم السحري لآنتونيو موندا في هذه السنة، فإلى جانب 13 مخرجة ستُعرض أفلامهنّ في البرنامج الرسمي، ثمة 13 درسا أكاديميا  “Master Class” يُقيمه فريق رفيع المستوى من أهم الأسماء السينمائية مخرجين وممثلين ومدراء مهرجانات، ويترأس هذا الفريق أحد كبار السينما العالمية: مارتين سكورسيزي، الذي سيُمنح هذا العام، برفقة النجمة الفرنسية إيزابيل هوبير جائزة “الحياة الفنية”.

آنتونيو موندا لا يتعامل مع المنجز السينمائي على أساس الجندر، إنما ما يحققه الفيلم من إضافة فنية، دون أن ينكر ما تحققه السينما النسوية من ألق
آنتونيو موندا لا يتعامل مع المنجز السينمائي على أساس الجندر، إنما ما يحققه الفيلم من إضافة فنية، دون أن ينكر ما تحققه السينما النسوية من ألق

ويقول آنتونيو موندا “نعم إنّه فريق كبير يقوده ملك كبير، مثل مارتين سكورسيزي، لكنه أيضا فريق أو بالأحرى مملكة، بملكات عديدات أورد من بينهنّ بعض الأسماء فقط، مثل إيزابيل هوبير وكيت بلانشيت وسيغورني ويفر وشيرين نشات والإيطالية الحائزة على جائزتين من مهرجان كان، آليتشي روهرفاكير وشقيقتها النجمة آلبا روهرفاكير، إضافة إلى مخرجين كبار من عيار جوزيبي تورناتوري الحائز على الأوسكار عن فيلمه ‘سينما باراديسو الجديد’ ومايكل مور، وماريو مارتوني وجوناثان سافران، والمندوب العام لمهرجان كان السينمائي الدولي تييري فريمو، والذي سأُسعد بإدارة اللقاء معه شخصيا لأتعلّم منه الكثير والكثير”.

ويُضيف موندا “ما هو جميل وفريد في هذه اللقاءات، والتي فضّلنا تسميتها بعنوان ‘لقاءات عن كثب’، هي أنّها صيغت لتكون حوارا مع الجمهور، ومن سيأتي إلينا من بين الضيوف، إنّما جاء للحديث مع الجمهور في ما أحبّ ويُحبّ، وليس للترويج لفيلم ما أو مُنتجٍ ما، فمارتين سكورسيزي سيتحدّث عن السينما الإيطالية وعن حبّه لها وما تعلّم منها وعن أهمية هذه السينما في تطوير مسارات السينما في العالم”.

وسكورسيزي سيتحدث إلى الجمهور بعد عرض لشريط الأخوين باولو وفيتّوري تافياني “ديك القديس ميشيل”، المُرمّم من قبل “المركز التجريبي للسينما في روما”، وكتحية لفيتّوريو تافياني الذي رحل عن عالمنا في أبريل الماضي. وكان سكورسيزي أنجز قبل أعوام فيلما وثائقيا عن تاريخ السينما الإيطالية قدّم خلاله قراءاته ومشاهداته الخاصة لهذه السينما، وما تعلّمه منها شخصيا، ويقول آنتونيو موندا “نعم، هو ذلك بالذات وسأطلب من مارتين أن يتحدّث مع الجمهور عن ذلك بصوته وبحضوره وباختياراته..”.

من بين الأشرطة التي ستنافس على جائزة جمهور روما، فيلم الافتتاح “الأوقات السيئة في رويال” من إخراج الأميركي دراو غودار، مرورا بـ”وترغيت” لباري جينكيز، و”فتى جميل” للبلجيكي فيليكس فان غروينينغين، و”فهرنهايت 9/11” لمايكل مور، الذي ينطلق فيه من تاريخ 9 نوفمبر، يوم إعلان انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتّحدة، إضافة إلى النسخة الجديدة من “هالوين” من إخراج ديفيد غوردون غرين و”الفتاة في نسيج العنكبوت” لفيدي آلفارريز، و”كتاب أخضر” لبيتر فاريلي، وصولا إلى شريط الإيطالي باولو فيرزي “الليالي الساحرة”، الذي سيختتم المهرجان.

والـ”فيستا ديل سينما بروما”، أو مهرجان روما السينمائي الدولي احتفال كبير بالسينما الجماهيرية، باختيارات من جميع أرجاء العالم، من الغرب، الولايات المتّحدة وأوروبا، ومن وآسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا، ويُؤمّل أن تكون مستويات الأفلام بمقدار ما يُثار حولها من اهتمام وترقّب، سواء على صعيد المتعة أو اللغة السينمائية.

وكما هي العادة، ككل عام تغيب السينما العربية عن هذا المهرجان وبرامجه، فبعد مشاركات محدودة في السنوات الماضية بفيلمي “شارع الأوبرا” للعراقي الإيطالي حيدر رشيد، و”يوم ببيروت” للبناني نديم ثابت في العام الماضي، يواصل السينمائيون العرب مراوغة هذا المهرجان وتجاهله والغياب عنه.

ويقول المدير الفني لاحتفال روما السينما الدولي “نحن منفتحون على أيّ إنتاج عربي تتوفّر فيه مواصفات الاختيار، لكن ما عُرض علينا كان قليلا، ودون مستوى الاختيار”.

ويضيف آنتونيو موندا “أوجّه الدعوة إلى السينمائيين العرب لتسجيل أفلامهم لدينا لأننا معنيون، بصدق، بما يجري في البلاد العربية وبما يُنتجه السينمائيون العرب”.