اعادة خلق تحالفات جديدة..

تقرير يمني: هل أخطأت السعودية بتدمير الحرس الجمهوري؟

أسهمت الإمارات بفاعلية في بناء تشكيلات خارج اطار الهيمنة الاخوانية في الجنوب سواء العمالقة أو قوات النخبة والاسناد واستدركت بدعم قوات المقاومة الوطنية، وكان موقف الامارات واضحا منذ البداية في تعاطيها مع ملف الاخوان كطرف لا يمكن الوثوق به ولها موقف قوي في مصر ومختلف عن موقف الرياض في سوريا منذ البداية

جندي من قوات الحرس الجمهوري في صنعاء قبل الانقلاب على الحكومة الشرعية

فريق التحرير
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن
صنعاء

أتهم تقرير يمني السعودية بأنها ارتكبت أخطاء قاتلة بقصف قوات الحرس الجمهورية التابعة للرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، وذلك في اعقاب توجيه دعوة من قبل المتحدث الرسمي باسم التحالف العربي اللواء تركي المالكي لمنتسبي قوات الحرس الجمهوري بالخروج من صنعاء العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

فتح قنوات تواصل مع الحرس الجمهوري

 

وقال تقرير للصحافي عماد طربوش نشر في موقع نيوز يمن "إن متحدث التحالف العربي، اشار في آخر ظهور له، إلى الحرس الجمهوري، ووجه دعوة لعناصر الحرس للالتحاق بالعمل العسكري ضد المليشيات الحوثية في مناطق الشرعية، معلنا عن فتح قنوات تواصل لتسهيل الخروج من مناطق سيطرة المليشيات".

 تغيير جوهري

 

وقالت التقرير:" الموقف حمل تغيرا جوهريا في تعاطي المملكة العربية السعودية مع إرث صالح، لأن الحرس الجمهوري كان يشكل قوة وازنة قبل أن تستهدف من الإخوان وقطر وبعدها من التحالف وأخيراً من مليشيات الحوثي، وكان اعتقاد التحالف أن المشروع الحوثي ورقة جديدة في جيب صالح وليس مشروعا اقليميا تشارك مع التحالف استهداف صالح وأهم عوامل قوته.

 

رصيد تراكمي من عدم الثقة بالإخوان

 

وأكد التقرير "صحيح أن المالكي متحدث باسم التحالف والإمارات ضمن التحالف وسبق لها العمل مع قوات الحرس وقيادات محسوبة على صالح، غير أن المؤشرات تذهب إلى أن موقف إخوان اليمن من مقاطعة السعودية والإمارات للدوحة وأخيراً موقفهم من قضية خاشقجي والتوظيف الإخواني للقضية لاستهداف المملكة والأسرة المالكة، هذا الأمر دفع الرياض إلى بناء رصيد تراكمي من عدم الثقة بالإخوان ونواياهم تجاه المملكة".

 

مشروع الإخوان العابر للحدود

 

وقال التقرير "أثبت أخوان اليمن لكل من عمل معهم أنهم أكثر صلابة في خدمة مشروعهم العابر للحدود حتى وان كان ذلك على حساب الوطن اليمن وتجندوا الى صف الدوحة والجزيرة وتركيا في مواجهة الرياض التي احتضنتهم هاربين ملاحقين من مليشيات الحوثي ووفرت لهم كل امكانات الحرب ومتطلبات الإقامة والتنقل ليغادر بعضهم الرياض الى تركيا أو دول أخرى بتنسيق قطري ليتحولوا إلى أدوات تحريض وتحشيد لبناء مواقف معادية للرياض والتحالف".

 

أسباب انهيار قوات الحرس الجمهوري

 انهيار قوات الحرس الجمهوري، يقول التقرير انه "تم باستهدافه من قبل الإخوان والتحالف وبدرجة أساسية الرياض والحوثيين وبعد الانهيار تشكلت قوتان على الأرض هما الاخوان والحوثيون كل له جيش يتبعه بإمكانات التحالف والحرس الجمهوري والجيش اليمني بشكل عام وكلا القوتين يجمعهما عداء مشترك ضد الرياض كما هو واضح اليوم".

تشكيلات عسكرية خارج سيطرة الإخوان

 

ويقول "أسهمت الإمارات بفاعلية في بناء تشكيلات خارج اطار الهيمنة الاخوانية في الجنوب سواء العمالقة أو قوات النخبة والاسناد واستدركت بدعم قوات المقاومة الوطنية، وكان موقف الامارات واضحا منذ البداية في تعاطيها مع ملف الاخوان كطرف لا يمكن الوثوق به ولها موقف قوي في مصر ومختلف عن موقف الرياض في سوريا منذ البداية، غير ان الرياض ستعمل على مراجعة موقفها والشروع في اعادة رسم خارطة الشرعية بما يضمن وجود حليف لها تعتمد عليه وتثق به".

موقف صالح المؤيد للرياض

 

في يونيو 2017 حين اعلنت الرياض وابو ظبي والمنامة مقاطعة الدوحة بسبب مواقفها وعلاقاتها بمحاور تعمل ضد دول الخليج، حيث يوضح التقرير"كان صالح، يعلن وحزبه موقفا مؤيدا للرياض ومذكرا بتحذيراته السابقة من الدور القطري الذي يستهدف الدول العربية وتفتيتها رغم ان طيران التحالف حينها كان يقصف ما تبقى من مواقع الحرس الجمهوري، وكان الاخوان وقتها يناقشون كيف يوزعون ادوار الخيانة وبيع الرياض والوقوف الى جانب الدوحة".. مؤكدا "سيبقى صالح مدرسة سياسية فريدة مخلدة في تاريخ اليمن".

 

موقف صالح من مقاطعة قطر

وأضاف "كان هذا موقف صالح وحزبه حرفيا في ذات يوم اعلان مقاطعة قطر من قبل الرياض وابوظبي والمنامة والقاهرة ودول اخرى لحقتها، حيث اعتبر مصدر مسئول بالمؤتمر الشعبي العام ما اتخذته دول الخليج العربية، ومصر من قرارات بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر خطوة إيجابية كان من المفترض اتخاذها منذ وقت مبكر، نتيجة لإصرار قطر على تبني دعم التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها القاعدة وداعش، واحتضانها لحركة الإخوان المسلمين التي تفرخت من عباءتها كل تلك التنظيمات الإرهابية".

وأعاد المصدر المؤتمري، حينها، التذكير بأن اليمن سبق وأن نبّهت الجميع وفي المقدمة مجلس التعاون الخليجي، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الاسلامي والأمم المتحدة، إلى خطورة ما تقوم به قطر من تآمر وإقلاق الأمن والاستقرار في اليمن وفي دول المنطقة والعالم، ومطالبتها بوضع حدٍ لممارسات قطر في إقلاق أمن واستقرار المنطقة، أو الدور المشبوه لوسائل الإعلام القطرية أو الممولة من قطر التي عملت وما زالت تعمل على التحريض ضد الأنظمة الوطنية، وإلى إثارة الفتن والحروب الطائفية والمذهبية والمناطقية في الدول الشقيقة ومنها اليمن، واحتضانها لعناصر تنظيم الإصلاح (الإخوان المسلمين) والدفع بهم إلى إثارة القلاقل وإشاعة أعمال الفوضى وإشعال الفتن الداخلية بين أبناء الوطن الواحد.

موقف الرياض من قطر ودور الاخوان

 

ويؤكد التقرير "أن موقف الرياض من قطر ودور الاخوان مؤخرا في استهداف البيت السعودي بشراسة لم يسبق ان حصل اثناء التعاطي مع الاسرة المالكة في السعودية؛ كفيل بدفع الرياض الى اعادة هيكلة خياراتها في اليمن بحثا عن حليف مؤتمن يسهل مهمة المملكة في التعاطي مع الملف اليمني وعدم تحويل هذا الملف الى تركة ثقيلة يصعب تقسيمها".

المؤتمر كحزب والحرس الجمهوري والقوات المسلحة اليمنية، يقول التقرير انه قد يكون خيارا مناسبا للمملكة والمؤشرات تتجه الى ترجيح هذا التقدير كون الساحة الوطنية اصبحت مقسمة بين قوتين هما الاخوان والمليشيات وهما يلتقيان في مطبخ الدوحة وطهران المشترك.

ويختم ان "مهمة اعادة ترميم كتلة صالح الوطنية كحزب وجمهور وجيش ليست سهلة على الرياض لكن هذه الكلفة تعد يسيرة مقارنة بمخاطر مواصلة العمل بالخيارات السابقة سواء على المملكة او على حضورها في اليمن".