صفقة حوثية إخوانية والرياض ترد..

تقرير: هل بدأت السعودية مرحلة التخلص من إخوان اليمن؟

شيوخ من جماعة إخوان اليمن الموالية لقطر

جلال عمر
محرر ومعد تقارير صحافية متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

باتت مأرب العاصمة السبئية معقلا رئيسا لتنظيم الإخوان الموالي لقطر والذي بات يكثف هجومه السياسي والإعلامي ضد السعودية بهدف الاطاحة بولي العهد محمد ابن سلمان، الذي أكد سياسيون إخوان في اليمن ان الهدف من اثارة قضية خاشقجي تهدف في الاساس الى الاطاحة بولي العهد بن سلمان، فيما يبدو ان الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي قد رضخ لضغوط مارسها رجال المال الإخواني حميد الأحمر، حيث تفيد بعض المصادر الحكومية الى ان هادي الذي غادر الرياض يعتزم تعيين الشقيق الأصغر لحميد الأحمر العقيد هاشم الأحمر رئيسا لأركان الجيش اليمني في مأرب، وهو الجيش الذي يدين الإخواني الذي لم يخض أي حرب حقيقية ضد الحوثيين حتى اليوم.

وقالت مصادر سياسية مقربة من الحكومة ان لـ(اليوم الثامن) "إن جماعة إخوان اليمن باتت تمارس سياسية الابتزاز  ضد الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي والمملكة العربية السعودية لتحقيق رغبات جماعة الإخوان"، فيما يبدو ان الرياض عزمت الرد على صفقة إخوانية حوثية رعتها قطر مؤخرا وقضت بخلق تحالفات بين الإخوان والحوثيين وتركيز الجهود للسيطرة على الجنوب المحرر.

 

رضوخ هادي لضغوط صقور الإخوان

 

وعلمت "اليوم الثامن" من مصادر دبلوماسية يمنية في السعودية ان الرئيس اليمني رضخ لضغوط مارسها صقور الإخوان في تركيا بقيادة حميد الأحمر وتوكل كرمان، حيث يعتزم الرئيس هادي الذي غادر العاصمة السعودية الرياض في ظروف غامضة عزم على تعيين الشاب هاشم الأحمر رئيسا للأركان العامة وقائما بأعمال وزير الدفاع المعتقل لدى المليشيات الحوثية اللواء محمود الصبيحي.

وقال مصدر دبلوماسي يمني ان الرئيس هادي غادر السعودية الى الولايات المتحدة، مستغلا ما وصفه بالإرباك السعودي جراء ازمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وأكد المصدر ان الرئيس هادي بات خارج دائرة الحكم ولم يعد يمارس أي صلاحية وان مدير مكتبه يعتزم الامضاء على قرارات جمهورية جديدة، أبرزها تعيين هاشم الأحمر رئيسا للأركان العامة للجيش اليمني، وهو اعلى منصب في الجيش اليمني بعد وقوع وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي في الأسر لدى مليشيات الحوثي الإيرانية.

ويأتي قرار تعيين الأحمر هشام في هذا المنصب الكبير بعد تهديد حميد الأحمر رجل الاعمال الإخواني للرئيس هادي بالانقلاب عليه وذلك جراء احتجاجه على قرار تعيين معين عبدالملك رئيسا للحكومة اليمنية خلفا للمحال للتحقيق أحمد بن دغر.

وكانت صحيفة اليوم الثامن قد كشف في وقت سابق عن عزم الرئيس هادي اعادة تحالفاته مع القوى الزيدية في شمال اليمن، من خلال تشكيل حكومة بالتقاسم بين الاصلاح والمؤتمر، حيث أكدت الصحيفة ان الرئيس هادي يعتزم منح هاشم الأحمر منصب قيادة الجيش اليمني لكسب ود حميد الأحمر، قبل ان تؤكد وسائل إعلام يمنية ما ذهبت إليه صحيفة اليوم الثامن، في تقريرها " تحليل: لماذا يسعى "هادي" لإعادة تحالفاته شمال اليمن؟".

الحوثيون والإخوان تحالف ارباك التحالف

 

اعترفت قيادات في تنظيم الإخوان الممول قطريا عن تحالفها مع مليشيات الحوثي الموالية لإيران، وذلك في اعقاب الازمة الخليجية التي نشبت جراء تورط قطر في تمويل الحوثيين والتنظيمات الارهابية في اليمن وبعض البلدان العربية.

وعلنت السعودية والامارات والبحرين ومصر مقاطعتها لقطر في منتصف العام الماضي في اعقاب اعلان الدوحة تقاربها بشكل علني مع طهران التي سعت خلال السنوات الماضية لزعزعة دولة المنطقة، ناهيك عن دعمها لجماعة الإخوان الإرهابية والتي تنبثق عنها تنظيمات القاعدة وداعش.

كشفت وسائل إعلام يمنية ان مليشيات الإخوان في بلدة نهم شرق صنعاء سلمت مليشيات الحوثي أسلحة ومعدات ضخمة قدمها التحالف العربي لمحاربة الجماعة الأخيرة قبل ان تحصل عليها بسهولة دون قتال، فيما ترددت بعض المعلومات عن قيام الإخوان ببيع الاسلحة للحوثيين، وهي تأكيدات تعزز ما ذهبت اليه صحيفة اليوم الثامن في التحليل "دستور دولة "الاقاليم الستة".. احتلال أبدي للجنوب".

 

وكشفت مصادر استخباراتية وثيقة الاطلاع عن اتفاق عقد بين قيادات في حزب الإصلاح من جهة وقيادات في مليشيا الحوثي الإرهابية من جهة أخرى، مطلع الشهر الجاري

وقالت وكالة "خبر" اليمنية نقلا عن تلك المصادر "إن الاتفاق قضى بقيام حزب الإصلاح ببيع وتسليم أسلحة متوسطة وثقيلة لمليشيا الحوثي الإرهابية، بالإضافة إلى إطلاق سراح سجناء من مليشيا الحوثي الذين أسرهم حزب الإصلاح في عديد جبهات في الجوف ونهم ومأرب.

وأوضحت المصادر أن حزب الإصلاح ولتجنبه المساءلة عن بيع أو تسليم أسلحة ومواقع عسكرية هي ضمن سيطرته لمليشيا الحوثي، تم الاتفاق بأن تقوم مليشيا الحوثي بمهاجمة مواقع في عدد من الجبهات التي يقاتل فيها الإصلاح، على أن تنسحب عناصر الإصلاح منها تاركة خلفها الأسلحة والمعدات العسكرية.

وأضافت أن الاتفاق تضمن أن تعيد مليشيا الحوثي الأموال والممتلكات وتطلق سراح عدد من قيادات الإصلاح وعناصره المعتقلين لديها.

وأشارت المصادر أن كافة بنود الاتفاق الذي عقد بين الطرفين لم تعرف بعد، مؤكدة أن دولة قطر هي من قامت برعاية الاتفاق وتقريب وجهات النظر بين الطرفين.

وقالت المصادر إن ما حدث أمس الأربعاء بجبهة نهم، من تقدم لمليشيا الحوثي وسيطرتها على مواقع ما هو إلا تنفيذ للاتفاق المبرم بين الإصلاح والحوثيين.

وكانت نشرت مواقع إعلامية تابعة لمليشيا الحوثي، تمكن عناصرها من السيطرة على مواقع في أطراف منطقة عيدة الشرقية بنهم وعدد من المواقع الأخرى القريبة منها.

وأكدت وكالة "خبر"، أن الاتفاق قضى بتسليم عدة مواقع في مختلف الجبهات سواء في نهم أو صرواح أو الجوف وغيرها.

وأوضحت المصادر أن قيام وسائل إعلام الحوثيين بالترويج لأخبار تفيد بهجوم عناصر الإصلاح في جبهة نهم ومحاولة تقدمها، ماهي إلا محاولة بائسة لإخفاء حقيقة التحالف بينهما.

 

صمت دولي حيا السجون السرية

 

استغربت منظمات حقوقية يمنية وناشطون الصمت الدولي حيال جرائم الإخوان في مأرب وتعز وسط تزايد ضحايا التعذيب في تلك السجون فيما كشف ناشط يمني عن نجاته في اللحظات الأخيرة من حكم الاعدام الذي اصدره تنظيم الإخوان في مدينة تعز كبرى مدن اليمن الشمالية والخاضعة لسيطرة الحوثيين والإخوان بالتقاسم.

 وقال سياسي يمني، إن حزب الإصلاح يمارس أعمالاً مشينة في تعز، لا تختلف عما تقوم به مليشيا الحوثي.

وكشف السياسي اليمني عبدالستار الشميري، أن مليشيا تابعة لحزب الإصلاح تراجعت عن إعدامه في اللحظات الأخيرة بعد أن قامت باختطافه من منزله بتعز واقتياده إلى سائلة خالية.

وأضاف أنه ظل مخفياً لأيام قبل إطلاق سراحه تحت ضغوطات شعبية وإعلامية وتدخل مسؤولين بالحكومة.

وقال الشميري في مداخلة بقناة ”سكاي نيوز عربية“، إن الإصلاح يمتلك 17 سجنا سريا يعتقل فيها كل من يخالفه الرأي او ينتقد سياسيات الحزب، مؤكدا ان هناك العشرات من شباب تعز وممن شاركوا بثورة التغيير معتقلين في تلك السجون السرية.

وتحدث الشميري عن أساليب مشينة يقوم بها الإصلاح بتعز، مؤكدا أنه يقوم بتخزين السلاح والمال وتشكيل جيش خاص به بدعم من قطر، كما ينهب الاموال والسلاح المقدم من التحالف العربي لجبهات تعز. وأكد أن الاصلاح لا يواجه الحوثيين، بل يقوم بعقد اتفاقيات وتواصللت معهم.

الإخوان يهرعون الى حضن الحوثي

وقال الشميري ”ان الإخوان سيهرعون الى حضن الحوثي ويقعدون تحت اقدامه اذا ما قدم لهم عرضا حقيقياً، وقد سبق أن فعلوا ذلك قبل عاصفة الحزم بفترة بسيطة حيث هرعت قيادات حزب الاصلاح كاليدومي والانسي الى تحت اقدام عبدالملك الحوثي في صعدة لاستجدائه ونيل رضاه“. مضيفا ان هناك وساطة قطرية للتقريب بين الحوثيين والاصلاح.

وقال ان لدى الاصلاح غرفا سرية تعمل ضد التحالف العربي وتكيل له الاتهامات، احداها غرفة سرية اعلامية يتم ادارتها من داخل المملكة العربية السعودية لمهاجمة السعودية والامارات والتحالف العربي.

وكشف الشميري عن توظيف حزب الاصلاح أكثر من 4 آلاف شخص للعمل في منظمات اغاثية وحقوقية للسيطرة على الاغاثة المقدمة من المنظمات وتوزيعها وفقا لسياسة الحزب على اعضائه او من يؤيدهم.. مؤكدا ان منظمات حقوقية للاصلاح رفعت تقارير عديدة ضد التحالف العربي وتتهمه بانتهاكات حقوق الانسان بناء على دعم من قطر وهو نفس الاسلوب الذي قامت به مليشيات الحوثي حيث اصبح عمل الاصلاح والحوثيين ذات وجهة واحدة.

وقال ان الاصلاح يعمل سياسيا واعلاميا وميدانيا ضد التحالف العربي، لكن هناك من قياداته من يظهرون للتحالف انهم معه بينما الغرف السرية التابعة للإصلاح تعمل بناء على توجيهات قطرية وضد التحالف العربي.

ولفت ان الاصلاح استطاع من خلال هذا الاسلوب إنشاء جيش خاص به مستغلا الدعم المقدم من التحالف لغرض تخليص المحافظات من مليشيات الحوثي، مؤكدا ان الاخوان استخدموا الدعم وخزنوه لصالح الحزب.

وأشار الشميري ان هناك مخططا خطيرا يسعى الى استبدال مليشيات الحوثي بمليشيا الاصلاح (الاخوان المسلمين) او تشارك النفوذ بين الطرفين، مضيفا ان الحوثيين والاصلاح كلاهما يملكان مليشيات طاغية واجرامية.

وطالب الرئيس عبدربه منصور هادي، بانهاء دعم مليشيات الاصلاح للسيطرة على تعز، لاستبدال مليشيا بمليشيات أخرى، معتبرا ذلك ”مؤامرة سيرفضها ابناء تعز ويعلنون انهم لا يؤيدون شرعية هادي اذا استمر في دعم مليشيات الاصلاح“.

السعودية ترد على صفقة الإخوان مع الحوثيين

اعتزمت الرياض التي تقود التحالف العربي لدعم الشرعية الرد على تمرد الإخوان وتحالفهم مع جماعة الحوثي، من خلال بدأها في تقليص النفقات ومنع ارسال أي اسلحة للقوات العسكرية الخاضعة لسيطرة الإخوان في مأرب.

وقالت مواقع اخبارية يمنية "إن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، قلصت حجم دعمها لقوات الجيش الوطني الذي يخوض معارك عنيفة مع جماعة الحوثي في جبهات عديدة".

وأفصحت رئاسة هيئة أركان الجيش اليمني في مأرب عن أزمة حادة تواجههم متمثلة بنقص حاد في الغذاء والتموين، وكذا معالجة الجرحى الذين يصابون خلال القتال ضد ميليشيا الحوثيين في عدة مدن.

وعقدت رئاسة هيئة الأركان الجيش اليمني اجتماعاً لها، الثلاثاء، في مدينة مأرب، برئاسة اللواء الركن طاهر العقيلي- رئيس هيئة الأركان العامة- بحضور عدد من رؤساء الهيئات والدوائر بوزارة الدفاع ورئاسة الأركان وعدد من قادة المناطق العسكرية.

وأرجعت وسائل إعلام يمنية " سبب الأزمة التي يواجهها الجيش الإخواني في الغذاء والتموين، إلى تخفيض التحالف من حجم الإمداد والتموين الخاص بالجيش اليمني".

وقالت مصادر عسكرية يمنية في مأرب ان الإخوان باتوا يمتلكون مخزونا ضخما من الاسلحة والمواد الغذائية تكفي لنحو عام حتى او اوقفت السعودية الدعم بشكل كلي.

وأكد مصدر عسكري في قيادة المنطقة الثالثة بمأرب ان قيادة الجيش سوف تضغط على السعودية لمواصلة دعم المجهود العسكري في مأرب، ما لم فانه قد توقف القتال في العديد من الجبهات وابرزها جبهة ميدي وتعز وصعدة".

تمرد الإخوان يعني خلاصهم

 

وقال مصدر مسؤول يمني في الرياض ان أي تمرد على الحكومة الشرعية والتحالف سوف يواجه بالقمع وان تمرد الإخوان من خلال تحالفهم مع الحوثيين سوف يؤدي ذلك الى التخلص منهم، خاصة وانهم فشلوا في احداث اي تقدم في جبهات القتال ناهيك عن الرفض الامريكي لأي دور مستقبلي للذين تأكد ارتباطهم بالتنظيمات الإرهابية وجرى تصنيفهم من قبل الخزانة الأمريكية على قائمة ممولي الارهاب.

وتوقع المصدر ان تتوقف السعودية عن تمويل الإخوان، وان ما يعزز ذلك هو التناول الاعلامي لقناة العربية التابعة للسعودية والتي أكدت على وجود صفقة تحالف بين الإخوان والحوثيين، ناهيك عن ما كشفته صحيفة الوطن السعودية قبل نحو شهر حين أكدت تسليم الإخوان لمواقع عسكرية في البيضاء وسط اليمن.

واسبق الإخوان في اليمن عدم الرضى السعودية بالهجوم على الرياض من خلال استغلال قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي لقي حتفه في مبنى القنصلية السعودية في تركيا، وهي القضية التي تسببت بحالة من الارباك لحكومة المملكة.

وبدأت السعودية اعادة تحالفها مع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يقوده الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، حيث دعا المتحدث باسم التحالف العربي قوات الحرس الجمهوري وقيادات المؤتمر الى مغادرة صنعاء، الأمر الذي يوحي بان السعودية قد لجأت الى التحالف مع المؤتمر الحزب اليمني الأكثر شعبية والذي اثبتت قواته جدية في مقاتلة الحوثيين والتصدي لهم.

ويبدو ان السعودية ستحاول استغلال الخلاف المؤتمري الإخواني لضرب الجماعة الأخيرة التي قامت هي الأخرى بردة فعل عن طريق الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي، من خلال المضي في تأسيس النسخة المؤتمرية الرديفة والموالية لهادي".

وقام هادي بجولة إلى مصر قبل شهرين في محاولة لكسب ود قيادات المؤتمر التي رفض بعضها ترأس هادي للحزب بعد مقتل رئيسه علي عبدالله صالح اواخر العام 2017م.

وكشفت مصادر لـ(اليوم الثامن) "عن اتفاق ابرم بين قيادات مؤتمرية موالية للرئيس هادي وقيادات اصلاحية وبرضى حوثي لتشكيل حزب مؤتمر رديف لحزب صالح".

وتلمح المصادر الى ان وجود تنسيق بين الإخوان والحوثيين على تفتيت حزب المؤتمر الشعبي العام، وتفجير خلافات بين السفير اليمني السابق احمد علي عبدالله صالح والعميد طارق محمد عبدالله صالح الذي يقود قوات حراس الجمهورية في الساحل الغربي، وقد بدأ هذا التوجه قبيل الافراج عن اولاد الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، في حين رفض الحوثيون الافراج عن نجل طارق صالح وعدد اخر من مقربيه.

ويبدو ان السعودية قد وضعت خيارا بديلا في اعقاب خروج هادي الى الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال تجميع اعضاء البرلمان اليمني، حيث تسعى الرياض الى اعادة احياء البرلمان اليمني وتنصيب رئيسا.