شروط إقصاء القوى الجنوبية..

تقرير: حكومة معين في عدن.. الحديث عن مؤامرة ضد اليمن

رئيس الحكومة اليمنية الجديد معين عبدالملك

بثينة عوض
محررة سابقة في صحيفة اليوم الثامن.

عادت الحكومة اليمنية الشرعية التي يتزعمها الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي إلى مدينة عدن العاصمة من العاصمة السعودية الرياض، عقب اقالة رئيسها السابق احمد عبيد بن دغر وتعيين معين عبدالملك بديلا له.

وعاد رئيس الحكومة اليمنية الجديد معين عبدالملك برفقة بعض أعضاء حكومته الى مدينة عدن، حيث استقبله مسؤولون وقيادات عسكرية وأمنية في مطار عدن الدولي، قبل ان ينتقل الى قصر معاشق مقر إقامة الحكومة وسط إجراءات أمنية مشددة.

أولوية حكومة معين عبدالملك

 

وقال رئيس الحكومة اليمنية الجديد في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن برنامج الحكومة سيركز على معالجة الخلل في منظومتي الإدارة والاقتصاد، وتفعيل الأجهزة الرقابية في كل مؤسسات الدولة.

وأشار إلى أن أولويات الحكومة تتمثل في الإصلاحات الاقتصادية والخدمية، وإعادة الإعمار وإصلاح البنية التحتية وتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة، وهذا لن يتأتى إلا بدعم وتعاون مشترك من جميع الأطراف.

 

رحلة بناء وتنمية وتعاون

 

وأكد عبدالملك أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة بناء وتنمية وتعاون، مما يدفع الحكومة للاستعانة بالكفاءات والخبرات الإدارية والاقتصادية، بما يساهم في استعادة أدوات الدولة وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار خلال هذه الظروف الصعبة التي يعيشها اليمن.

 

صعوبات كبيرة

 

ولفت الى أن الحكومة اليمنية تواجه صوبات كبيرة جراء انهيار الوضعين الاقتصادي والإنساني، حيث بات نصف المواطنين في فقر مدقع، فيما تتسع دائرة الجوع لتشمل الآلاف، بعد حرمان ميليشيا الحوثي الانقلابية نحو مليون و200 ألف موظف من رواتبهم.

 

إصلاح الخلل وامكانيات قليلة

وتعهد بإصلاح الخلل الموجود في مؤسسات الدولة، قائلا "إن الحكومة عازمة على ضبط موضوع الإيرادات والنفقات في المرحلة القادمة، بهدف زيادة الإيرادات وفق الضوابط الاقتصادية والمصلحة العامة للدولة".

وقال معين عبدالملك إن إمكانيات الحكومة قليلة، لذلك "يتطلب تكاتف الجميع ورص الصفوف لخلق مناخ جيد للعمل وتغيير واقع المواطنين في المحافظات المحررة مثل توفير وتحسين الاحتياجات الأساسية من خدمات عامة وطرق وكهرباء ومياه وغيرها".

 

التصدي للمؤامرات

 

وأكد على أهمية تكاتف كل القوى السياسية ومراعاة الظرف وتصويب الهدف نحو خدمة المواطن في المحافظات المحررة، معبراً عن ثقته بأن اليمن حكومة وشعبًا وقيادات وأحزاب سياسية ستتغلب جميعها على المؤامرات التي تحاك ضد اليمن؛ في إشارة الى مطالب الجنوبيين بالاستقلال والتي تضعها الحكومة في خانة المؤامرة على الوحدة اليمنية.

 وتعتقد الحكومة اليمنية ان مطالب الجنوبيين في الاستقلال تمثل عائقا أمام عمل الحكومة في عدن، وهو ما دفعها الى خوض حربا ضد القوات الجنوبية في يناير الماضي.

 

الأحزاب اليمنية في صف معين

 

وجاءت عودة معين في اعقاب لقاء جمعه بقيادات الأحزاب اليمنية في العاصمة السعودية الرياض، بالتزامن مع زيارة لزعيم صقور اخوان اليمن حميد الأحمر الداعم الرئيس لرئيس الحكومة الجديد.

وعين عبدالملك في أول قرار له مدير مراسم الحكومة احد نشطاء الإخوان المحسوبين على زعيم الصقور حميد الأحمر والذي عرفه بهجومه على المجلس الانتقالي الجنوبي والجنوبيين المطالبين بالاستقلال.

وقالت مصادر مقربة من الحكومة ان معين عبدالملك طلب مساندة الأحزاب اليمنية وفي مقدمتها الإصلاح والمؤتمر لمواجهة ما وصفها بالمؤامرات ضد اليمن.

وأكد مصدر قريب من الحكومة ان الأحزاب اليمنية أكدت على دعم رئيس الحكومة الجديد والوقف الى جانبه سياسيا واعلاميا.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" ذكرت أن الأحزاب والتنظيمات السياسية حثت رئيس الوزراء "معين عبدالملك" على ضرورة إحداث تغييرات تتواكب مع طموحات الشارع اليمني في الانتصار على المليشيات الحوثية، وبما يحقق الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة، واستمرار تحرير المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية.

ووصف نائب رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح الاستاذ عدنان العديني، اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك بقادة الأحزاب كان لقاءً مثمراً وإيجابياً.

وقال العديني في تصريح لموقع "الصحوة نت" التابع للحزب، إن اللقاء ناقش العديد من القضايا المهمة التي تتعلق بالمعركة الوطنية ومعيشة المواطنين وعلاقة الأحزاب بالحكومة، بالإضافة إلى مناقشة قضايا تتعلق بأداء أكثر فاعلية للحكومة".

وتابع " بشكل عام نستطيع القول بأن اللقاء كان إيجابياً ويأتي في إطار تعزيز دور الأحزاب في دعم الشرعية والتعاون مع الحكومة من أجل إنجاز المهام الوطنية الكبيرة وعلى رأسها مهمة التحرير وإعادة بناء الدولة".

 

شروط إقصاء القوى الجنوبية

 

وألمحت وسائل إعلام موالية للحكومة الى جملة من الشروط المفروضة لإحداث تغيير في الحكومة وعملها في مدن الجنوب المحررة، من ابرزها السيطرة العسكرية والأمنية على العاصمة الجنوبية عدن واقصاء القوى الجنوبية التي تنادي باستقلال الجنوب.

ونشرت وسائل إعلام محسوبة على الحكومة تصريحات على لسان سياسيين وصحافيين تأكيدهم على ضرورة السيطرة الأمنية والعسكرية على عدن وازاحة قوات الحزام الأمني وشرطة عدن واقالة مدير الشرطة شلال علي شائع وتعيين موال للحكومة بديلا له على اعتبار ان شلال أخر القيادات الجنوبية المحسوبة على الحراك الجنوبي.