اشتراط اتحادية من اقليمين..

تقرير: هل يسوق علي ناصر محمد نفسه لرئاسة اليمن؟

صورة نادرة للرئيس علي ناصر محمد مع الرئيس الراحل علي عبدالله صالح

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

يسوق الرئيس الجنوبي الاسبق والسياسي اليمني البارز علي ناصر محمد نفسه كأحد أبرز الحلول المستقبلية لليمن المضطرب جراء الحروب الشمالية المتتالية التي شنتها صنعاء على "بلاده"، وأخرها الحرب حرب تحالف الحوثيين وصالح الأخيرة.

وذكرت تقارير اخبارية ان ناصر يقدم نفسه كمحايد من الأزمة اليمنية، لكنه يطمح في ان يحظى بتوافق كل الاطراف اليمنية في الدفع به للعودة لرئاسة اليمن الموحد بعد ان خسر رئاسة اليمن الجنوبية في منتصف ثمانيات القرن الماضي.

خلافات مع هادي

ودخل ناصر وهادي الرئيس الانتقالي الحالي في خلافات في اعقاب وصول هادي إلى سدة الحكم كرئيس توافقي، وتعرض الأول لحرب إعلامية مولها نجل الرئيس هادي جلال عبدربه.

ورجحت تقارير اخبارية سبب الخلاف بين هادي وناصر إلى ان الأول يخشى من ان يتم الدفع بالأخير الى خلافته في رئاسة اليمن.

وعلى ضوء مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية بإيقاف الحرب ومنح الحوثيين حكما ذاتيا في شمال اليمن، عاد الرئيس الجنوبي ناصر الى تذكير الجنوبيين بمؤتمر القاهرة الذي عقد في نوفمبر من العام 2011م، وهو المشروع الذي قال ان قيادات جنوبية رفضته باعتباره مشروع ابعد عن الاستقلال وانه لو كان وافقت القيادات الجنوبية على ذلك المشروع لما وصلت اليه البلاد الى هذه الوضع المزري في الجنوب.

 

الحرص على قيادة جنوبية موحدة

 

وقال ناصر في تصريحات لوسائل إعلام موالية له "إننا حرصنا منذ وقت مبكر على التواصل مع كافة المكونات والشخصيات السياسية والاجتماعية في الجنوب من أجل الخروج برؤية موحدة ومرجعية قيادة موحدة.

واوضح الرئيس ناصر "أنه من أجل ذلك عقدنا سلسلة من الاجتماعات منذ العام 1994 وتوجت هذه اللقاءات بعقد مؤتمر القاهرة في نوفمبر عام 2011. وشارك فيه اكثر من سبعمائة شخصية مثلت معظم المكونات السياسية في الجنوب وجرت نقاشات مستفيضة على مدى اكثر منذ ثلاثة أيام وفي نهاية اعمال المؤتمر خرجنا بقرارات وتوصيات أهمها، قيام دولة اتحادية من اقليمين لفترة مزمنة يجري بعدها استفتاء للجنوبيين على حق تقرير المصير في الاستمرار في الوحدة أو الفيدرالية بإقليمين أو الانفصال.

اعتقاد خاطئ

 

وقال الرئيس ناصر لـ موقع كريتر سكاي "أكدنا على وجود مرجعية سياسية ومن أجل ذلك فقد تواصلنا مع كافة القيادات الجنوبية التي لم تشارك في هذا المؤتمر، والتقينا بالسيد علي سالم البيض والسيد عبد الرحمن الجفري والسيد حسن باعوم لشرح مخرجات مؤتمر القاهرة، وكان البعض منهم يعتقد ان هذه الفترة التي حددناها هي فترة طويلة وكانوا يطالبون بالانفصال فوراً. وقد مر على عقد هذا المؤتمر سبع سنوات ولم يتحقق شيء من المطالب والشعارات التي يرفعونها لفك الارتباط، مع أن بعضا من هؤلاء هم من وقع على الوحدة دون الاستفتاء عليها وفقاً لدستور دولة الوحدة ولم يتم المصادقة عليها من قبل مجلسي الشعب والنواب في كل من عدن وصنعاء، رغم ذلك فقد باركنا اعلان قيامها بالرغم من اتفاق القيادتين على اخراجنا من اليمن لأننا كنا نعتقد أن قيام الوحدة سيكون نهاية للصراعات والحروب في اليمن شمالاً وجنوباً.

 

قادة فاشلون لا يمتلكون رؤية

 

وانتقد البيض القيادات الجنوبية التي وقعت اتفاقية الوحدة مع الشمال قائلا "إن الذين وقعوا على الوحدة لم يكونوا في مستوى هذا الحدث الكبير ولم يكونوا امناء عليها، وهم الذين وقعوا وهم الذين خاضوا حرباً من أجل الانفصال ومن أجل الضم".

ولفت الرئيس علي ناصر محمد إلى أن المواطن يتساءل لماذا حاربنا لمدة عشرين سنة من أجل الوحدة ونحارب لأكثر من أربعة وعشرين سنة من أجل الانفصال؟. معتقدا أن القيادة التي وقعت على الوحدة لا تمتلك رؤية لا في الماضي ولا في الحاضر ولا حتى اليوم، والذي يدفع الثمن هو الشعب، فقد انهارت الدولة بكل مؤسساتها من جيش وأمن واقتصاد وصحة وتعليم وعملة، وانتشرت الأمراض والكوليرا والمجاعة وسوء المعيشة والمخدرات، وأصبح أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر.

تبني رؤية موحدة توافقية ومرجعية سياسية

 

واكد الرئيس ناصر "على ضرورة تبني رؤية موحدة توافقية ومرجعية سياسية، كما أكد المطالبة مؤخراً بتشكيل فريق تفاوض موحد لا يستثني أحداً في الجنوب للتفاوض مع كافة الأطراف المعنية المحلية والاقليمية والدولية.

ورحب الرئيس علي ناصر بعقد مؤتمر جنوبي جنوبي، وهو ما قال انه يعمل عليه المبعوث الدولي في الوقت الحالي ، كما ابلغه بذلك في لقاءه الأخير معه بالعاصمة الأردنية عمّان في شهر اكتوبر.

 

 القرار ليس بيد الجنوبيين

 

وقال "لكن يبدو كما أكدنا أكثر من مرة أن القرار ليس بيد الجنوبيين ولا الشماليين ولا الشرعية، وإنما القرار بيد أصحاب القرار الكبار، موضحاً، أن هذا ما تأكد من خلال تصريح وزيري الدفاع والخارجية في حكومة الولايات المتحدة الاميركية يوم الثلاثاء 30 أكتوبر حيث أكدوا أن الحرب يجب أن تتوقف من قبل كل أطراف الصراع في اليمن تمهيدا للوصول إلى حل سياسي وسلمي".

 

تأييد ايقاف الحرب

 

وأعلن الرئيس ناصر تأييده دعوة وقف الحرب مشيراً إلى أنه طالب منذ بداية الحرب بإيقافها وأن المنتصر مهزوم.

واشترط ناصر قيام دولة اتحادية من اقليمين على حدود العام 1990م، على الرغم من توبيخه للقيادات الجنوبية التي حكم الجنوب وقادت البلد نحو وحدة غير متكافئة مع الشمال.

واتهم ناصر القيادات الجنوبية بانها اشترطت خروجه من اليمن مقابل توقيع اتفاقية الوحدة، بعد ان ظل مقيما في صنعاء لأكثر من 4 سنوات، عقب الاطاحة به من رئاسة اليمن الجنوبي اثر انقلاب 1986م.

ويقدم ناصر نفسه للجنوبيين على انه الرجل الذي يحمل مشروعا يحقق جزءا من تطلعاتهم في الحصول على حكم ذاتي بعيدا عن مشروع هادي القاضي بتقسيم الجنوب الى عدن وحضرموت، وهو المشروع الذي اتاح دستور دولته ان تسيطر مأرب على حضرموت وشبوة بعدوى امكانية اندماج اقليمين مع بعض.

ويرفض الجنوبيون أي شكل من اشكال الوحدة مع الشمال، الا ان الرئيس هادي يصر على فرض مشروع الاقاليم الستة التي يقول ان اليمنيين توافقوا عليها في مؤتمر الحوار اليمني، وهو ما يرفضه الجنوبيون ويعتبرون انهم لم يمثلوا في مؤتمر حوار صنعاء، بما في ذلك الفريق الجنوبي الذي شارك في المؤتمر بقيادة محمد علي قبل ان ينسحب احتجاجا على رفض هادي القبول بمشروع مؤتمر القاهرة.

ويبدو ان رفض هادي مخرجات مؤتمر القاهرة الجنوبي قد كان سببا في نشوب خلافات بينه وبين ناصر، فهادي تقول العديد من المصادر المقربة لـ(اليوم الثامن) "إن هادي رفض أي مشروع اعده علي ناصر محمد"؛ في اشارة الى ان هادي حاول مخالفة الرئيس ناصر وأصر على المضي في مشروع بعيدا عن مشروع دولة الاقليمين المقترحة لحل الازمة التي جاءت نتيجة الاحتلال العسكري الشمالي للجنوب.

ويستحيل ان توافق القوى الشمالية على دولة اليمن الاتحادية بأقاليمها الستة، كما انه من المستحيل ان يقبل بها الشعب في الجنوب، اضافة الى ان وقف الحرب في اليمن تشترط في الاساس ازاحة هادي من الحكم، وهو ما يعني ان مشروع هادي قد يذهب بذهاب صاحبه، الأمر الذي يرجح ان مشروع الرئيس ناصر الاقرب للتحقيق.