أول وزير يهودي..

يهودي على رأس وزارة السياحة التونسية

الطرابلسي من الشخصيات النشطة في المجال السياحي

أبوظبي

عين رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد الاثنين، رجل الأعمال اليهودي روني الطرابلسي وزيرا للسياحة ليكون أول وزير يهودي في الحكومة منذ زمن الرئيس الحبيب بورقيبة.

ويعتبر روني من المدافعين الأشداء عن التعايش السلمي بين اليهود والمسلمين في تونس، وثالث شخصية يهودية تنال منصبا وزاريا بعد كل من البيرت بسيس عام 1955 واندريه باروش عام 1956.

وتقول منى بن حليمة، الكاتب العام المساعد للجامعة التونسية للفنادق ، إن تعيين وزير من ديانة يهودية يعتبر "أمرا إيجابيا جدا لصورة البلاد، وهذه رمزية ندعمها"، معبرة عن املها في أن "لا يتوقف ذلك عند الرمزية".

ويعيش نحو 1500 يهودي في جزيرة جربة، مسقط رأس روني. وقبل استقلال تونس كان يتواجد بالبلاد نحو 100 الف يهودي.

ويتمركز بجزيرة جربة كنس الغريبة الذي يديره والد روني ويستقبل سنويا آلاف الحجاج، يؤمونه من مختلف بقاع العالم لأداء مناسكهم خلال فصل الربيع.

ويعد الطرابلسي من الشخصيات النشطة والمعروفة بين أفراد جاليته، حيث يشرف منذ سنوات على تنظيم مراسم الحج اليهودي الى جربة، الذي بدأ يعرف اقبالا متزايدا.

وكانت حركة الحج تراجعت خصوصا بعد الهجوم الانتحاري بشاحنة ملغومة استهدف الغريبة عام 2002 وتبناه تنظيم القاعدة بالاضافة الى الهجمات المسلحة التي قتل فيها سياح عام 2015.

وتشبث الرجل البشوش الخمسيني بالحفاظ على تنظيم مراسم الحج اليهودي في منطقته وإعادة تنظيمه.

وقال روني في تصريح لخ خلال موسم الحج اليهودي في 2017 "كل الحجاج قبلوا بالذهاب (الى الحج) بالرغم من تحذيرات بعض الدول من تونس، اظن انهم شجعان ويعبرون عن حب تجاه تونس التي تعاملهم بالمثل". وتابع "لم نقطع التواصل، هناك وثاق حقيقي".

ولم يخض روني غمار الحياة السياسية غير انه تم تداول اسمه في الصحافة التونسية قبل التعديلات الوزارية السابقة وفي كثير من الأحيان.

وقال في تصريح له في قناة الحوار التونسي (خاصة) في رده على سؤال يتعلق باحتمال انضمامه لحزب سياسي "عندنا الكثير من الأحزاب السياسية ولكن إن كان هناك حزب اسمه تونس يعمل لاجله الكل جميعا اليد في اليد سألتحق به".

ورحب خبراء في قطاع السياحة في تونس بتعيين روني في منصب وزير وهو الرجل العارف بالقطاع.

وتابع روني دروسا في فرنسا بعد انهاء دراسته الثانوية في جربة وأسس وكالة "رويال فيرست ترافل" عام 1990 والتي تنقل سنويا نحو 300 الف سائح فرنسي الى تونس وفقا لمواقع متخصصة. ولروني ثلاثة اطفال ويتنقل بين باريس وتونس وجربة وتقلد مهاما في الجامعة التونسية للفنادق.

وتؤكد بن حليمة على أن روني "شخص يعرف كل القائمين على الفنادق، ونأمل في مقاربة اكثر ابداعا واقل صلابة وعملا في العمق مع وزارة النقل".

كما بينت أنه مع اقتراب الانتخابات التشريعية والرئاسية من الممكن ألا يشغل منظم الرحلات والوزير الجديد منصبه "أكثر من بضعة شهور فقط".