الصحافي المغربي..

القضاء المغربي يدين بوعشرين بالاعتداء الجنسي والاتجار بالبشر

تصل الى أكثر من أربعين ألف يورو

واشنطن

حكم القضاء المغربي ليل الجمعة السبت بسجن الصحافي توفيق بوعشرين 12 سنة لإدانته بارتكاب "اعتداءات جنسية" وفق ما أفاد وكيل الدفاع عنه محمـد زيان.
وكان بوعشرين معتقلا منذ إيقافه في 23 شباط/فبراير الفائت في الدار البيضاء بمقرّ جريدة "أخبار اليوم" التي يتولى إدارتها، ووجّهت إليه اتهامات بارتكاب جنايات الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي وهتك عرض بالعنف والاغتصاب ومحاولة الاغتصاب والتحرش الجنسي واستعمال وسائل للتصوير والتسجيل.
وحكمت المحكمة بمنح تعويضات مالية لـ8 ضحايا، تتراوح بين 100 و500 ألف درهم (بين 9000 و46 ألف يورو)، بينهن ثلاث سيدات اعتبرتهن ضحايا جريمة الاتجار بالبشر.
وقال عضو دفاع الطرف المدني محـمد كروط لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ هذه التعويضات "لا تناسب حجم الأضرار التي لحقت بالضحايا".
واستند الاتّهام إلى شكويَين من امرأتين تتّهمان الصحافي بالاعتداء عليهما جنسيًا، إضافة إلى تصريحات ثلاث سيّدات أخريات أكّدن التعرّض لاعتداءات من طرفه، فضلاً عن 50 شريط فيديو أعلنت النيابة العامة ضبطها في مكتب بوعشرين لدى توقيفه وتعتبرها أدلّة إدانته.

50 شريط فيديو أعلنت النيابة العامة ضبطها في مكتب بوعشرين لدى توقيفه وتعتبرها أدلّة إدانته

وعرضت المحكمة في جلسات مغلقة هذه الفيديوهات التي أظهرت "مشاهد فظيعة" و"محاولة اغتصاب"، بحسب ما أفاد محام ينوب عن المشتكيات.
في المقابل، ظلّ بوعشرين ينكر صلته بهذه الفيديوهات، قائلاً إنّ محاكمته "سياسية".
وأخضع الدرك الملكي هذه الفيديوهات لخبرة تقنيّة بطلب من النيابة العامة ودفاع المطالبات بالحق المدني، خلُصت إلى أنها غير مفبركة. لكنّ دفاع بوعشرين اعتبر أنّ الخبرة "لم تؤكّد أنه هو الذي يظهر فعلا في هذه الفيديوهات".
وأكّدت خمس سيّدات أثناء الاستماع إليهنّ من القاضي تعرّضهن لاعتداءات جنسية، بينهنّ ثلاث ظهرن في بعض الفيديوهات التي عرضتها المحكمة. بينما أنكرت أربع سيّدات وردت أسماؤهن في اللائحة الاتهامية تعرّضهن لأيّ اعتداء، وقد أحضرت الشرطة ثلاثًا منهنّ للإدلاء بأقوالهن بأمر القاضي.
وأدانت محكمة الاستئناف هذا الأسبوع إحداهنّ بالسجن النافذ 6 أشهر، بسبب "البلاغ الكاذب والقذف" لكونها اتهمت الشرطة بتحريف أقواله،. في حين لم تحضر خمس سيّدات أخريات وردت أسماؤهنّ في لائحة الاتّهام إلى المحكمة للإدلاء بأقوالهن.
وقضت المحكمة في النهاية بمؤاخذة المتّهم على ارتكاب الأفعال المنسوبة إليه في حقّ 8 ضحايا.
وأثارت هذه التطوّرات التي شهدتها المحاكمة ردود أفعال متباينة، واستقطبت اهتمام الرأي العام والإعلام في المغرب على مدى أشهر.
وقضايا الاعتداء الجنسي نادرة في المغرب، خصوصاً بسبب خشية الضحايا على سمعتهنّ في بلد محافظ.