لقاء باريس..

هل روسيا ستسمح لإسرائيل باستئناف عملياتها في سوريا؟

لقاء نتنياهو وبوتين قد يفضي إلى كسر الجليد الذي أحاط بالعلاقة بين الجانبين

دمشق

التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في العاصمة الفرنسية باريس الأحد، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد شكوك في أن يتم اللقاء على خلفية موقف روسيا من حادث إسقاط إحدى طائراتها في سوريا في سبتمبر الماضي، والذي حمّلت مسؤوليته للجانب الإسرائيلي.

ووصف نتنياهو اللقاء الذي جرى على هامش الاحتفال بالذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى بـ”المهم للغاية”.

وقال للصحافيين بعد الاحتفال “الحديث مع الرئيس بوتين كان جيدا وعمليا. بل قد أصفه بأنه مهم للغاية”.

ويرجح مراقبون أن يكون اللقاء قد ركز على إزالة التوتر الذي برز على خلفية إسقاط الطائرة الروسية، وقد يفتح المجال أمام عودة التنسيق بين روسيا وإسرائيل في سوريا، وهو ما يسعى إليه نتنياهو.

وشهدت العلاقة بين روسيا وإسرائيل توترا بعد إسقاط مضادات دفاع سورية طائرة استطلاع روسية من نوع “إيل 20” إثر تصديها لغارات جوية إسرائيلية قبالة السواحل السورية فوق البحر المتوسط.

وأدى الحادث إلى مقتل 15 عسكريا روسيا، وألقت موسكو بالمسؤولية على سلاح الجو الإسرائيلي، الذي قالت إنه تعمد اتخاذ الطائرة غطاء لتجنب الضربات السورية، فضلا عن كون وزارة الدفاع الإسرائيلية لم تبلغ غرفة التنسيق بالغارات إلا قبل دقيقة واحدة، الأمر الذي حال دون تفادي الحادثة.

ونفت إسرائيل أن يكون لها أي شأن في ما حصل مؤكدة أن سقوط الطائرة جاء بعد عودة الطائرات الإسرائيلية إلى قواعدها.

وأفضت الحادثة إلى تعليق روسيا التنسيق مع إسرائيل في سوريا، كما قامت بتزويد الجيش السوري بمضادات دفاع متطورة “أس.300”. ومنذ ذلك الحين تجنبت إسرائيل توجيه أي ضربات إلى الداخل السوري، في ما بدا محاولة لعدم زيادة التوتر مع موسكو.

وسربت وسائل إعلام إسرائيلية الأيام الماضية معلومات مفادها أن المحادثات الروسية الإسرائيلية تشهد تعثرا، لجهة فرض روسيا شروطا جديدة من بينها إعلامها قبل وقت طويل نسبيا بأي غارة على أي موقع في سوريا، الأمر الذي ترفضه تل أبيب بشدة لأن ذلك سيمكن الأطراف المستهدفة -وهي إيران وميليشياتها- من التحرك وتجنب الضربات.

ومنذ انخراطها المباشر في سوريا عام 2015 حرصت روسيا على التنسيق مع إسرائيل لتفادي أي حوادث بينهما.

وتقوم إسرائيل منذ عام 2013 بتوجيه ضربات تستهدف أساسا مواقع لإيران وذراعها الأبرز حزب الله اللبناني في مناطق عدة في سوريا، حيث أنها ترى في الوجود الإيراني هناك تهديدا خطيرا لأمنها القومي.

وقد أدت حادثة “إيل 20” إلى إعادة خلط الأوراق مجددا بالنسبة لإسرائيل، خاصة وأن الكرملين لم يبد أي نية لتليين موقفه لجهة عودة التنسيق فضلا عن تعاطيه ببرود مع طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد لقاء بينه وبين بوتين لحل الأزمة.

وكان نتنياهو قد صرح قبيل مغادرته باريس بعدم نيته إجراء أي محادثات مع الرئيس بوتين على هامش مراسم الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى.

وعزا نتنياهو الأمر إلى احترامه طلب الجانب الفرنسي عدم عقد أي مباحثات جانبية خلال احتفالات باريس، لتفادي التقليل من أهمية الحدث، بيد أن وسائل إعلام إسرائيلية شككت في رواية نتنياهو.

ويرجح مراقبون أن يكون لقاء باريس قد كسر الجليد الذي أحاط بالعلاقة بين الطرفين، في الفترة الأخيرة بيد أنه لا يمكن الجزم بما إذا كانت روسيا ستقبل عودة الضربات الإسرائيلية في سوريا حسب الاتفاق السابق.