تشيلسي يتراجع في صراع المنافسة..

مانشستر يلقن جاره اللدود درسا في الأداء الكروي

قوة ضاربة

لندن

اكتسح مانشستر سيتي جاره مانشستر يونايتد بثلاثية مقابل هدف وحيد على ملعب الاتحاد، في قمة مباريات الجولة الثانية عشرة من الدوري الإنكليزي.

يبدو سيتي هذا الموسم يحلق في سرب بمفرده، ولا سيما على صعيد الأداء الهجومي وغزارة الأهداف. وعلى سبيل المقارنة، يبلغ فارق الأهداف (بين تلك التي سجلها وتلقاها) لسيتي 29 هدفا، في مقابل فارق هدف واحد ليونايتد.

وعلى الرغم من أن يونايتد حسن نتائجه في المباريات الأخيرة، إلا أن انتصاراته غالبا ما تأتي بعد تأخر، ويتداخل فيها الأداء والحظ وفشل المنافس في استغلال الفرص، ويتواصل البحث عن أداء مقنع ثابت.

وفي مقارنة شخصية بين المدربين، خسر غوارديولا أمام مورينيو خمس مرات في 21 مواجهة بينهما. ولعل أبرز خسارة للمدرب الإسباني أمام البرتغالي تعود إلى لقاء على ملعب الاتحاد أيضا في الموسم الماضي ضمن الدوري الممتاز، وذلك بنتيجة 2-3 بعدما تقدم سيتي بثنائية نظيفة.

بعد ذاك الفوز الذي أرجأ تأجيل سيتي بلقبه الثالث منذ 2012، قال مورينيو “السؤال هو ما إذا كنا قادرين على اللحاق بهم الموسم المقبل”. بعد سبعة أشهر، لعل مورينيو يدرك الإجابة، ويجاهر بها.

وقال البرتغالي “بلوغ مستوى يوفنتوس؟ مستوى برشلونة؟ مستوى ريال مدريد؟ مستوى مانشستر سيتي؟ كيف يمكننا أن نصل إلى هذا المستوى؟ (…) الأمر ليس سهلا. نعمل بما لدينا” من لاعبين وإمكانات.

مانشستر سيتي يبدو أنه يحلق في سرب بمفرده هذا الموسم، ولا سيما على صعيد الأداء الهجومي وغزارة الأهداف

 إزاء تململه من أداء إدارة ناديه المملوكة من عائلة غلايرز الأميركية في سوق الانتقالات، يسترق مورينيو النظر إلى الدعم الذي لقيه غوارديولا من إدارة فريق سيتي المملوك من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، والتي استثمرت منذ أعوام مئات الملايين للتعاقد مع اللاعبين. لكن ما لا يقر به مورينيو، هو أن معظم تعاقدات غوارديولا حققت نجاحا مع النادي، في حين يعاني هو لاستخراج الأفضل من لاعبين اختارهم بنفسه، وكانوا يقدمون أداء أفضل في أنديتهم السابقة.

المثال الأبرز على ذلك هو التشيلي أليكسيس سانشيز الذي تعاقد معه يونايتد في يناير 2018 من أرسنال الإنكليزي، بعد منافسة شرسة على خدماته مع… مانشستر سيتي نفسه.

قوة ضاربة

واعتمد غوارديولا على قوته الضاربة وأسلحته الفتاكة من أجل حسم الأمور مبكرا أمام اليونايتد بالرهان على قدرات الهداف الأرجنتيني أغويرو الذي يقدم موسما طيبا. ويلعب غوارديولا بأربعة لاعبين خلف أغويرو هم رحيم سترلينغ الجناح المتميز وليروي ساني أو رياض محرز مع دافيد سيلفا وبرناردو سيلفا كصانعَي لعب.

ويعوّل المدرب الإسباني على قدرات اللاعب البرازيلي فرناندينو على التغطية، وإفساد هجمات المنافسين مع رباعي الدفاع كايل والكر وجون ستونز وإيمريك لابورت وبنيامين ميندي مع الحارس البرازيلي إديرسون.

في المقابل استعاد مانشستر يونايتد جانبا من بريقه بعد الفوز المهم على يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا، خاصة أن الفريق كان في طريقه لتلقي هزيمة جديدة، ولكنه قلب الطاولة.

ويعتمد المدرب مورينيو على طريقته 4-2-3-1 بالرهان على المهاجم الصاعد ماركوس راشفورد أو البلجيكي روميلو لوكاكو كرأس حربة مع أنتوني مارسيال وجيسي لينجارد وخوان ماتا في ظل احتمالات عدم البدء بالفرنسي بول بوغبا للإصابة.

وفي مباراة أخرى سقط تشيلسي في فخ التعادل السلبي أمام ضيفه إيفرتون، وحقق ليفربول فوزا سهلا الأحد على ضيفه فولهام 2-0. ورفع ليفربول بالفوز التاسع له هذا الموسم (مقابل ثلاثة تعادلات)، رصيده إلى 30 نقطة في الصدارة، بفارق نقطة واحدة عن سيتي، ونقطتين عن تشيلسي الذي كان ثانيا أمام الفريق الأحمر بفارق الأهداف.

في المباراة الأولى على ملعب ستامفورد بريدج في لندن، نجح إيفرتون في إيقاف صحوة تشيلسي وحرمه من تحقيق فوزه الثالث تواليا فتراجع إلى المركز الثالث. وضغط تشيلسي بقوة في أغلب فترات المباراة وسنحت لمهاجميه أكثر من فرصة للتسجيل دون جدوى خصوصا بفضل تألق حارس المرمى الدولي جوردان بيكفورد.

وكانت أبرز فرص الفريق اللندني تسديدة من مسافة قريبة للإسباني ألفارو موراتا أبعدها الحارس الدولي جوردان بيكفورد ببراعة إلى ركنية، ثم انفراد البرازيلي ويليان إثر تلقيه كرة خلف الدفاع فسددها زاحفة من حافة المنطقة بجوار القائم الايمن.

وأنقذ بيكفورد مرماه من هدف عندما أبعد كرة ساقطة ارتطمت بقدم مدافعه الكولومبي العملاق ييري مينا إثر تسديدة قوية للدولي البلجيكي إدين هازار، ورد القائم الأيسر كرة قوية على الطائر لهازارد من داخل المنطقة.

في المقابل، كانت أخطر فرصة الضيوف إهدار البرازيلي برنار التقدم عندما تلقى كرة عرضية أمام المرمى من ثيو والكوت ففقد توازنه ولعبها بجوار القائم الأيمن.

على ملعب “أنفيلد رود”، سجل الدوليان المصري محمد صلاح  والسويسري شيردان شاكيري  الهدفين. وسيطر ليفربول على مجريات المباراة، إلا أنه انتظر طويلا لتسجيل الهدف الأول بعدما أض اع سلسلة من الفرص في الدقائق الـ40 الأولى.

وقام الفريق الأحمر بسلسلة محاولات نحو مرمى الحارس الإسباني سيرجيو ريكو، منها تسديدة للسنغالي ساديو ماني أتت بعيدة عن القائم الأيسر بعدما فشل صلاح في تحويل مسارها، وتسديدة بعيدة المدى من شاكيري مرت بجانب القائم نفسه.

كما أنقذ ريكو تسديدة قوية من صلاح من مسافة قريبة بعد انفرادية خطرة، وأخرى في الدقيقة 21، وبينهما حطت محاولة بالرأس لترينت ألكسندر-أرنولد على سقف المرمى.

إيفرتون نجح في إيقاف صحوة تشيلسي وحرمه من تحقيق فوزه الثالث تواليا فتراجع إلى المركز الثالث

وشهدت الدقيقة 41 تبادلا سريعا في مجريات اللعب، إذ بدأت بهدف رأسي ملغى للاعب فولهام الصربي ألكسندر ميتروفيتش بداعي التسلل.

 وفي حين كان لاعبو فولهام في طور الاحتجاج، سارع حارس ليفربول البرازيلي أليسون إلى لعب الكرة، وحولها إلى ألكسندر-أرنولد الذي انطلق سريعا على الجهة اليمنى، ومررها بينية متقنة إلى صلاح المنطلق سريعا بدوره على الجهة نفسها، ليكسر التسلل ويتقدم إلى منطقة جزاء فولهام، ويسددها أرضية في مرمى ريكو قبل أن يلحق به المدافعون.

وأقدم فولهام في الوقت المتبقي من الشوط على بعض المحاولات التي لم يعان أليسون في التعامل معها، مثل تسديدة لميتروفيتش. وواصل ليفربول الضغط في الشوط الثاني، وسجل هدفا ثانيا عبر شاكيري الذي استغل بطريقة رائعة كرة عرضية من أندرو روبرتسون من الجهة اليسرى، وحولها بيسراه إلى الزاوية اليمنى لمرمى فولهام.

إشادة واسعة

وأشاد مدرب ليفربول الألماني يورغن كلوب بردة الفعل الرائعة للاعبيه عقب الهدف الملغى لفولهام، مشيرا إلى أنه غير متأكد ممّا إذا كان الحكام على حق في إلغاء هدف فولهام، وقال “رأيت العملية مرة واحدة، ولست متأكدا مما إذا كان متسللا أم لا”.

وأضاف “لم يحتسب لنا هدف في المباراة ضد أرسنال عندما سجلنا هدفا أكثر وضوحا. لا أريد مقارنته ولكن لا يمكنك تغيير القرار”.