74 مليون درهم لتأهيل 14 مرفقاً صحياً في عدن

«الهلال» تعيد الحياة لمستشفيات عدن

مستشفى الجمهورية التعليمي

الاتحاد (أبوظبي)

تضع الإمارات بصمة قوية ومميزة في مدينة عدن سواء من خلال مشروعات إعادة إعمار ما هدمه الانقلاب الحوثي من مبانٍ ومدارس، أو إصلاح الشبكة الكهربائية، ولكن يبقى القطاع الصحي هو أهم القطاعات التي يحتاجها أكثر من 760 ألفا من أهالي عدن، خاصة مع ظهور أمراض وأوبئة، مثل حمى الضنك، أو احتياج مرضى الكلى إلى عمليات الغسيل، وقد نجح الهلال الأحمر الإماراتي، الذي يقوم بدور حيوي وتنموي في المدينة، في إعادة إحياء القطاع الطبي من خلال تأهيل وتجهيز 14 مرفقاً صحياً منها خمسة مستشفيات كبرى وتسع عيادات ومراكز صحية بتكلفة 74 مليون درهم.

اهتمت هيئة الهلال الأحمر بمستشفى الجمهورية التعليمي الذي يعد من أكبر المؤسسات الصحية في عدن، حيث توقف عن العمل في 27 أبريل 2015م، وبعد تحرير عدن امتدت يد الإمارات لإصلاح ما أفسده الانقلاب الحوثي، وخصصت 35 مليون درهم لمشروع إعادة تأهيل المستشفى، وأنجزت المرحلة الأولى من المشروع بتكلفة 1.7 مليون درهم لترميم وصيانة الطابقين الأول والثاني، فيما تتضمن المرحلتان الثانية والثالثة تأهيل الطابق الثالث والرابع، بالإضافة إلى مرافق المستشفى ومبنى الحوادث والطوارئ حتى يعمل المستشفى ويقدم الخدمة الصحية المطلوبة.

وأشاد مدير مستشفى الجمهورية الدكتور أحمد سالم الجرباء بالدور الكبير الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة لإعادة الحياة لمستشفى الجمهورية منذ شهر سبتمبر 2015م من خلال تنفيذ مشروع إعادة تأهيل وتأثيث المستشفى، وأوضح أنه تم إنجاز العمل في الطابق الأول والثاني من مبنى المستشفى ضمن المرحلة التي شملت توسعة وتأهيل خمسة عنابر رئيسة، سعة الواحد منها: 20 سريراً إضافة إلى عنبر الطوارئ بسعة 26 سريراً ومجمع العمليات الذي يضم 6 غرف إلى جانب غرف التعقيم، و6 غرف للمختبر، و10 مكاتب إدارية ورفع الطاقة الاستيعابية للمستشفى إلى 150 سريراً، بينما تتضمن المرحلة الثانية تأهيل وترميم الطابقين الثالث والرابع.

وفي مواصلة للدور الإماراتي الإنساني تجاه كافة الشرائح الاجتماعية بشكل عام، ومرضى الفشل الكلوي بشكل خاص، حرص الهلال الأحمر على أن يكون أول الأقسام التي تعود للعمل في المستشفى هو قسم الغسيل الكلوي، وساهمت تلك اللمسة في إنقاذ حياة العشرات من مرضى الفشل الكلوي في مستشفى الجمهورية والذين كانوا ينتظرون الموت سواء من انقطاع جلسات العلاج أو آلة الحرب الحوثية.

تقول رئيسة قسم الكلى في مستشفى الجمهورية الدكتورة أمل أحمد سالم إن قسم الكلى من أول الأقسام التي باشرت العمل قبل استئناف عمل المستشفى بشكل كامل، وتكفل أحد فاعلي الخير بتكلفة تشغيل القسم، الذي استقبل أول حالة في الثاني من أغسطس 2015م، وأوضحت أن القسم يستقبل 250 حالة من محافظات عدن ولحج وأبين والضالع وشبوة، ويعمل القسم أيضاً على توفير الأدوية والمستلزمات الطبية للحالات، كما يستقبل أحياناً بعض الحالات من محافظة تعز، وذلك رغم قلة الأدوية والمستلزمات المتوفرة لدى القسم.

وأشادت الدكتورة أمل «بدور الهلال الأحمر الإماراتي في سرعة الاستجابة للاستغاثة الطارئة التي طلبها القسم للمساهمة في تحسين عمله من خلال توفير ثلاثة خزانات مياه سعة 10 آلاف لتر وتوفير عدد من الأدوية والمستلزمات، والمعدات الخاصة بمرضى الكلى وزارعي الكلى، وبعض الأجهزة، والعلاجات، والمستلزمات التي يحتاجها القسم، حيث أرسل الهلال الأحمر الإماراتي كميات من معدات الغسيل، منها: الأنابيب، والقساطر، والبيكربونات، والمرشات».

وأشارت إلى أن الصعوبات التي يواجهها القسم في العمل لا تتعدى وجود بعض المعدات لا تناسب مقياس الأجهزة في القسم، بالإضافة إلى أن الكميات متفاوتة وغير متساوية، مما يصعب من استخدامها بالطريقة الصحيحة والمناسبة للمرضى.

ودعت الدكتورة نبيهة الجهات الداعمة إلى توسيع المركز لاستقبال الأعداد الجديدة من الحالات المرضية لغسيل وزارعي الكلى وتوفير الأدوية والمعدات والمستلزمات الخاصة بالغسيل والزراعة بالشكل المطلوب المتساوي مع تبعيتها، بالإضافة إلى إنشاء مختبر تابع لقسم غسيل الكلى لتوفير الوقت اللازم للمرضى في عمل الفحوصات المطلوبة بأقل التكاليف وبناء مركز خاص بالمسالك البولية باعتباره مرتبط بالقسم.

يقول الدكتور سالم الشبحي مدير قسم الحوادث والطوارئ إن دولة الإمارات العربية المتحدة تقوم بدور بارز في إعادة الحياة لأقسام المستشفى وخاصة قسم الحوادث والطوارئ، ولا يزال العمل جارياً في مشروع إعادة تأهيل وترميم مبنى الحوادث والطوارئ خاصة عملية الترميم، والمتعلقة بالجوانب الفنية والمعمارية من تمديدات، وتقوية وخلع مواد واستبدالها بأخرى وتطوير وتحسين المبنى.

وذكر مدير القسم «إن قسم الحوادث والطوارئ يستقبل يومياً نحو 250 حالة مرضية، مما يشكل ضغطاً كبيراً خاصة أن القسم يعمل في مكان مؤقت داخل مبنى المستشفى لا يسمح باستقبال الحالات المرضية الطارئة، داعياً الجهات المنفذة للمشروع بسرعة إنجاز العمل في قسم الطوارئ وتأثيثه بالمعدات المطلوبة والأجهزة الخاصة، مثل: جهاز الايكو والمقطعية، وتوفير مولد كهربائي خاص للقسم».

ومن أهم إنجازات هيئة الهلال الأحمر افتتاح قسم الحميات «حمى الضنك في مستشفى الجمهورية»، ولم يتوقف الدور الإماراتي على إعادة الإعمار فقط، بل تعدى ذلك إلى تأهيل وتدريب الكوادر البشرية، ليتمكن قسم الحميات من القيام بدوره.

أوضحت منسقة مشاريع الهلال الأحمر الإماراتية الدكتورة إشراق ربيع أحمد السباعي أن القدرة الاستيعابية لقسم الحميات «حمى الضنك» تصل إلى 20 سريراً وتتوفر فيه أدوية مكافحة الحمى التي تصرف للحالات المصابة مجاناً.

وذكرت الدكتورة إشراق «أن هذا القسم يلبي استغاثات المواطنين من انتشار أمراض الحميات في عدن والمحافظات المجاورة، حيث بدأ العمل على هذا القسم ضمن عمل مشترك بين كلية الطب ومستشفى الجمهورية التعليمي وقسم الحميات والوبائيات في مكتب الصحة العامة والهلال الأحمر الإماراتي الذين بذلوا جهوداً طبية في افتتاح القسم وتخفيف معدل الإصابات والوفيات جراء أوبئة الحميات».

وأضافت أن القسم افتتح بعد تدريب نخبة من الكوادر الصحية من مكتب الصحة بعدن وكلية الطب بالجامعة حول الأوضاع الصحية السيئة التي أدت إلى وتفشي حمى الضنك وكيفية التشخيص السليم واختيار العلاج المناسب وتوفيره ضمن تجهيزات القسم، وأكدت أن القسم يقدم خدمة سريعة وكفاءة عالية من خلال كادر مدرب.