مقتل خاشقجي..

واشنطن: لا مسؤولية لولي العهد السعودي في مقتل خاشقجي

تركيا تذهب بعيدا في استثمار مقتل خاشقجي للتنفيس عن أزماتها الداخلية

واشنطن

أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الثلاثاء نقلا عن جهات استمعت إلى التسجيل الصوتي المرتبط بقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية الرياض باسطنبول أنه لا يشير إلى مسؤولية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالعملية.

وأفادت تركيا في وقت سابق أنها اطلعت مسؤولين في عدة عواصم بينها الرياض وواشطن على التسجيلات المرتبطة بعملية قتل خاشقجي الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة "واشنطن بوست"، لكنه لم يكن معارضا كما تدّعي بعض الجهات.

لكن فرنسا ردّت على استغلال تركيا للقضية وقالت إنه يبدو ان هناك لعبة سياسية. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان الاثنين إن فرنسا ليست بحوزتها تسجيلات تتعلق بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي على حد علمه.

وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان السبت الماضي، إنه تم تسليم التسجيلات لفرنسا وألمانيا وبريطانيا لكن لو دريان أشار في مقابلة مع القناة الثانية الفرنسية إلى أن الأمر ليس كذلك على حد علمه.

وردا على سؤال عما إذا كان أردوغان يكذب قال لو دريان "يعني هذا أن لديه لعبة سياسية في هذه الظروف".

واختفى خاشقجي بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول للحصول على وثائق لإتمام زواجه من خطيبته التركية.

وأعلنت الرياض لاحقا أن الصحافي البالغ من العمر 59 عاما قتل في القنصلية في عملية نفذها "عناصر خارج إطار صلاحياتهم" ولم تكن السلطات على علم بها.

وفي تصريحات أدلى بها للصحافيين على هامش قمة إقليمية في سنغافورة، سئل إن كان من الممكن القول إن التسجيل لا يحتوي على ما يشير إلى مسؤولية الأمير محمد.

وقال بولتون "لم أستمع بنفسي إلى الشريط لكن تقييم الأشخاص الذين استمعوا إليه يشير إلى صحة ذلك".

وأثارت عملية قتل خاشقجي تكهنات واسعة بشأن مدى علم ولي العهد السعودي إن كان على علم بأي شيء، عن العملية.

وسبق أن نفت الرياض نفيا قاطعا أي علم للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بالعملية التي أثارت جدلا واسعا.

وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أشار إلى أن الأمر بقتل خاشقجي صدر من "أعلى المستويات" في الحكومة السعودية دون أن يشير بأصابع الاتهام مباشرة إلى ولي العهد.

ووظفت تركيا قضية مقتل خاشقجي لأغراض سياسية واقتصادية  في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس التركي ضغوطا داخلية شديدة.

وكانت مصادر قد أشارت بالفعل إلى أن أنقرة صعّدت في قضية مقتل خاشقجي منذ البداية لإلهاء الأتراك عن الأزمة الداخلية السياسية والاقتصادية وقد تعمدت تسليط الضوء بكثافة على تلك الجريمة أيضا للفت انتباه العالم عن انتهاك الرئيس التركي لحقوق الإنسان ضمن مسعاه للتفرد بالسلطة.

وقد خفت ضجيج قضية مقتل خاشقجي في الفترة الأخيرة خاصة مع اتخاذ السعودية إجراءات سريعة لمحاسبة الجناة والمقصرين بعد اعتقال 18 شخصا يشتبه بتورطهم في قتل الصحافي السعودي وإقالة ستة آخرين، لكن تركيا تعمدت مجددا إثارة القضية عبر إعلانها اطلاع جهات دولية بينها الولايات المتحدة وكندا وفرنسا بمحتوى تسجيلات تتعلق بالجريمة.  

وذكرت صحيفة نيو يورك تايمز أن أحد أعضاء الفريق السعودي الذي نفذ العملية في القنصلية قال لشخص أعلى رتبة منه عبر الهاتف "أبلغ سيّدك"، الذي دارت شبهات بأنه قد يكون الأمير محمد بن سلمان، أن العملية تمت.

لكن ما تحدثت عنه الصحيفة الأميركية لا يشير أيضا إلى أن المعني بكلمة "سيدك" هو الأمير محمد.

وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي أن الرئيس دونالد ترامب طالب السعوديين بإجراء تحقيق كامل ومحاسبة المسؤولين عن العملية.

وقال "أوضح الرئيس بشكل لا لبس فيه أنه يتوقع بأننا سنحصل على الحقيقة من السعوديين وأن الملك وولي العهد التزما بذلك خلال المحادثات التي أجرياها مع الرئيس".

لكن ترامب أكد كذلك على أهمية العلاقات التجارية والإستراتيجية وتلك المتعلقة بالأمن القومي مع السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.

كما أكد أيضا على ضرورة الفصل بين قضية مقتل خاشقجي ومسألتي الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة وصفقات السلاح للمملكة.