مساع لخلق ازمة غذائية..

الحوثي يضع سكان الحديدة أمام وصفة قاتلة

أزمة غذاء في الحديدة

وكالات

يصارع سكان مدينة الحديدة، غربي اليمن، سلسلة أزمات خانقة، وسط مؤشرات على كارثة إنسانية تحيط بالأهالي مع انعدام المواد الغذائية الضرورية وارتفاع أسعارها إلى أضعاف كثيرة، بجانب توقف عديد من المشافي عن تقديم الخدمات الطبية.

 

في الأثناء، ارتفعت موجة نزوح السكان، من مدينة الحديدة، مع تعمد ميليشيا الحوثي التحصن داخل الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية، وتحويل عديد من المباني والمنازل إلى ثكنات لمسلحيها ومعداتها القتالية.

 

وتفيد المعلومات بنزوح قرابة ألف وخمسمائة أسرة إلى خارج الحديدة، وبحسب الهيئة التنفيذية للنازحين فقد تم إيواء 30 أسرة فقط في مدرسة حكومية بالعاصمة صنعاء.

 

في حين تفترش مئات الأسر النازحة الشوارع والأرصفة في صنعاء، وتصارع قسوة النزوح في العراء من دون أية معونات غذائية أو إيوائية لأفرادها، حد أن الأطفال صاروا عرضة للجوع في مناطق النزوح.

 

ونزحت عشرات الأسر من المناطق القريبة من خطوط المواجهة في مدينة الحديدة، الى خارج المحافظة، خاصة في حي الحالي والسلخانة، بالتزامن مع موجة ارتفاع كبيرة في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية بفعل احتكار التجار، حيث وصل سعر كيس الدقيق إلى خمسة عشر ألف ريال.

 

ووصلت عشرات الأسر النازحة إلى مديريتي الضحي وباجل وكذا إلى مديرية المنصورية، وتفترش العراء.

 

ولم تقتصر موجة النزوح إلى خارج الحديدة، بل إن هناك نزوحاً داخلياً كبيراً للأسر إلى المناطق البعيدة من المواجهات، وتشير الإحصائيات إلى نزوح 1300 أسرة من مديرية الحوك، إلى مناطق داخل المدينة خلال الأيام الأخيرة.

 

توقف حركة النقل الداخلي

 

لا يستطيع المواطن في مدينة الحديدة التحرك بشكل طبيعي، داخل المدينة، فالشوارع مقطوعة بحفريات ميليشيا الحوثي وأنفاقها القتالية، كما أن الحوثيين أغلقوا العديد من الشوارع بوجه السكان.

 

في المقابل، تشهد مدينة الحديدة توقفاً شبه تام لحركة وسائل النقل بسبب انعدام المشتقات النفطية، مع ارتفاع أجور النقل للمواطنين إلى أضعاف.

 

إغلاق مستشفيات في وجه المدنيين

 

تعج مستشفيات الحديدة، بجرحى ميليشيا الحوثي، وسط أزمة كبيرة ونقص في المواد الطبية والأدوية والكادر الصحي.

 

وقالت مصدر طبية ، إن غالبية الأطباء غادروا مدينة الحديدة، فيما أغلقت عديد من المستشفيات مع اقتراب المواجهات.

 

وبحسب المصادر، فإن مركز الحوباني ومستشفى الثورة توقفا عن تقديم الخدمات الطبية، فيما تحتكر ميليشيا الحوثي مستشفى العلفي والمستشفى العسكري لمعالجة مسلحيها.

 

في حين أعلنت مؤسسة طوعية عن تخصيص مستشفيات 22 مايو والحديدة والأمل العربي لاستقبال الجرحى من الأطفال في المدينة، بدعم من منظمة DRC وتمويل اليونيسيف.

 

ضحايا مدنيون بالرصاص الراجع

 

سجلت مدينة الحديدة، سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح جراء راجع العيارات النارية التي تطلقها ميليشيا الحوثي من داخل الأحياء السكنية بما في ذلك راجع مضادات الطيران.

 

وذكر مصدر طبي أن عشرات المدنيين، غالبيتهم نساء وأطفال، يصابون ويُقتلون بشكل يومي، بفعل شظايا المقذوفات الراجعة في أنحاء متفرقة من المدينة.

 

أزمة غذاء

 

يعيش سكان مدينة الحديدة، على وقع مخاوف كبيرة من نفاد مخزون الأسر من المواد الغذائية، إلى جانب عدم قدرتهم على اقتناء حاجتهم من الطعام مع الغلاء الجنوني في الأسعار وانعدام بعض المواد الغذائية من محال البيع.

 

وذكر سكان أن بعض تجار الجملة يقومون بإخفاء المواد الغذائية الضرورية واحتكارها من دون أدنى مراعاة للوضع المعيشي الصعب الذي يرزح تحت وطأته غالبية السكان نتيجة توقف ميليشيا الحوثي عن صرف مرتبات الموظفين منذ عامين ونيف على التوالي.

 

وإلى جانب معاناة الفقر والخوق والقلق، تواصل ميليشيا الحوثي التضييق على سكان مدينة الحديدة، حيث قطعت خدمة الانترنت الأرضي بشكل كامل في المدينة، بعد قطع خدمة الانترنت عبر شبكات الهاتف المحمول.

 

كما تشن ميليشيا الحوثي، حملات مداهمات واختطافات طالت العشرات من الشباب بتهم كيدية، خلال الأيام الماضية، حيث تعرض عديد من الشباب للخطف وزج بهم في السجون.