معاناة مستمرة..

قصة "أسرة تهامية" فرت من بطش المليشيات في الحديدة

مليشيات الحوثي مارست كل أشكال الظلم بحق سكان الحديدة

الحديدة

في مبنى سكني يحمل آثار طلقات نارية كشاهد على ضراوة الاشتباكات قبل تحريره من قبضة المليشيات الكهنوتية قبل نحو عامين تقطن أسرة تهامية فرت من بطش المليشيات السلالية في زبيد لتستقر في حي الجحملية الواقع جنوب شرق مدينة تعز.

 

يقول رب الأسرة على سليمان إن مليشيات الكهنوت مارست كل أشكال الظلم بحق سكان الحديدة، لكن أكثر الممارسات بشاعة هي إجبار المدنيين على القتال في صفوفها.

 

يضيف سليمان بحسرة على زملاء ومعارف له قضوا نحبهم في المحارق العبثية " إن مليشيات الحوثي استخدمت كل الوسائل للدفع بأبناء تهامة إلى الهلاك وعندما قاوموا ذلك كانت تهددهم بالتجنيد الإجباري.

 

يصف سليمان الوضع الإنساني في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات بالأصعب، والمقلق لأرباب الأسر من أن يتم إجبارهم أو أبنائهم بالقوة للمشاركة في معارك خاسرة. فالمصير الذي ينتظرونه معروف مسبقا كما أن المشاركة في معركة لا أحد مؤمن بها هو أمر غير منطقي وينطوي على مخاطر.

 

ونقلت وسائل اعلام يمنية عن سليمانه قوله انه خلال السنوات الماضية كان أبناء تهامة يعيشون في سلام لكن قدوم المليشيات جلبت لهم كل أنواع المآسي.

 

يضيف بحسرة أن أسراً فقيرة عدة أجبرت تحت وقع الحاجة على الدفع بأبنائها للقتال في صفوف المليشيات، أملا في الحصول على راتب شهري أو معونات غذائية، لكن في الواقع أيا منهما لم يتحقق، فيما أغلب من انخرطوا في صفوفها قتلوا.

 

رفض سليمان عروضاً عدة تقدمت بها المليشيات الكهنوتية عبر شخصيات اجتماعية للقتال في صفوفها، وعندما تأكد للمليشيات الكهنوتية إقناعه بذلك، قدمت عناصرها على متن طقم عسكري للبحث عنه، لكن لحسن الحظ لم يكن متواجدا في منزله بزبيد وأثناء عودته أخبرته زوجته بما جرى فقرر الرحيل.

 

يقول سليمان " خشيت أن يتم اعتقالي لذا فضلت النزوح فلدي أطفال ينبغي الاعتناء بهم". ترك سليمان خلفه كل شيء لينجو وأسرته بحياتهم وعانوا خلال الرحلة من مصاعب شتي.

 

لم يجد سليمان مكانا يستقبله عند وصوله إلى تعز سوى هذه البناية التي دمرت نوافذها الزجاجية أثناء تحرير حي الجحملية من مليشيات الحوثي قبل نحو عامين ونصف.

 

فانعدام الشقق السكنية بسبب كثافة أعداد النازحين من أرياف المدينة، فضلا عن الإيجارات المرتفعة حرمت سليمان وأسرته من العثور على شقة مناسبة.

 

يضيف: النوافذ المكسرة تتيح للهواء البارد للتسلل إلينا أثناء النوم ولأننا أسرة تهامية معتادة على الأجواء الحارة يصيب الأطفال بأمراض نزلات البرد مما يضاعف حجم المعاناة المالية.

 

بعد نحو شهرين من الاستقرار في تعز عثر سليمان على مصدر رزقه بالعمل في مقصف لتقديم الوجبات الخفيفة في شارع جمال بمدينة تعز.

 

ولنحو 13 ساعة من العمل المتواصل يستمر هذا الرجل بالعمل بصمت من أجل توفير حاجة أسرته من الغذاء والدواء فالتهجير كما يقول يترك آثاراً مدمرة على حياة الأسر النازحة.

 

لا يقتصر الأمر على سليمان إنما يشمل ذلك آلاف الأسر التي تدفعها قسوة المليشيات للفرار من مناطق سكنها لتعيش حياة النزوح والتشرد.