رغم دعمها للحوثيين..

تقرير: ما حقيقة ترحيب قطر بالسلام في اليمن؟

تميم بن حمد

الدوحة

قال الباحث صامويل راماني في تقرير بصحيفة "المونيتور"، ومقرها واشنطن، إنه لم يفلح ترحيب قطر بالموقف الأمريكي والمفاوضات الأممية الهادفة لوقف إطلاق النار في اليمن، في إخفاء حقيقة دعمها للحوثيين ودوافعها الخبيثة من أجل تعزيز نفوذها في البلاد.

وأوضح الباحث في العلاقات الدولية بجامعة أوسفورد، أن الدعوات القطرية لإحياء المفاوضات الأممية تأتي في وقت يعلم فيه الجميع بشأن الانتقادات التي طالت الدوحة بسبب دعمها للحوثيين ومساندتها الطموح الإيراني التوسعي في الشرق الأوسط.

وأضاف راماني أنه منذ ظهور الحوثيين لأول مرة على الساحة اليمنية عام 2004، استغلت الدوحة حالة عدم الاستقرار السياسي في اليمن لتعزيز نفوذها حول الشؤون الداخلية للبلاد، كما تكشفت قدرتها على التخطيط عند ظهور أمر وساطتها في تسوية لـ6 أشهر من الأعمال العدائية بين الحوثيين وقوات الحكومة اليمنية في يونيو 2008.

وتابع أنه خلال الأشهر الأخيرة، ظهرت مجددًا الرغبة القطرية في الحصول على نفوذ متزايد في اليمن، حيث أوضح راماني أنه من أجل زيادة نفوذها هناك، عملت الدوحة على إعاقة أنشطة التحالف العربي بقيادة السعودية من خلال موازنة علاقات وثيقة مع الحوثيين.

ومنذ بدء مقاطعة دول الرباعي العربي لقطر في يونيو 2017، وجهت هذه الدول اتهامات لقطر بتقديم دعم مادي ومعنوي للحوثيين، وكشف عن أول مثال للدعم المالي القطري لهم في أغسطس 2017، عندما تكشف أمر تبرعها بمليون دولار مساعدات لإعادة إعمار صعدة التي كانت قد سقطت في أيدي الحوثيين.

كما أشار التقرير إلى أن المساعدات الإنسانية بقيمة 20 مليون دولار التي قدمتها قطر للمناطق التي يسيطر عليها المتمردون تسببت في مزيد من الجدل، خاصة وأن الحوثيين استخدموا بطريقة غير شرعية العائدات التي حصلوا عليها من احتلال الحديدة لتمويل عملياتهم العسكرية، هذا فيما عملت وسائل الإعلام القطرية على تغطية أنشطتهم العسكرية.

وأوضح عبدالسلام محمد، رئيس مركز "أبعاد" للدراسات والبحوث في اليمن، لصحيفة "المونيتور"، أن وسائل الإعلام القطرية تجاهلت تراجع الحوثيين في غرب الحديدة وحولت الاهتمام إلى الأزمة الإنسانية في الوقت الذي كان فيه الحوثيون ضعفاء؛ بهدف الضغط على التحالف العربي لتطبيق وقف إطلاق النار حيث إن هذا سيسمح للحوثيين بتحسين أوضاعهم وإعادة شن الحرب من موضع قوة.

وكان المحلل السياسي اليمني نجيب غلاب قد حذر من تحالف قطري حوثي، وقال في يوليو2017 إن الدوحة تواطأت مع إيران لإنقاذ الحوثيين من الهزيمة، وقدمت 10 آلاف ريال قطري لكل سجين حوثي أطلق سراحه وسيطر على صنعاء عام 2014.