الاحتفال بمولد النبي محمد..

كابول تغرق في حمام دم في يوم الاحتفال بالمولد النبوي

موجة عنف جديدة تهز أفغانستان

العراق

قال ثلاثة مسؤولين حكوميين إن نحو 50 شخصا قتلوا اليوم الثلاثاء عندما فجر انتحاري نفسه بقاعة زفاف في العاصمة الأفغانية كابول، حيث كان علماء دين متجمعين للاحتفال بمولد النبي محمد.

وقال نجيب دانيش وهو متحدث باسم وزارة الداخلية، إن أكثر من 80 شخصا آخرين أصيبوا في الهجوم، مضيفا "فجر انتحاري ما بحوزته من متفجرات داخل قاعة زفاف حيث كان علماء دين مسلمون متجمعين للاحتفال بمولد النبي محمد".

ودخل المهاجم غرفة الولائم بقاعة الزفاف قرب مطار كابول وفجر نفسه. وقال بصير مجاهد وهو متحدث باسم شرطة كابول "مئات من علماء الدين الإسلامي وأتباعهم تجمعوا لتلاوة القرآن احتفالا بميلاد النبي محمد في قاعة الولائم الخاصة".

وذكر مسؤولون في مستشفى الطوارئ بكابول أن 30 سيارة إسعاف هرعت إلى موقع الانفجار وأن أكثر من 40 مصابا حالتهم خطيرة.

لكن مصادر أشارت في وقت سابق إلى أن عدد القتلى 43 شخصا على الأقل في التفجير الانتحاري الذي استهدف لقاء لكبار علماء الدين في كابول الثلاثاء، وهو أحد أفدح الهجمات التي تستهدف العاصمة الأفغانية منذ أشهر.

ويأتي الهجوم عقب موجة من العنف في أنحاء أفغانستان في الأسابيع الأخيرة أدت إلى مقتل المئات مع تصعيد المتمردين لهجماتهم وسط جهود دبلوماسية لإنهاء النزاع المستمر منذ 17 عاما.

وأصيب 83 شخصا آخرون بجروح وفق المتحدث باسم وزارة الصحة وحيد مجروح، في التفجير الذي استهدف لقاء رجال دين بينهم أعضاء من مجلس العلماء بمناسبة عيد المولد النبوي في قاعة أفراح.

وتظهر صورة متداولة على تطبيق واتس اب يزعم أنها لموقع الاعتداء دماء متناثرة على الجثث التي تمزقت ملابس الكثير من أصحابها بفعل الانفجار وكراس منقلبة وزجاج تناثر على أرضية القاعة.

وذكر بصير مجاهد المتحدث باسم شرطة كابول أن "انتحاريا فجّر نفسه داخل قاعة خلال احتفال لعلماء دين"، مؤكدا عدد القتلى والجرحى.

وذكرت منظمة الطوارئ غير الحكومية الإيطالية أنّ 12 جريحا نقلوا لمرافقها كلهم "في حالة حرجة".

وصرح مدير قصر اورانوس للأفراح حيث أقيم لقاء العلماء بأن انتحاريا فجّر نفسه وسط التجمع.

وقال دون الكشف عن هويته "وقع عدد كبير من الضحايا وقد أحصيت بنفسي 30 ضحية".

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها فورا عن الهجوم، إلا أن تنظيم الدولة الإسلامية أعلن مسؤوليته عن معظم الهجمات الإرهابية التي شهدتها كابول مؤخرا وجعلت العاصمة أكثر المناطق دموية في البلاد بالنسبة للمدنيين.

وهجوم الثلاثاء هو أكثر الهجمات دموية في العاصمة الأفغانية منذ الهجوم المزدوج على ناد للمصارعة في سبتمبر/ايلول أدى إلى مقتل 26 شخصا على الأقل.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، فجّر انتحاري نفسه وسط احتجاج على تعيين مسؤول أمني محلي في إقليم ناننغرهار في شرق أفغانستان ما أسفر عن مقتل 68 شخصا وإصابة 165 آخرين. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، فجّرت حركة طالبان سيارة إسعاف مليئة بالمتفجرات في شارع مزدحم في قلب كابول، في اعتداء دام راح ضحيته أكثر من 100 شخص معظمهم من المدنيين.

وأسفرت الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي عن موجة من الهجمات الدامية في أنحاء البلاد ما أدى إلى مقتل وجرح المئات.

في يونيو/حزيران الماضي فجر انتحاري نفسه قرب تجمع لرجال الدين في كابول بعد ساعة من إعلانهم مثل هذه الهجمات بأنها "إثم" وهي ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها علماء دين في البلد المتدين.

ويأتي الهجوم الأخير فيما تصعد حركة طالبان ضغوطها على قوات الأمن الأفغانية بينما يكثف المجتمع الدولي جهوده لإقناع الحركة بالدخول في محادثات سلام.

والأحد، أعرب المبعوث الأميركي إلى أفغانستان عن أمله بتوصّل الحكومة الأفغانية وحركة طالبان إلى اتّفاق سلام خلال خمسة أشهر، رغم تكبيد المتمرّدين في الآونة الأخيرة القوات الأفغانية خسائر بشرية هي الأكثر فداحة.

وبعد عودته إلى كابول إثر جولة ثانية من لقاءات إقليمية، يعتقد أنها شملت ممثلين عن طالبان، أبدى المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد الأفغاني الأصل، "تفاؤلا حذرا" بإمكانية وضع حدّ للنزاع المستمر منذ 17 عاما قبل الانتخابات الرئاسية المقرّرة في 20 أبريل/نيسان 2019.

ويقود خليل زاد السفير الأميركي السابق، جهودا دبلوماسية لإقناع طالبان بالانخراط في مفاوضات مع الرئيس الأفغاني أشرف غني.

وتعكس تصريحاته على ما يبدو أنّه إلحاح متزايد لدى البيت الأبيض والدبلوماسيين الأميركيين من أجل التوصّل سريعا إلى اتّفاق.