لا تزال تعيش في حالة حرب

هل فشلت سلطات عدن في حربها ضد الارهاب؟

مقاتلون من القوات الجنوبية عند حاجز تفتيش غرب عدن

عدن

تزايدت وتيرة العمليات الإرهابية في العاصمة عدن، خلال الأسابيع الماضية بالتزامن مع عودة الرئيس عبدربه منصور هادي، ورئيس الحكومة احمد عبيد بن دغر، وعدد من الوزراء للإقامة الدائمة فيها، والتي إستهدفت مواقع تجمعات أفراد الجيش والأمن خلال تسلم رواتبهم المتأخرة منذ أشهر، حيث كان إنتحاريوا داعش يندسون بينهم ويقومون بتفجير أنفسهم مخلفين عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم .

وخلفت هذه العمليات التي كان أخرها عمليتين إرهابيتين شهدهما شهر ديسمبر الجاري، وأودت بحياة قرابة مائتين جندي بين قتيل وجريح، ردود فعل ساخطة طالبت بإيجاد حل لهذه المشكلة التي تكررت في تفاصيلها .

ومن أبرز العمليات الإرهابية التي شهدتها عدن خلال الأسابيع القليلة الماضية، الهجوم الإرهابي على بوابة معسكر الصولبان، في 18 ديسمبر والتي أستشهد فيها 48 جندياً وأصيب 84 آخرون بتفجير انتحاري أثناء انتظار صرف الرواتب، وذلك بعد أقل من عشرة أيام من هجوم وقع في العاشر من ديسمبر في المكان نفسه، والذي راح ضحيته 48 قتيلاً، وأصيب 31 من أفراد الجيش اليمني.

وكانت عملية مماثلة استهدفت مجندين تجمعوا في إحدى المدارس بالمدينة يوم 29 أغسطس/آب وكان الأكثر دموية، حيث أدى انفجار سيارة مفخخة استهدف مركزاً للتجنيد بحي السنافر بمدينة المنصورة محافظة عدن، إلى مقتل 70 مجنداً، وإصابة 120، وتبنى تنظيم «داعش» العملية لاحقاً في بيان.

 

ومع تكرار هذه الحوادث التي تشابهت إلى حد ما في تفاصيلها، تردد تساؤل هام، مفاده هل فشلت السلطات في العاصمة المؤقتة عدن في حربها ضد الارهاب؟، وهو ما رفضه مصدر أمني رفيع، في تصريح لـموقع (اليمن العربي)، لافتاً إلى وضع عدن قبل أشهر من الآن والتي كان تسجل فيها حادثة كل ست ساعات وكيف أصبحت الأن .

 

وأشار المصدر الذي يحتفظ الموقع بصفته، إلى إحتمال وجود خرق أمني، لكنه أعتبر ذلك امر طبيعي في مدينة لازالت تعيد بناء مؤسساتها الأمنية ولا تمتلك جهاز إستخبارات متكامل .

وأضاف أن حادثتي الصولبان، اللتان وقعتا خلال عشرة أيام، كانتا تستهدفان الجنود في مواقع تجمع عامة وليست مواقع عسكرية حتى يتم تحميل السلطات الأمنية والعسكرية مسئولية هذه الحوادث، غير أنه أشار إلى أن هناك مسئولية تقع على السلطات الأمنية والعسكرية في عدم منع هذه التجمعات ولو بالقوة .

لكنه عاد للإشارة إلى أن قوات الأمن الخاصة في الحادثة الثانية فرقت الجنود المتجمعين بالقوة أكثر من مرة ولكنهم كانوا يعودون للتجمع .. مضيفاً أن الحادثة وقعت قبل حواجز التفتيش التي تم نصبها لمنع مثل هذه الحوادث الإرهابية .

 

وأكد المصدر أن العاصمة عدن، والمحافظات الجنوبية والشرقية المحررة، لازالت تعيش حالة حرب مع ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الإنقلابية التي وبحسب قوله تقوم بتحريك هذه العناصر الإرهابية .. معتبراً تبني داعش لهذه العمليات غطاء لإبعاد التهمة عن الميليشيات الإنقلابية .

 

ولفت المصدر إلى أن هناك عناصر إرهابية تم ضبطها عقب الحادثتين وعلى ضوء عترافاتها سيتم إتخاذ إجراءات وتدابير للحد من وقوع مثل هذه العمليات الإرهابية مستقبلاً .

 

في تعليقه على نفس السؤال، أكد رئيس تحرير صحيفة اليوم الثامن، الصحفي، صالح أبوعوذل على ضرورة تعريف ما هو الإرهاب .. معتبراً ما تشهده المحافظات الجنوبية من حوادث ليس إرهاباً بل هي حرب القوى الشمالية المهزومة ضد الجنوب، ولا غير هذا اي شيء، متسائلاً بقوله "والا لماذا لا نرى هجمات في شمال اليمن؟" .

وقال صالح أبوعوذل أن الإرهاب في اليمن هو " المخلوع صالح والحوثي والإخوان" هذه الأطراف الثلاثة هي الإرهاب دون ذلك لا إرهاب .

وأضاف "السلطة المحلية في عدن، لم تفشل في حربها ضد الإرهاب والدليل ما تشهده المحافظة من إستقرار نسبي وإنخفاض كبير للعمليات الإرهابية، ولكن الاطراف الموالية للشرعية وخاصة حزب الإصلاح سعى لإفشالها " .

ويرى أبوعوذل أن السلطة المحلية في عدن بذلت كل ما بوسعها، لكن كما قلت إن اطرافا في الشرعية سعت بقوة لعرقلتها" .. واصفاً الإرهاب الذي تشهده عدن بإنه عنف شمالي ضد الجنوب، تحت مسمى الدفاع عن الوحدة اليمنية التي يقتلها النظام اليمني باستمرار.