شعر..

مِنْ أجلِ مَنْ هَدمُ البيوتِ

ارشيفية

وليد الكيلاني

مِنْ أجلِ مَنْ مِنْ أجلِ مَنْ هَدمُ البيوتِ

عـلى الرؤوسِ وقـتلُ أطـفــالِ اليمــنْ

 

حـرقوا المـزارعَ والـمساكنَ والـقُـرى

دكّوا الـمـواني فـي الحُـديـدةَ وعـــدنْ

 

وتـبـعـثرت أشــلاءُ شـعــبٍ مُــعــدمٍ

مــن دون ما ذنـبٍ جنى دفـعَ الـثمنْ

 

أطــفالُـهُ عانوا مـن الجـوعِ وعاشوا

فــي بُـــكـــاءٌ وعــــويلٍ وشَجَــــــنْ

 

جِلـدٌ عــلى عَــظـمٍ يذوقــونَ الـرَدى

في حسرةٍ والروحُ ضاقَ بهـا البـدنْ

 

وعيونُهم غـارتْ وصارتْ لا تَـرى

إلا خـيــالَ المــوتِ في يدِه الكـفــــنْ

 

والأمُّ تَــرقُـبُ طـفــلهـا فـي حُــرقـةٍ

تـبــكي عـلى ولـــدٍ وأهـــلٍ ووطــنْ

 

قــتـلٌ وتـشـريـدٌ وهـــدمُ حـــضــارةٍ

مـن مجـدِ بلـقـيسٍ وقصَّةِ ذي يــزنْ

 

بلــدُ البــروجِ بـدونِ إسمـنتٍ عَـلــتْ

بُنـيـتْ بتصـمـــيــمٍ وهـنــدسةٍ وفَــنْ

 

مــن قبلِ أن تعلو مـباني الناطحـاتِ

عــلتْ مبــانــيـها وطاولـت الــزمنْ

 

وبهـا جــسـورٌ فـي الأعـالي شُيـِّدتْ

رُبطت بها الأبراجُ فـاتَّصلَ السَّكـنْ

 

هـــذي حـروبٌ بالــوكالـةِ أُشـعـلــتْ

قـدْ أوقــدوها بالـمــذاهــبِ والفِـتــنْ

 

حـتى تظــلـوا خــاضـعـينَ لأمـرهمْ

ويـظــلُّ أمــرُكــمُ لديهـــم مُــرتهــنْ

 

إن المــصالحَ أصبـحـت مَـكشــوفــةً

فالكلُّ يعرف ما جَـرى ولأجـلِ مَـنْ

 

لا يــأبــهــونَ بشيــعــــةٍ أو سُـنّــــَةٍ

فجمـيعكم غَــنمٌ وفــي يـدهــم رسـنْ

 

لـو لـم تـكنْ هــذي لكـانَ بـغــيـرهـا

فَـِّرقْ وفــسِّد كي تَســودَ وتُــؤتمــنْ

 

وأمـورهـم مهـما اختـفـت أسـرارُها 

يـومـا ستظـهرُ للـعيانِ عـلى الـعَـلنْ 

 

الله حــرَّم أن نـقـــتـِّـــلَ بـعــضَـــنـا 

لكــنــمــا الشيـطــانُ يسعـــى للـفتـنْ 

 

بــؤسٌ وأوبـاءٌ فـــأيــنَ ضــمـيرُكـمْ  

فدعواالعداوةُ ويحَكم ودعوا الضَّغَنْ 

 

فلتـعـلمـوا أن الـكـــراسي لا تـــدومُ  

لحـاكـمٍ مَهـمـا يَـطــولُ به الـــزَّمـنْ  

 

ماذا سيـبـقــى يا حُـــمــاةَ ديــاركــمْ  

مـا قـيـمةُ الإنسانِ إن ضاعَ الوطـنْ  

 

عُـصفورتانِ فــي الحــجـازِ عـــادَتـا   

من بـعــدٍ أعــوامٍ إلى أرضِ اليــمنْ 

    

لـم تلــقَ يــا شـوقـي كــمـا خَــبَّرتـنا  

مــاءً وشهــداً فـــي البـلادِ ولا لـبــنْ  

 

يــا أيـهـا اليــمـنُ السعــيــدُ ويا أسى  

قــدْ أتـعـسوكَ وحــولوكَ إلــى دِمـنْ  

 

إنّـا نـعــيـشُ بــعــالــم مُــتـــوحــــش   

فـيـه الــتنـازعُ والــتواطـؤُ والعَــفـنْ  

 

ســيـُسجـلُ التــاريخُ فــي صفحــاتِهِ  

أنَّ الجــمـيعَ تـآمـروا ضِــدَّ اليــمــنْ 

  

الــجـاهـلـيـــةُ كــشَّـرتْ أنــيـابـَـهـــا   

  والـقـومُ مـن بعد الُهدى عبدوا الوثنْ  

   

الـحـــربُ نـــــارٌ ودمـــــارٌ وأســى      

وجـيعُ من عَـلِقوا بـهـا دفعـوا الثـمنْ 

  

كم مـِنْ جُــيـوشٍ وغُــزاةٍ في الزمنْ  

هُـزمـتْ جـحافِـلهاعلى أرضِ اليمـنْ   

 

فـدعـوا الأذى إنَّ الـحـــيـاةَ قصـيرةٌ   

 وجـمـيـعُـنا فـيهـا نَعـيشُ ونُــمتَـحــنْ