مأرب المتحكم مستقبلا..

تقرير: هل تكون "حضرموت" بوابة احتلال الجنوب الجديدة؟

عبدربه منصور هادي مع نائبه علي محسن الأحمر

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

كشفت وسائل إعلام جنوبية عن تسريبات لإقالة محافظ حضرموت الجنرال فرج البحسني الذي يشغل أيضا منصب قائد المنطقة العسكرية الثانية في المكلا، واستبداله بأحد قيادات تنظيم الإخوان الموالية لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر.

وقالت مصادر جنوبية ان "حديث محافظ حضرموت فرج البحسني عن منفذ الوديعة ومحاولته زيارته، قد اغضبت الأحمر"؛ حيث تسيطر قوات تابعة لنائب الرئيس اليمني على الميناء الجنوبي البري والذي يربط حضرموت بالمملكة العربية السعودية".

وقد اقيل محافظ حضرموت السابق اللواء احمد بن بريك عقب المطالبة بإعادة المنفذ لحضرموت، قبل ان يقوم الأحمر باقالته.

وذكرت تقارير إخبارية ان العميد هاشم الأحمر الذي يشرف على منفذ الوديعة هدد بقصف موكب اللواء البحسني في حال فكر من الاقتراب من الميناء البري، قبل ان يعلق مكتب محافظ حضرموت على تلك التقارير بالنفي.

وكان مقررا للبحسني ان يزور ميناء الوديعة البري، قبل ان يقطع زيارته ويعود إلى المكلا، دون ان يصدر منه أي تعليق حول عدم تمكنه من زيارته للوديعة.

وتؤكد مصادر في الرئاسة اليمنية في الرياض ان عائدات ميناء الوديعة البري والتابع لمحافظ حضرموت، تذهب إلى خزينة البنك المركزي في مأرب، الذي يرفض الاعتراف بمركزي عدن.

وتتهم مصادر جنوبية في وادي حضرموت الرئيس هادي بالتواطؤ مع علي محسن الأحمر من خلال رفضه تمدد قوات النخبة الحضرمية الى وادي حضرموت الذي يشهد حوادث عنف واغتيالات طالت العشرات اغلبهم مدنيون ورجال دين بارزين.

ويقول مصدر في السلطة المحلية بحضرموت لـ(اليوم الثامن) "إن هناك توجه لنائب الرئيس اليمني لتمكين موالين له من قيادة المنطقة العسكرية الثانية ومحافظة حضرموت، على غرار التعيين الأخير في شبوة".

وذكر صحفي مقرب من محافظ محافظة حضرموت اللواء فرج سالمين البحسني ان المحافظ غادر مساء الاثنين 26نوفمبر الى الرياض باستدعاء من التحالف العربي والشرعية.

وقال الصحفي الحضرمي والناشط صبري بن مخاشن ان مصادر مطلعة اكدت له انه خلال أيام سيتم تعين البحسني ملحقا عسكريا بالسفارة اليمنية بدولة الإمارات .

وتوقع بن مخاشن صدور قرار جمهوري بتعيين محافظ جديد للمحافظة وقائد للمنطقة العسكرية.

 وأكد الصحفي بن مخاشن انه هناك توجه لجعل حضرموت منطقة عسكرية واحدة بدلا من اثنتين، وهو ما يعني ان القرار العسكري في حضرموت سوف يكون واحدا من سيئون.

وتشير مصادر الى ان الرئيس هادي يغض الطرف عن ما يقوم به الأحمر من عملية تمدد عسكرية في شبوة وحضرموت.

واستبعد القيادي الجنوبي الدكتور صالح عباد ان يشكل هادي عاملا مساعدا لأي محاولات لإعادة احتلال الجنوب "الأمر مستبعد، فأي حرب أخرى على الجنوب سوف تترتب عليها الكثير من المخاطر، وهو ما يعني ان الجنوب قد يتحول الى حرب مشتعلة، لا يمكن لأي انسان ان يفكر او يتخيل ان يشن الشمال عدوانا أخر على الجنوب العربي، فهذا يعني سقوط البلاد في اتون فوضى وحرب طويلة".

وأضاف الدكتور عباد لـ(اليوم الثامن) "الرئيس هادي يدرك مخاطر تعرض الجنوب لعدوان شمالي ثالث، هو لن يقبل، ولكن نحن على ثقة ان مشروع الأقاليم الستة سوف يلغى وسوف يعدل، لا حل الا بجغرافية جنوبية موحدة وجغرافية شمالية موحدة، لأن الأقاليم في شمال اليمن، قسمت على أساس طائفي وهو ما قد يؤسس لحروب في اليمن الشمالية، وهو ما لا يخدم استقرار الجنوب العربي".

وأكد ان الحرب الأخيرة قد رسمت خارطة اليمن والجنوب، وأصبح من المستحيل الحديث عن وحدة يمنية او أي شكل من اشكال الاتحاد، هناك جرائم بشعة ارتكبها الشمال في الجنوب، ومن السهل التنازل عنها، هناك عملية تدمير كبيرة تعرض لها الجنوب العربي بشكل ممنهج من قبل "اليمن العربية" المنتصر في الحرب الأولى صيف 1994م".

وقال "ان أي محاولات لإيجاد ثغرة للسيطرة على حضرموت وشبوة من قبل "دويلة مأرب"، أمر مرفوض، مؤتمر الحوار أقيم على أساس معالجة القضية الجنوبية، والمنطق والواقع يقول ان "حل قضية الجنوب يكمن في معالجة فشل الوحدة"، وهو البحث عن صيغة أخرى لا تسم وحدة الجنوب".

ويخطط الأحمر منذ سنوات للسيطرة على حضرموت وشبوة وجزيرة سقطرى، في مسعى لاستعادة احتلال منابع النفط التي فقد السيطرة عليها مع انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية وفراره الى السعودية.

ويستغل الأحمر الدعم السعودي السخي في بناء امبراطورية إخوانية تمتد من حضرموت شرقا مرورا بمأرب إلى تعز والحديدة غربا، حيث كشفت مصادر عسكرية في تهامة عن صدور قرارات عسكرية عليا بتعيين قيادات إخوانية بعضها ليست عسكرية.

ويعتقد الأحمر ان الفرصة باتت مواتية لاستعادة نفوذ الهضبة الزيدية على اليمن، فالحوثيون الذين يزعمون دفاعهم عن حكم الزيدية باتوا يواجهون غضبا شعبيا وإقليميا، وهو ما يتيح الفرصة لعلي محسن الأحمر الذي يمتلك قوات عسكرية ضخمة في مأرب، رفض اقحامها في معارك مع الحوثيين، قبل ان تكشف مصادر في داخل هذه القوات انه جرى اعدادها لفرض احتلال جديد على الجنوب من البوابة الشرقية.