مراقبة شخصيات رياضية كبيرة..

تقرير فرنسي: كيف تجسست قطر على منافسيها رياضياً؟

أمير قطر تميم بن حمد

باريس

كشف تحقيق لصحيفة ميديا بارت الفرنسية قائمة بشخصيات رياضية دولية، جندتها منظمة قطرية لخدمة مصالح الدوحة إقليميًا ودوليًا. يكشف التحقيق كذلك تفاصيل دقيقة حول نشاطات استخبارية نفذتها منظمة “المركز الدولي للأمن الرياضي” في الدوحة، تجسست خلالها على شخصيات عربية مرموقة.

قبل سنوات قليلة، حقق “المركز الدولي للأمن الرياضي” في الدوحة اسمًا بارزًا في المعركة العالمية ضد الفساد الرياضي. لكن تسريبات كرة القدم تكشف عن الجانب الخفي لهذه المنظمة التي تمولها الدولة القطرية، التي تعمل مع الأمم المتحدة ومجلس أوروبا وجامعة سوربون في باريس.

 

في نيسان/إبريل 2015، ذهب ضباط شرطة سابقون، يعملون في المركز الدولي للأمن الرياضي، إلى مدينة لوزان السويسرية من أجل تتبع إحدى الشخصيات الرئيسة في الرياضة العالمية، هي الشيخ الكويتي أحمد الفهد الصباح. تتكشف هذه المعلومات بفضل تحقيق أجراه صحفيون تابعون لصحيفة ميديا بارت، هم “أنتون روغيت، و”ماثيو مارتينير”، و”روبرت شميدت”.

كان ذلك المشهد يستحق رواية تجسس حقيقية في عاصمة الرياضة العالمية التي تستضيف ما لا يقل عن 55 اتحادًا رياضيًا دوليًا، من محكمة التحكيم الرياضية إلى اللجنة الأولمبية الدولية.

 

جمع معلومات استخبارية حول شخصيات قيادية إقليمية

في 13 نيسان/إبريل 2015، تمكن العاملون في المركز الدولي للأمن الرياضي من الانضمام إلى الضيوف المرموقين الحاضرين في إحدى الفعاليات. قبل 10 أيام من تلك الفعاليات، طلب موظفو المنظمة القطرية من السلطات السويسرية الحصول على إذن بتغطية الحدث تحت ستار صحفي، بغرض خفي هو تتبع إحدى الشخصيات.

هؤلاء الرجلين لم ينتميا لأية وكالة استخبارية، ولم يكونا جزءًا من أية وكالة حكومية، ولم يكن لديهما أي تفويض مؤسساتي فيما يتعلق بأعمالهما، كانوا ببساطة ضباط شرطة سابقين في مهمة خاصة.

 

كان “فريد لورد” و”خافيير مينا” ضابطين سابقين في منظمة الشرطة الدولية (إنتربول)، وقد كانا في لوزان كجزء من مهمة سرية أطلق عليها مهمة “هوك”، جرى تنفيذها بأقصى درجات السرية من قبل الأشخاص الذين يديرون المركز الدولي للأمن الرياضي، وهي منظمة غير ربحية مقرها في العاصمة القطرية الدوحة.

جرى تمويل هذه المهمة السرية للغاية مباشرة من خلال ميزانية رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي، محمد حنزاب، الضابط السابق في القوات المسلحة القطرية.

 

تأسست هذه المنظمة عام 2010، وتلعب دورًا رئيسًا في الدبلوماسية القطرية العامة، لا سيما فيما يخص المساعي الرياضية الهادفة إلى تحقيق نفوذ عالمي. وقال مدير برنامج النزاهة الرياضية التابع للمركز الدولي للأمن الرياضي في جامعة سوربون الفرنسية، لوران فيدال، عام 2014: “سعت قطر من خلال إنشاء المنظمة إلى أن تكون لاعبًا دبلوماسيًا كبيرًا من خلال الاستثمار في اللغة العالمية المشتركة – الرياضة. وقد جرى تكليف رئيس المنظمة المقرب من أمير قطر بتطوير مركز لحماية أمن وسلامة الرياضة. وبالفعل، استثمرت قطر بكثافة في مجال الرياضة لسنوات عدة بمساعدة مليارات الدولارات النفطية، من كرة القدم إلى كرة اليد وألعاب القوى”.

ومن أجل تجنيب المنظمة أي جدل حولها، أصر السيد حنزاب على الادعاء أن منظمته مستقلة عن الحكومة القطرية. وبغرض تعزيز صورتها وشبكة اتصالاتها، قامت المنظمة بتجنيد عدد من كبار ضباط الشرطة ذوي السمعة الدولية. علاوة على ذلك، جرى تزويد الفريق العامل في المنظمة بمستوى عال من الموارد لتنفيذ تحقيقات استثنائية، لا يمكن إنجازها من قبل منظمات غير حكومية أخرى، ومؤسسات دولية، وحتى بعض قوات الشرطة الدولية التي غالبًا ما تعاني من نقص في الموارد عندما يتعلق الأمر بالرياضة.

 

وقد نجح هذا النهج بالفعل، وتمكنت المنظمة السرية من بناء صورة محترمة للغاية على الساحة العالمية في غضون سنوات قليلة. يحظى أعضاء المنظمة حاليًا بدعوات من أكبر المؤتمرات الدولية، كما يعملون مع اليونسكو، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ومجلس أوروبا، وجامعة سوربون في باريس بالتعاون مع أستاذ القانون العام لوران فيدال، وكذلك سوفي ديون، المستشار الرياضي السابق للرئيس نيكولا ساركوزي في قصر الإليزيه. سوفي ديون هو أيضًا عضو في محكمة التحكيم الرياضية.

ومن المفارقات أن هذه المنظمة القطرية التي تدعو إلى الشفافية تحفاظ في الوقت ذاته على أنشطتها السرية الخاصة. وقال مستشار سابق في وزارة الرياضة الفرنسية قبل شهور لصحيفة ميديا بارت حول الأهداف الحقيقية للمؤسسة القطرية: “الجميع يعمل معهم دون أن يعرف من هم”.

لم تتمكن صحيفة ميديا بارت خلال إجراء هذا التحقيق من الحصول على أية إجابات من المنظمة القطرية حول العديد من الأسئلة، برغم المحاولات العديدة. ومع ذلك، يمكن لميديا بارت أن تكشف أن المنظمة القطرية تظهر في مؤتمرات دولية مرموقة، وتنفذ بعثات غير معروفة للعامة من أجل أغراض سرية بعيدة عن أهدافها المعلنة. خضعت آلاف الوثائق التي كشفتها “فوتبول ليكس”، التي حصلت عليها صحيفة “دير شبيغل” الألمانية، لتحليل مكثف من قبل ميديا بارت وشركائها في شبكة التعاون الأوروبي للتحقيقات (EIC)، وأظهرت أن المنظمة لا تستطيع التعامل مع قضايا الفساد المتعلقة بقطر.

 

كما يكشف تحليل الوثائق كيف قام المركز الدولي للأمن الرياضي بتوجيه عملية سرية لتتبع أحد أقوى الزعماء في الرياضة العالمية. وهنا نتحدث عن عملية “هوك” التي نفذت في لوزان، وتجاوزت حدود الرياضة. شرع فريد لورد، الذي يقود فريق التحقيقات التابع للمركز الدولي للأمن الرياضي، في تنفيذ عملية لوزان في 10 إبريل/نيسان 2015 برفقة خافيير مينا، علمًا بأن “مينا” يقدم خدمات للمنظمة القطرية عبر شركته الإسبانية (Corporate Protective Intelligence).

وبعد وصولهما إلى لوزان، تبادل الرجلان رسائل مع “كريس إيتون” حول كيفية سير العملية، وهو شخصية فذة في مكافحة الفساد. كان “إيتون” يعمل في الإنتربول لفترة طويلة قبل أن يصبح مديرًا للأمن في الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث كان مسؤولًا بالتحديد عن التحقيق في شبهات الفساد المحيطة بقطر إزاء استضافتها لكأس العالم 2022. لكن “إيتون” غادر الاتحاد الدولي لكرة القدم فجأة وانضم إلى المنظمة القطرية، ما أثار دهشة زملائه السابقين. وقد علمنا من الرسائل العديدة التي أرسلت من قبل “لورد” إلى “إيتون” أن العملية هدفت إلى جمع معلومات سرية حول هدفين غامضين، هما (كي 1) و(كي 2)، وقد كانا حاضرين في اجتماع اللجنة الأولمبية الدولية الذي عقد في ذلك الوقت.

كريس إيتون

استغرق التخطيط للعملية وقتًا طويلًا. فمنذ كانون الأول/ديسمبر 2012، أثيرت فكرة جمع المعلومات عن (كي 1) و(كي 2) في تقرير بعنوان “وثيقة معلومات لكريس إيتون”، تم إرساله إلى رئيس المنظمة القطرية محمد حنزاب. ويشير نص التقرير بوضوح إلى ضرورة الوصول إلى جهاز حاسوب: “سيكون كي 2 إلى جانب كي 1 في سلسلة اجتماعات، ونحن نتوقع توافر فرصة للاستيلاء على أحد أجهزة اللاب توب الخاصة به في غرفة الفندق، إذ تشير معلوماتنا إلى أن كي 1 يحتفظ بسجلاته التجارية في تلك الأجهزة. سنسعى إلى الاستيلاء على أي جهاز يستخدمه كي 1، وكذلك بي 1، أثناء إقامتهما في الفندق. وقد يصعب على فريقيّ المراقبة والدخول التسلل بأمان دون إجراء تسويات مرضية”. وتشير الوثيقة كذلك إلى “خطة لإجراء تحقيقات في الميدان حول الأشخاص المقربين من كي 1”.

محمد حنزاب

بعد عامين ونصف، وعلى مسؤولية “لورد”، أصبحت عملية “هوم” ناجحة. لقد تمكن محققو المركز الدولي للأمن الرياضي في لوزان من الحصول على “آلاف” رسائل البريد الإلكتروني والوثائق، حسب ضابط شرطة سابق، تحدث بذلك في رسالة إلى رئيسه “إيتون”.

لم يكشف “إيتون” و”لورد” عن هويتي “كي 1″ و”كي 2” في أي وقت من الأوقات. ولكن بحسب تحقيق ميديا بارت، فإن “كي 1” هو الشيخ الكويتي أحمد الفهد الصباح، أحد أفراد العائلة الحاكمة في الكويت، أكثر الشخصيات تأثيرًا في الرياضة الآسيوية.

الشيخ أحمد

وبالفعل، أرسل “لورد” لـ”إيتون” صورة للشيخ الكويتي من لوزان بتاريخ 13 نيسان/إبريل، الساعة 12:15 مساء (هي الصورة أدناه).

صورة الشيخ الكويتي أحمد في لوزان

وقد توجه فريق ميديا بارت بكثير من الأسئلة للمنظمة القطرية حول الشيخ أحمد، لكنها لم ترغب في الرد على أي من الأسئلة. وبالنسبة لهوية (كي 2)، فلا تزال غير معروفة برغم أن الرسائل تشير بوضوح إلى أنه شخصية مقربة من الشيخ أحمد. تشير إحدى رسائل “لورد” إلى أن “كي 2 هو من يدير رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بكي 1”.

من الجدير ذكره أن الشيخ أحمد مؤثر جدًا في الرياضة العالمية، ويجمع عددًا من المناصب المثيرة للإعجاب في عالم كرة اليد (رئيس الاتحاد الكويتي)، وكرة القدم كذلك (كان عضو في مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل أن يستقيل في نيسان/إبريل 2017 بسبب شبهات فساد ينكرها)، وأيضًا عضو اللجنة الأولمبية الدولية.

كما تولى الشيخ أحمد سابقًا مناصب سياسية هامة، مثل وزير الإعلام، ووزير النفط، ووزير الأمن، والأمين العام لمنظمة الأوبك. كما أفادت وكالات أمريكية في وقت سابق أن “الشيخ أحمد يتمتع بنفوذ كاف في العائلة المالكة ليتولى حكم البلاد”.

وهذا ما يفسر الحذر الكبير الماكر الذي أظهره محققو المنظمة القطرية في لوزان أثناء جمع المعلومات السرية حول الشيخ أحمد، إذ استخدموا وسائط مشفرة مثل “واتس آب” و”بروتون ميل”.

 

في 9 مايو/أيار 2015، أوضح فريد لورد أن “المعلومات قيد التحليل حاليًا”، ولم يتسن لنا معرفة الإجراءات التي تبعت تلك الرسالة. كما تشير رسائل متبادلة أخرى بين “لورد” و”إيتون” إلى أن عملية “هوك” جرت بناء على رغبة رئيس المنظمة القطرية محمد حنزاب. وبالطبع، لم تجب المنظمة على أسئلة محققي ميديا بارت.

علاوة على ذلك، تظهر رسائل الرجلين أن البيانات التي تم جمعها في لوزان جرى استخدامها بهدف تحديد روابط الشيخ أحمد بقادة الرياضة العالمية. في 15 إبريل/نيسان 2015، قال “لورد” لـ”إيتون” إن “باتريك هيكي أظهر ولاءً راسخًا لكي 1، وها قد حصلنا عليه كذلك… إنها بداية جيدة”.

وفي الوقت ذاته، دعا كريس إيتون إلى تركيز البحث على شخصية مؤثرة أخرى، إذ قال: “بإمكانكم البحث عن الأمير علي، شقيق الملك الأردني، في الوقت الذي يناسبكم، سيكون هذا عظيمًا”، فأجاب لورد: “هذه فكرة عظيمة”.

في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2015، كتب “لورد” إلى “مينا”: “هل يمكنك أن تطلعنا على آخر تتبعات رجالك لهيكي”. وبهذا الصدد، لم تتمكن ميديا بارت من معرفة ما فعلته المنظمة القطرية بهذه المعلومات.

 

التستر على الفساد الرياضي في قطر

هنالك قضية أخرى تثير التساؤلات حول الطريقة التي يعمل بها المركز الدولي للأمن الرياضي. في عام 2015، لم يقم المركز، الذي يتخذ من الدوحة مقرًا له، ويعلن أنه متخصص في مكافحة الفساد، بإصدار أي تحذير للسلطات الدولية بشأن مباريات قطرية محددة النتيجة مسبقًا، بما يخالف قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم.

 

وبالطبع، لم تقم المنظمة القطرية بالإبلاغ عن الأمر، لأن ذلك سيكون مفجرًا بالنسبة لدولة تستضيف نهائيات كأس العالم المقبلة. في 9 نوفمبر/تشرين الثاني، حذر “إيتون” “حنزاب” بشكل مباشر من أن “هنالك مشكلة حول المباراة بين منتخبي قطر وكوريا الشمالية”. جاء ذاك التحذير في أعقاب تنبيهٍ أرسله فريق تحقيق المنظمة القطرية بشأن معلومات من “مصدر موثوق” في صناعة المراهنات على الإنترنت، إذ كان قلقًا بشأن تقلبات المراهنة خلال تلك المباراة الودية، التي لعبت في الدوحة في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2014. حينها، أدرك محققو المنظمة القطرية “الغش” الحاصل عبر وثائق رسمية، لكنهم رفضوا إبلاغ أية جهة.

 

الشراكات في جميع الاتجاهات – تجنيد شخصيات رياضية دولية

يحظى المركز الدولي للأمن الرياضي بتمويل هائل، ويجري دفع مرتبات ضخمة جدًا لفريق العاملين فيه. في عام 2012، حصل “إيتون” على مرتب 25,500 يورو شهري، وهو مبلغ يفوق ما كان يتقاضاه من الاتحاد الدولي لكرة القدم. وبخصوص “لورد”، فقد تخلى عن منصبه كرئيس لمكتب مكافحة الفساد في الإنتربول لينضم إلى المركز الدولي للأمن الرياضي في الدوحة مقابل راتب شهري مقداره 17,000 يورو. وقد اعتادت المنظمة القطرية على إيداع راتب “لورد” في حسابه في بنك HSBC في قطر، أثناء وجوده في فرنسا. وبالطبع، لم يستجب “لورد” لأسئلة محققي ميديا بارت.

وضعت المنظمة القطرية مقرها الأوروبي في سويسرا، بينما دفعت مبلغ 150,000 يورو شهري لجامعة سوربون الفرنسية مقابل الشراكة معها.

لم يكن المركز الدولي للأمن الرياضي مستقلًا من الناحية المالية؛ فقد واجه موظفوه بعض التأخيرات في الرواتب. في أيلول/سبتمبر 2015، نقل كريس إيتون إلى العديد من زملائه معلومات حول خسائر بقيمة 12 مليار دولار داخل صندوق الثروة السيادية القطري، وقال إن “هذا يتسبب بمشاكل في ميزانيتنا”.

وأضاف إيتون: “ستقدم الحكومة القطرية لنا 2,4 مليون يورو إضافية شهرية، وهذا بالكاد يكفي للمرتبات والمصروفات”، فعلق “حنزاب” بالقول: “سأحاول الحصول على أموال إضافية من الحكومة”.

 

وقد دخلت المنظمة القطرية في علاقات مع شخصيات جديدة، من بينها “دالي شيهان” الذي عمل في شرطة الخيالة الملكية الكندية، والذي شغل منصب مدير برنامج بناء القدرات والتدريب التابع للإنتربول منذ عام 2008. انضم “شيهان” إلى المنظمة القطرية بتشجيع من زميله السابق في الإنتربول “إيتون”، وذلك في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2015.

في 1 آب/أغسطس 2015، قال إيتون لمحمد حنزاب: “أنا وشيهان نتحدث حاليًا حول خيارات أخرى لغلغلة المركز الدولي للأمن الرياضي في مزيد من الأنشطة مع منظمات أخرى غير منظمة الإنتربول”. حينها، كان شيهان لا يزال يعمل لدى الإنتربول، وكان في موقع يسمح له بإرسال معلومات سرية إلى المنظمة القطرية. في 21 أيلول/سبتمبر 2015، كتب “شيهان” إلى “لورد” و”غيتون” أنه “تحدث إلى أناس مقربين جدًا من مكتب التحقيقات الفدرالي”، وأبلغهم بمعلومات استخبارية حول “خطة الوكالة الأمريكية لمزيد من الاعتقالات بشأن فضيحة في الاتحاد الدولي لكرة القدم”.

وبعد أن انضم “شيهان” إلى المنظمة القطرية، جرى تكليفه، حسب “إيتون”، بإقامة شراكات مع الاتحاد الدولي لكرة القدم، واتحاد أمريكا الشمالية لكرة القدم (الكونكاكاف)، والاتحاد الآسيوي لكرة القدم. كما شارك “شيهان” في عمليات جمع أموال بعد 4 شهور من مغادرته منصبه في الإنتربول، بالتحديد في شباط/فبراير 2016، عبر مسؤولين في الشرطة الدولية في واشنطن وكولومبيا.

ومن أجل اكتساب شرعية على الساحة الدولية، أسس المركز الدولي للأمن الرياضي شراكات مع العديد من الشخصيات البارزة في عالم الرياضة. في نيسان/إبريل 2012، قام مدير برنامج المنظمة القطرية في جامعة سوربون الفرنسية بتجنيد المحامي السويسري دينيس أوزوالد، الذي يشغل منصبًا في المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية، ويعمل كقاضٍ في محكمة التحكيم الرياضية الدولية.

خلال مفاوضات تجنيده، حصل أوزوالد على مكافأة سنوية مقدارها 125,000 يورو سنويًا. في ذلك الحين، كانت قطر مرشحة لاستضافة الألعاب الأولمبية 2020، وقد أظهر أوزوالد تناقضًا واضحا في رعاية مصالحة اللجنة الدولية بعد أن حصل على أموال سخية من المنظمة القطرية.

ومن بين الشخصيات الرياضية الأخرى التي جرى تجنيدها من قبل المركز الدولي للأمن الرياضي، لاعب كرة القدم الألماني السابق، مدير المنتخب الألماني الشهير، فرانتس بكنباور. وقد كان بكنباور واحدًا من 22 مسؤولًا منحوا قطر حق استضافة كأس العالم 2022. وفي أعقاب ذلك، منحت المنظمة القطرية بكنباور عقدًا مربحًا لتأسيس “مؤسسة فكرية” لتطوير الأحداث الرياضية الدولي، بقيمة 340,000 دولار على مدى 3 سنوات.

المصدر: صحيفة “ميديا بارت” الفرنسية - كيوبوست