وجه رسائل هامة في ذكرى الاستقلال الأول..

عيدروس الزبيدي: ثمن تجاوز الجنوب لن يكون هيناً

الزعيم الجنوبي عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

حذر الزعيم الجنوبي عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي من مغبة تجاوز الجنوب، مؤكد ان "ثمن تجاوز بلاده لن يكون هينا"؛ في اشارة الى مساعي الحكومة الشرعية والانقلابيين في صنعاء الى رفض أي تمثيل للجنوب في المفاوضات المزمع انعقادها في السويد خلال الايام القادمة.

وألقى الزبيدي خطابا بمناسبة ذكرى الاستقلال عن بريطانيا، جدد فيه التأكيد على تمسك المجلس الانتقالي الجنوبي بالاستقلال واستعادة دولة الجنوب السابقة التي تعرضت لاحتلال يمني أخر خلال الثلاثين العام الماضية.

 

عدن لا تعرف الهزيمة

وقال الزبيدي "في ذكرى هذا اليوم المجيد يسعدني أن أحييكم جميعاً أينما كنتم، ومن خلالكم أحيي أبطال قوات المقاومة الجنوبية المرابطين على الأرض وفي جبهات القتال، في ساحات الشرف والبطولة، على خطى الثوّار الأوائل، وعلى طريق الدفاع عن النفس والدفاع عن الحقوق، الدفاع عن الوطن والعقيدة والهوية والتاريخ. وأتوجه إليكم جميعاً بالتهاني والتبريكات بمناسبة العيد الـ 51 للاستقلال الذي تحقق يوم الثلاثين من نوفمبر عام 1967م، اليوم الذي تزينت فيه عدن بالنصر، عدن التي لا تعرف الهزيمة، كعادتها، تطرد الغزاة في كل مرة، بعزيمة أهلها التي لا تلين وإرادتهم التي لا تُقهر".

 

الجنوب وطن وهوية في حاضره ومستقبله

 

وأضاف في كلمته – التي حصلت اليوم الثامن على نسخة منها- " نجدها فرصة لنتذكر بكل فخر واعتزاز وإجلال أولئك الثوَّار الذين خاضوا غمار تلك المرحلة بكل بسالة، مترحمين على أرواح شهداء تلك المرحلة التي جسّدوا فيها معاني الوطنية والفداء، كما نترحم على أرواح شهداء كل مراحل النضال والاستقلال الذي مازالت معاركه مستمرة على أكثر من صعيد، حتى تحقيق أهداف الإرادة الشعبية الجنوبية الحرة، أولئك المناضلين الأبطال الذين قادوا وشاركوا في الكفاح المسلّح ضد المستعمر بكل بسالة، حين حملوا على عاتقهم مسئولية تاريخية وكبيرة من أجل الوطن وسيادته. حتى اثبتوا ان الجنوب وطن وهوية في حاضره ومستقبله، واليوم نكافح جميعاً نحن الجنوبيون لنفس الهدف السامي دفاعاً عن هذا الوطن، ولن نتنازل ابداً عن هويتنا الوطنية، وسيادة وطننا، وحقوق شعبنا المتمثلة في التحرير والاستقلال. وهذه هي أهدافنا وتطلعاتنا المشروعة التي فوضنا الشعب من أجلها، والتي قلنا ونؤكد اليوم مجدداً انه لا تراجع عنها ابداً مهما كانت الصعوبات، ولا تنازل عنها مهما استفحل الشرّ وأهله".

 

 

 نصف قرن على الاستقلال الأول والتطلع للاستقلال الثاني

 

 

وقال متحدثا عن الاستقلال الأول لبلاده "قبل نصف قرن من اليوم، ارتفعت راية الجنوب بعد ان ارتقى من أجلها شهداء كُثر خلال مرحلة التحرير المجيدة".

وتابع "بعد ان استبد المستعمرون الجدد بهذا الوطن الجنوبي العظيم بقوتهم الغاشمة في 1994م وجد الجنوبيون أنفسهم أمام ضرورة حقيقية فكافحوا الاحتلال رغم قوته وجبروته ورغم امكانياتهم الضعيفة آنذاك، الا ان ارادتهم وصلابتهم جعلتهم يستقبلون الرصاص الغادر بصوت السلم وثورة السلام، فلم يكتفِ المحتل بذلك ولم يستفد من دروس التاريخ فأثخن في الشعب المظلوم قتلاً وتنكيلاً، فحمل الجنوبيون سلاحهم وانطلقوا ثواراً على خطى آبائهم واجدادهم فكسروا ظهر المحتل وهزموا مشروعه بقوة السلاح والحق والإرادة، فهل يدرك الغائبون عن التاريخ والمغيّبون عن الواقع ان للشعوب صحوات وان للثوّار جولات ان بدأت فلن ترحمهم ولن يرحمهم التاريخ".

 

المضي في طريق الاستقلال الثاني

وجدد الزبيدي مضي المجلس الانتقالي ومعه كل الجنوبيين في تحقيق الاستقلال الثاني قائلا "ندرك تماماً – ونحن معكم – انكم تتطلعون الى المستقبل بأعين يملؤها الأمل، وبقلوب يسكنها صوت الثوار وهدير الثورة وصور الشهداء، وبسواعد لن تتوانى عن مواجهة الشرّ وأي مخاطر تهدد الثورة والوطن والشعب، وبأرواح محبة للسلام. نقول لكم اليوم، اننا وعلى الرغم من التعقيدات التي يصنعها خصومنا أمامنا الا اننا ماضون بكم بوعيٍ كامل، ورغم الأمل الكبير الا اننا لسنا ببعيدين عن صوت الثوار وهدير الثورة، ولتكن سواعدكم حاضرة وجاهزة".

الجنوب لن يكون هيناً

ووجه الزبيدي رسائل هامة، قائلا "اننا وبالقدر الذي نحتاج فيه الى اليقظة، فإننا نحتاج وعياً شعبيا ودعماً جماهيرياً يحافظ على التوازنات السياسية التي نسير فيها بدقة، وثقوا ثقة كامله ان ثمن تجاوز الجنوب لن يكون هيناً، ولن يدفعه طرف دون طرف، بل سيدفعه كل من شارك فيه، خاصة من احتضناه وأعدنا له اعتباره بدمائنا وجراحنا وبنادقنا وما أسهل ان تهدم جداراً هشاً يمنعك عن حريتك ويحرمك من حقوقك وتطلعاتك المشروعة".

وأضاف "عندها سنفرض خياراتنا السياسية مستندين الى عدالة القضية الجنوبية والى إرادة الشعب الجنوبي الحر، وعندها لن يكون هنالك مكاناً لمن يدّعون ان شرعيتهم نزلت من السماء، ومثلما حاربنا الحوثيون ولا زلنا، فسنحارب من يسير في نهجم في محاربة قضيتنا وشعبنا، ولا شيء يمنعنا عن مشروعية الدفاع عن أنفسنا ومستقبلنا".

 

التأكيد على الاستمرار في مكافحة الإرهاب

 

وأكد الزبيدي الاستمرار في مكافحة الإرهاب ومموليه، قائلا "اليوم ايضاً، وكجزء من معركتنا الكبيرة للدفاع عن هذا الوطن، نؤكد على استمرارنا في مكافحة الإرهاب ومحاربة مموليه وداعميه، وستستمر عملياتنا العسكرية والأمنية ضد هذه التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها داعش والقاعدة، وندعو الدول التي حملت على عاتقها مكافحة التطرف والإرهاب الى دعم جهودنا وتطويرها بما يساعدنا على الاستمرار في مكافحة هذه المخاطر التي تهدد أمننا الوطني والامن الإقليمي والدولي".

 

التمسك بمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي

 

وقال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي "نؤكد على تمسكنا الراسخ بمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي، ورفضنا القاطع لدعوات التخوين التي تستهدف النسيج الاجتماعي الوطني للجنوب، وندعو الى تعزيز قيم التعايش والقبول بالآخر وليكن السلم قاعدة لاستيعاب كافة اختلافات وجهات النظر الجنوبية".

 

الشراكة الجنوبية مع التحالف العربي

 

 وتحدث الزبيدي عن شراكته مع دول التحالف العربي في محاربة الحوثيين الموالين لإيران "أكدنا ولا زلنا نؤكد على عمق شراكتنا مع دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، حتى تحقيق اهدافنا المشتركة والقضاء على المشروع الفارسي المتمثل في جماعة الحوثي من المنطقة والقضاء على خطر فكر جماعة الاخوان المسلمين الذي ولدّ الإرهاب والتطرف".

وأضاف "قلنا سابقاً إننا قد عملنا وبكل الوسائل على الارتقاء بهذه العلاقة الاستراتيجية نحو ضمان أمن واستقرار المنطقة واستعادة شعب الجنوب لسيادته على أرضه كعامل أساس في الحفاظ على الأمن القومي العربي، واليوم وبالقدر الذي نؤكد فيه لدول التحالف العربي على حرصنا في الحفاظ على هذه العلاقة التي انتجتها هذه المعركة المشتركة، نؤكد على تمسكنا بحقنا الكامل في قضيتنا الوطنية، وعدالتها وضرورة حلها، واحترام تضحياتنا ونضالنا الوطني".

 

الانفتاح على الحوار والسلام

 

وجدد الزبيدي تأكيد "المجلس الانتقالي الجنوبي على انفتاحه للحوار والسلام، واستعداده للمشاركة بإيجابية في العملية السياسية بما يحقق السلام وينهي الحرب، ويضع أساسا حقيقياً لمرحلة ما بعد الحرب بما يضمن للجنوبيين حقهم في حل قضيتهم حلاً عادلاً وفقاً لتطلعاتهم المشروعة. حيث يمكن لأي حل سياسي ينتقص من قضية شعب الجنوب أن يحقق أي سلام منشود في المنطقة، فقضية الجنوب ليست هامشاً، وأي حلول تقفز على الواقع الجديد الذي أفرزته الحرب سيكون مصيرها الفشل الذريع".

 

رسائل إلى الجيش الجنوبي

 ووجه الزبيدي رسائل إلى القوات المسلحة الجنوبية قائلا "اننا نستحضر في هذه الذكرى العظيمة، الدور البطولي الذي تلعبونه، فأنتم حماة الوطن، وحاملين بيارق النصر، والمدافعين بأرواحكم عن رايته التي حميتموها بدمائكم الطاهرة، أنتم المكسب الحقيقي في هذه المرحلة الحرجة فكونوا كما عهدناكم على درب الدفاع عن الوطن وقضية الشعب، فالأمل بكم كبير، والشعب ينتظر منكم الكثير، فكونوا على قدر من المسؤولية، وليحمي الله ارواحكم الغالية".