إسرائيل تطلق “درع الشمال”..

هل يمتلك حزب الله أنفاقًا هجومية تحت إسرائيل؟

منظومة أنفاق حزب الله الهجومية؟

بيروت

“مواجهة تحت الأرض”، هكذا يمكن وصف حملة واسعة أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إطلاقها لتدمير أنفاق حزب الله الهجومية، التي تمتد إلى داخل إسرائيل. هذا هو فحوى الإعلان، لكن هل بالفعل يملك حزب الله أنفاقًا هجومية؟ وما الغرض منها إن كانت موجودة؟ وهل تقود الحملة إلى تصعيد حربي بين الطرفين؟

 

“درع الشمال”

أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي مسمى “درع الشمال” على الحملة التي بدأها لتدمير أنفاق محتملة لحزب الله اللبناني تمتد تحت المستوطنات على الجانب الإسرائيلي من الحدود.

وقال بيان للجيش إنه منذ العام 2014 يعمل في الجيش الإسرائيلي طاقم خاص ومشترك لهيئة الاستخبارات والقيادة الشمالية، يقود منذ ذلك الحين التعامل العملياتي والتكنولوجي والاستخباراتي في قضية الأنفاق في الجبهة الشمالية.

وبحسب البيان، تهدف الحملة التي أطلقها الجيش الإسرائيلي في قيادة المنطقة الشمالية -بمشاركة هيئة الاستخبارات وسلاح الهندسة وإدارة تطوير وسائل قتالية- إلى إحباط الأنفاق الهجومية داخل إسرائيل.

“في السنوات الأخيرة، وفِي إطار الاستعداد لمواجهة هذا التهديد، تم تطبيق خطة دفاعية خاصة في المنطقة، تضمنت أعمالًا لإقامة جدران وعوائق صخرية بالإضافة إلى أعمال تجريف للأراضي. هذه الخطة الدفاعية تهدف لمنع العدو من تحقيق قدراته الهجومية”، تابع البيان. 

 

الاستعداد للحرب؟

وتضمن بيان الجيش الإسرائيلي نبرة واضحة عن احتماليات حدوث تصعيد مع الحزب.

وقال البيان إن “الاستعداد القتالي لتطبيق هذه الخطوة مستمر في هيئة الأركان العامة خلال سنوات، مما أدى إلى توفر الظروف العملياتية في هذه الفترة”.

قائد القيادة الشمالية الميجر جنرال يؤال ستريك يقود الحملة العسكرية التي تشارك فيها قوات كبيرة.

وعزز الجيش الإسرائيلي قواته في المنطقة الشمالية (بالقرب من الحدود الجنوبية للبنان)، ووضعها في حالة جاهزية كبيرة لأي تطورات محتملة. وتم الإعلان عن مناطق عدة بالقرب من السياج الأمني في الشمال كمناطق عسكرية مغلقة.

في بحث احتماليات التصعيد، نعود لهجوم حزب الله اللبناني على دورية إسرائيلية في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، عام 2014، وإن جاء حينها ردًا على الهجوم الإسرائيلي على موكب للحزب في منطقة القنيطرة السورية. وجاءت الحادثة حينها عندما كانت إسرائيل تطلق عملية بحث واسعة على طول خط الحدود المحاذي لمستوطنات الجليل الأعلى، بحثًا عن أنفاق يحتمل أن يكون الحزب قد بناها عبر الحدود.

كما أنه في حال تمكن الاحتلال من الإضرار ببنية إستراتيجية للحزب، فإن احتمالية أن يستهدف الحزب قوات الاحتلال ترتفع.

 

هل يملك حزب الله أنفاقًا هجومية بالفعل؟

الإعداد للحرب يبقى دومًا ضمن سرية تامة، خصوصًا في حالة حزب الله وإسرائيل. هنا الحديث عن مواجهة بين جيش فعلي وتنظيم مسلح.

رغم ذلك، يمكن التنبؤ من قبل الخبراء العسكريين بتوجهات الحزب للإعداد لهذه الحرب التي يعتبرها كثيرون حتمية.

يقول خبراء إنه في ظل التفوق الإسرائيلي على الحزب في الجو والبر والبحر، فإن الحزب قد يلجأ إلى “تحت الأرض” لتأسيس سلاح الأنفاق بهدف التسلل للعمق الإسرائيلي في أي حرب مقبلة. وهنا نستذكر تهديدات سابقة للحزب بأنه سيحتل مناطق في الجليل على الحدود مع لبنان في أي حرب مقبلة.

ويقول خبراء لبنانيون إن لجوء الحزب للأنفاق تحت الأرض يعود لأغراض عدة، منها هجومية، ومنها دفاعية لحماية معداته والتخفي عن وسائل التجسس الحديثة.

وفق تقارير سابقة، فإن المخاوف الإسرائيلية من أنفاق حزب الله تنطلق من 3 معطيات أساسية، أولها أن الحزب كشف في أكثر من مناسبة عن وجود أنفاق لديه، يستعملها لمواجهة الإسرائيليين، بعضها يتسع لسيارات وآليات ثقيلة، وصولًا إلى الصواريخ بعيدة المدى التي يعتقد أنه يمتلكها، والتي لا يمكن أن يحتفظ بها فوق الأرض.

أما المعطى الثاني، فهو أن حزب الله هو من درب حركتي حماس و«الجهاد الإسلامي» على حفر الأنفاق، ويقال إنه ساهم بتهريب آلات حفر إليهما استخدمت في بناء الأنفاق تحت الحدود المصرية، وكذلك في الحفر تحت المواقع الإسرائيلية لتنفيذ عمليات هجومية كما حدث في حرب 2014 في قطاع غزة.

وفي تصريحات سابقة، قال الخبير بالشؤون العربية دورون بيسكين للإذاعة الإسرائيلية: «منذ عام 2006، هناك كثير من التقارير العلنية في وسائل الإعلام العربية وغيرها، تتحدث عن وجود أنفاق في جنوب لبنان، وحزب الله لم يحاول إخفاء أنه يوسع شبكة أنفاقه، وما هو معروف أنه من جنوب الليطاني وحتى الحدود الإسرائيلية توجد شبكة أنفاق تابعة لحزب الله، ونحن نتحدث عن أنفاق إذا ما قارناها بما يحدث في غزة، فإن الأمر يبدو كلعبة أطفال مقابل ما يوجد لدى حزب الله».

وأضاف بيسكين: «أولا، وقبل كل شيء، فإن حزب الله هو من جلب أسلوب وتكتيك الأنفاق إلى منطقتنا، وحماس تعلمت هذا الأسلوب من حزب الله، فالأخير يستخدم منذ أواسط سنوات التسعينيات هذه الأنفاق، أي أن لديه خبرة أكثر من 20 سنة، وقد نقل هذه المعرفة لحماس”.

رغم هذه التقديرات الإسرائيلية، إلا أن بعض الخبراء يستبعدون بشكل تام أن يكون الحزب قد أسس أنفاقًا تمتد لداخل إسرائيل، وذلك بسبب أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة ووعورتها الشديدة تفرضان استحالة حدوث ذلك.