مفاوضات السويد..

اتفاق على تبادل للأسرى بين وفد الحكومة والمتمردين

غريفيث إن مستقبل اليمن مرهون بيد المشاركين في المشاورات

ستوكهولم

اتفق الطرفان المتحاربان في اليمن الخميس على إطلاق سراح آلاف الأسرى فيما وصفه مبعوث الأمم المتحدة بأنه بداية مبشرة لأول محادثات سلام منذ سنوات لإنهاء الحرب.

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيث في مؤتمر صحفي في قصر أعيد ترميمه خارج ستوكهولم إن مجرد جمع الوفدين اليمنيين في السويد يعد خطوة مهمة.

ولم تجر محادثات منذ 2016 وفشلت أحدث محاولة في جنيف في سبتمبر الماضي بسبب عدم حضور الحوثيين.

وقال غريفيث إن تبادل الأسرى الذي اتفق عليه الطرفان في بداية المحادثات سيسمح بلم شمل آلاف الأسر. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن خمسة آلاف أسير على الأقل سيفرج عنهم.

وأضاف أن استئناف المشاورات جاء بعد توقف عامين من المحاولات السياسية لحل الأزمة اليمنية، والطرفين وقعا على اتفاق لتبادل الأسرى والمعتقلين والمحتجزين بالإضافة إلى خفض التصعيد العسكري من أجل التمهيد للمشاورات.

وأشار إلى أن جولة المشاورات تحاول التوصل إلى اتفاق يقوم على المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216.

وقال المبعوث الأممي إن الأمم المتحدة تأمل في التوصل، خلال الأيام المقبلة، على حل للعديد من المشاكل من أجل التخفيف من معاناة اليمنيين، وفي حال لم ننجح المشاورات فإن نصف الشعب اليمني معرض لخطر المجاعة والأوبئة والأمراض.

وأكد أن مستقبل اليمن "مرهون بيد المشاركين" في المشاورات وقابل للتحقق في حال توفرت الإرادة السياسية، وهناك جهد ودعم دوليين لإجراء هذه المحادثات وحل أزمة اليمن.

ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء وأغلب المراكز السكانية بينما تجد الحكومة التي تتخذ من مدينة عدن بالجنوب مقرا لها صعوبة في التقدم رغم مساعدة دول عربية لها.

وقال مصدر من الأمم المتحدة إن من المتوقع أن يقوم دبلوماسيون بجولات مكوكية بين الطرفين لبحث خطوات أخرى لبناء الثقة وتشكيل هيئة حكم انتقالية.

ودعت السويد إلى محادثات بناءة لإنهاء ما وصفته وزيرة الخارجية مارغوت فالستروم بأنها "كارثة" في اليمن. وحث غريفيث الطرفين على ألا يتخلى أي منهما عن دوره.

يسعى غريفيث للاتفاق لإعادة فتح مطار صنعاء ودعم البنك المركزي وضمان هدنة في ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين والذي أصبح محور الاهتمام في الحرب بعد أن شن التحالف حملة لانتزاع السيطرة عليه هذا العام.

وقد يؤدي ذلك إلى وقف أوسع لإطلاق النار وتوقف الغارات الجوية التي يشنها التحالف والتي يقال إن آلاف المدنيين قتلوا فيها وكذلك توقف الهجمات الصاروخية التي يشنها مقاتلو الحوثي على مدن سعودية.

وقال مصدر بالأمم المتحدة إن الطرفين ما زالا بعيدين عن الاتفاق على المسائل الثلاث، خاصة بشأن من عليه أن يدير ميناء الحديدة وما إذا كان على الحوثيين مغادرة المدينة بالكامل. وأضاف المصدر "الحديدة معقدة جدا".

وتحاول الأمم المتحدة تحاشي شن هجوم شامل على الحديدة منفذ دخول معظم البضائع التجارية والمساعدات الانسانية إلى اليمن. وقد عزز الجانبان مواقعهما بالمدينة المطلة على البحر الأحمر في معارك متفرقة بعد تهدئة في الشهر الماضي.

والسبيل الرئيسي الآخر لدخول الحديدة والخروج منها هو مطار صنعاء لكن استخدامه مقيد بسبب سيطرة التحالف الذي تقوده السعودية على المجال الجوي.

وقال محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا بحركة الحوثي والذي لا يشارك في فريق السويد في تغريدة على تويتر "إذا لم يتم فتح مطار العاصمة اليمنية للشعب اليمني في مشاورات جولة السويد فأدعو المجلس السياسي والحكومة إلى إغلاق المطار أمام جميع الطيران، ويتحمل مسؤولو الأمم وغيرهم الوصول إلى صنعاء كما يصل المرضى والمسافرون اليمنيون، الذين يحتاجون كما قيل لي إلى ما يقارب الخمس عشرة ساعة حتى يصلوا برا".