ضمن تحديات التواصل..

إليك 8 نصائح لتكسب معركة سياسية

قاعدة كل فشل سياسي تقريبًا هو فشل في التواصل

صحف

إن التعامل مع أزمة كبرى هو الأصعب من ضمن كل تحديات التواصل. عندما يفعل قائد أو مرؤوس في مكانة عامة مرتفعة شيئًا غبيًا, أو غير قانوني, أو غير أخلاقي, أو حتى إذا حدث شيء سييء أو خطير عن طريق الصدفة, توجد فرصة كبيرة لتفاقم المشكلة أكثر عبر التواصل السييء. 

عادة ما يصاحب الأزمة الارتباك, والهلع, والمشاعر الحادة ومشاعر باليأس والفاجعة. من الصعب التفكير بعقلانية وكثيرًا ما تكون الدوافع الأولية خطأ. أولئك الذين يمرون بأزمة لا يستطيعون وضع الأمور في منظورها الصحيح, ولا يستطيعون تقدير حجم, أو شدة أو أهمية ما حدث, ويكونون في أكثر الأحيان في موقف لا يسمح لهم باتخاذ القرارات المناسبة. القليل فقط من صناع السياسة أو المديرين التنفيذيين للشركات مجهزون فعلًا لإدارة الأزمات لأنهم لا يتوقعون أن الأزمة ستقع أثناء وجودهم في المنصب. إنه مثل الاستعداد لزلزال؛ لا أحد يصدق فعلًا أنه سيحدث لهم. في أية أزمة تقريبًا, تُرتكب الأخطاء في مرحلة مبكرة.

إليكم بعض النصائح للتعامل مع المواقف الصعبة بأفضل طريقة:

النصيحة الأولى
لا تتخذ القرارات بمفردك. اجمعْ الأشخاص الذين تثق بهم بسرعة وناقش كل زاوية ومسألة. اجلب الأشخاص أصحاب وجهات النظر الحديثة غير المعقدين نفسيًا, ويشملون المتخصصين في التواصل ممن يمتلكون خبرة في إدارة الأزمات. ناقش معهم الأمور. لا تتخذ قرارات متعجلة. استمع لمجموعة كبيرة من الأشخاص الذين تثق بهم قبل أن تتخذ قرارك. أخبر رؤساءك أو زملاءك فورًا عن الأزمة واطلب نصيحتهم. في خضم الجدل, الأشخاص المتورطون بشكل مباشر عادة لا يتمكنون من رؤية الأمور بوضوح لأنهم ينقصهم السياق ووجهة النظر. إذا كان شخص واحد يتخذ القرارات من دون أية مناقشة أو مساهمة خارجية, ستُرتكب دائمًا أخطاء سيئة.

النصيحة الثانية
لا تحاول أبدًا التستر على ما حدث. يعلم معظم صناع السياسة ورؤساء الشركات أنه إذا حدث شيء سيئ, فإن محاولة التستر عليه هي أسوأ شيء تفعله. مع هذا, في لحظة الانفعال عندما تظهر الأزمة, عندما تكون السُمعة والمسيرة المهنية على المحك, يتواجد إغراء هائل للتفكير في أن الخطأ أو السلوك غير السليم يمكن إخفاؤه دون أن يعرف أحد.  

لكن صدقني, الجدران لها آذان وسينكشف الأمر. سيتحدث شخص ما والأزمة الناتجة ستصبح أسوأ بكثير من الخطأ الأصلي. سواء كانت المشكلة الأصلية كبيرة أم لا, محاولة التستر سوف تحولها إلى مشكلة كبيرة. سيصبح التستر مشكلة أكبر من المشكلة الأصلية. إن الخطوة الأولى في حل الأزمة هي الاعتراف بالخطأ, أو سوء التصرف, أو أيًّا كان ما حدث. كُن صريحًا ولا تحاول التستر على الخطأ.

النصيحة الثالثة
بدلًا من محاولة التستر, افعل العكس. عندما يحدث شيء سيئ, سواء كان خطأك أم لا, أعلن عن الأمر بأكبر سرعة ممكنة. قدم معلومات أكبر من القدر المتوقع. قدم الأسماء, والتواريخ, والتفاصيل, وخلفية الموضوع وكل شيء تعرفه. ومع حدوث تطورات جديدة وظهور معلومات جديدة, أفصحْ عنها.

لا يمكن أن تظهر وكأنك تخبئ شيئًا. سوف يقدر الجماهير أو العملاء حقيقة أنك تتعامل بشفافية وبصراحة مع المسألة. أحد الأسباب الأخرى للإفصاح عن المعلومات بسرعة هو أنه إذا لم تكن الأزمة كبيرة, فربما تستطيع أن تقصر القصة على دورة أو دورتين إخباريتين بدلًا من ترك القصة تظهر لعدة أيام أو أسابيع كحقائق جديدة تم الكشف عنها.

النصيحة الرابعة
أجّل القرارات والإجراءات الكبرى حتى تشعر أنك تفهم الحقائق جيدًا. عندما تحدث أمور سيئة, لا تتخذ قرارات عاطفية متسرعة أبدًا. بصراحة, القول أسهل من الفعل. في بعض الأحيان تكون الأزمة والإجراءات واضحة جدًا لدرجة أنك تتحرك بسرعة. مع هذا, تحتاج الحقائق في كثير من الأحيان لأن تُجمع وتحتاج الخيارات لأن تُدرس. ينبغي عليك, بالطبع, أن تعترف فورًا بالموقف, لكن ليس عليك الإعلان فورًا عن إجراء مثل فصل أحد من العمل أو الاستقالة. من المهم أن تتخذ إجراءً سريعًا بقدر معقول, لكن ليس قبل أن تعرف ما حدث فعلًا وتفهم كل الملابسات. خذ وقتًا لمعرفة الحقائق, لكن ليس وقتًا طويلًا جدًا. يفهم الناس أن الوقت القليل ضروري لفهم التفاصيل الدقيقة للأزمة. لكن لا تأخذ أكثر من دورتين إخباريتين.

النصيحة الخامسة
عندما يحدث شيء سييء, كن متواضعًا, واعتذر, وتعهد باتخاذ إجراءات تصحيحية وحدد ما سيتم فعله. لا تقلل من حجم الخطأ. نحن أشخاص متسامحون. الجميع يخطئون من حين لآخر. نحن نتعاطف مع الأشخاص أو المؤسسات الذين يرتكبون أخطاء, ويعترفون على الفور ويتعهدون بتقديم أداء أفضل. بينما الشخص المتكبر, الذي يلوم الآخرين, ويرفض تحمل المسئولية, يفاقم المشكلة ويشجع المنتقدين ووسائل الإعلام الإخبارية على البحث أكثر والعثور على المزيد من الأخطاء. بعد تقبل اللوم كله, حدد إجراءً لتصحيح المشكلة والمضي قدمًا. القليل من التواضع يقطع شوطًا طويلًا في تهدئة الأزمة. 

النصيحة السادسة
لا تخطئ الحكم على حدة الأزمة. الأقوال أسهل من الأفعال. عندما يحدث شيء سيئ, يكون الميل الطبيعي هو التقليل من قدر تأثيره وتوقع أن الموقف سيهدأ سريعًا. هذا صحيح بوجه خاص إذا كانت التفاصيل لم يُكشف عنها بعد وأنت ترى قشور الأشياء فقط. ينبغي أن تفكر في أسوأ وأفضل سيناريو – لكن توقع الأسوأ. اسأل هذا السؤال: "إذا فتش ستة صحفيين استقصائيين في هذه المسألة واتصلوا بكل المعنيين, ماذا سيظهر؟" من المهم التفكير مليًا في حجم الحادثة, وكل الملابسات. لا تقلل من حجم التأثير. إذا كنت تعرف أن هناك المزيد ليُكشف, خذ المبادرة وأعلن عنه بنفسك.

النصيحة السابعة: احذر من "النفاق." إذا سرق شخص عادي شيئًا, لا يكون حدثًا كبيرًا. إذا سرق ضابط شيئًا, تكون أخبارًا مهمة. إذا كانت الأزمة تحمل رائحة النفاق, تكون حدثًا مهمًا. هذا مهم في تحديد حجم الأزمة وكيفية التعامل معها. إن القصة التي تدور حول مراجع حسابات المقاطعة الذي يملأ سيارته من بنزين المقاطعة, ولا يدفع مقابله, كانت خبرًا في الصفحة الأولى لأن مراجع الحسابات يُفترض به أن يكون المراقب المالي للمقاطعة. عندما ينطوي الأمر على النفاق, يكون من المهم جدًا اتباع النصائح السابقة والإفصاح عن كل شيء بالكامل وبسرعة, دون محاولة إخفاء أي شيء.

النصيحة الثامنة
توقع حالة هياج إعلامي شديدة. عندما يكون كل منفذ إعلامي لديه عدة مراسلين يستهدفونك أنت ومنظمتك وجميعهم يتنافسون على السبق الصحفي وأية معلومات, ستشعر وكأن أبواب الجحيم فُتحت, وكأنك في ساحة حرب. توقع هذا. توقع أن تشعر بأنك ضحية. كن صبورًا وتعامل مع الأمر. افهم أن أي قدر ضئيل معتاد من ضبط النفس أو المجاملة من جانب وسائل الإعلام سيتم تجاهله وسط التدافع الجنوني, وخاصة إذا كان الإعلام الوطني مشتركًا في الأمر.

أجب عن كل الأسئلة. اختر متحدثًا بارعًا, ربما أنت نفسك, لكن لا تحمِ رؤساءك من الهجوم وإلا سيبدو الأمر وكأنه تستر. يجب أن يظهر كبار الشخصيات في المنظمة وهم يتعاملون مع الأزمة. للمساعدة في تهدئة حالة الهياج, إعلن في أسرع وقت عن خطة إصلاح بخطوات ملموسة لمنع الإخفاق من الحدوث مجددًا. إن أية أزمة أو فضيحة كبرى ستسبب ضررًا, وربما تكلف بعض الأشخاص وظائفهم. لكن عن طريق التعامل بصراحة ووضوح, يمكن التقليل من حجم الضرر.