تاريخ الماسونية..

عبدالهادي يبحث عن الجذور التاريخية للماسونية

يبحث في التحركات الماسونية وعلاقتها بمسيرة الأحداث والتغيرات الاجتماعية والسياسية

القاهرة

المعنى الأصلي لمصطلح "الماسونية" يمكن تفسيره بصورة مختلفة، فعلى سبيل المثال فإن الحرفي أو البنّاء الذي يعمل بشكل حر ويستخدم في عمله للحجارة المنحوتة أدوات حرفية مثل القدوم والشاكوش والبلطة والمسطرين يطلق عليه اسم "فريماسون" نظرًا لأن مثل هذه الحجارة المنحوتة تسمى في اللغة الإنجليزية "فري ستون" كما أنه من المحتمل أن هؤلاء الحرفيين قد أطلق عليهم اسم "الأحرار" نظرًا لأنه في عصر حكم الأنظمة الإقطاعية في أوروبا كان هؤلاء الحرفيون أحراراً في عملهم يسافرون إلى أي مكان في بلادهم يكون في حاجة إلى خدماتهم ويعملون هناك.
ولأن هؤلاء الحرفيون كانوا على أهمية كبيرة من الناحية الصناعية والفنية والمجتمع في حاجة ماسة إليهم كانوا يرون أنه من الواجب عليهم أن يحافظوا على أسرار مهنتهم فيما بينهم، وأن تكون لهم رموز وإشارات خاصة، حيث انضموا إلى النقابات والاتحادات المهنية والعمالية التي كانت تتميز بالسرية والتخفي، وهذ النوع من النقابات والاتحادات الماسونية السابقة سمي بعد ذلك "بالماسونية العملية". 
وكان هذا في القرون الوسطى لكن في القرون التالية أخذ البناءون والحرفيون الأحرار في نقل مكانتهم الاجتماعية في المحافل من الأقلية إلى الأكثرية بين الأغنياء وعلية القوم والعلماء والمفكرين، ومذ ذلك التاريخ بدأت المحافل "الماسونية النظرية" في الظهور. وقد جعلت هذه الماسونية بأسلوبها الجديد عنوانها العلانية ولكن كانت لها برامج وتحركات خفية سرية ومازالت.
وحول الجذور التاريخية للماسونية ظهرت روايات وحكايات كثيرة منها ما يربط هذه الجذور بمعبد سليمان؛ حيث يرى كثير من الكُتاب أنها نبعت واستلهمت من جذور يهودية، لكن التاريخ يثبت أن وجود هذه الحركات كنتاج لازدواجية الرؤية في الحضارة الغربية البرجوازية قد بدأ منذ 1717، وكان الإنجليز هم الذين بدأوها. 

قبل هذا الكتاب "تاريخ الحركات والأنشطة الماسونية السرية في الدول الإسلامية" لعبدالهادي حائري (ترجمة د عادل سويلم و د منى حامد) لم يظهر كتاب قائم على أسس بحثية حول الماسونية في العالم الإسلامي كله باللغة العربية أو حتى الفرنسية أو الإنجليزية، ولهذ السبب فهذا الكتاب - بعد إلقاء نظرة قصيرة على دوافع ظهور هذه الحركة السرية والكثير من أدوارها التاريخية في الدول الغربية - يتناول تاريخ الماسونية في إيران وتركيا والدول العربية والهند وإندونسيا. ويحاول الكاتب أن يبحث في التحركات الماسونية وعلاقتها بمسيرة الأحداث والتغيرات الاجتماعية والسياسية لهذه الدول.
في الفصل الأول من هذا الكتاب الصادر عن المكتب المصري للمطبوعات بالقاهرة، يتحدث الكاتب عن صعوبات كتابة تاريخ الحركة الماسونية، وفي الفصل الثاني يتناول بداية انتشار الماسونية في العالم ودورها في مسيرة التغيرات العالمية. أما في الفصل الثالث فيتناول الماسونية بين الإيرانيين. وفي الفصل الرابع يتناول الماسونية بين الأتراك، وفي الفصل الخامس يتناول الماسونية بين المصريين. وفي الفصل السادس يتناول الماسونية في الدول العربية الأخرى.
أما الفصل السابع فيتناول علاقة الأمير عبدالقادر الجزائري زعيم الجزائريين في مواجهة الاستعمار الفرنسي بالماسونية. وفي الفصل الثامن يتناول الماسونية بين الهنود. وفي الفصل التاسع يتناول الماسونية بين شعوب أندونيسيا.