غدًا الأحد..

"الاحد" يوم عالمي لملاحقة جرائم المال وتقييد الحريات

مكافحة الفساد 2018

صحف

تحت شعار (الفساد.. عائق لأهداف التنمية المستدامة)، يستعد العالم غدًا الأحد، لإحياء بـ "اليوم الدولي لمكافحة الفساد لعام 2018"، وهو حملة عالمية تركز على بحث تأثير الفساد على النواحي التعليمية والصحة، فضلًا عن العدالة والديمقراطية، وسبل تحقيق التنمية والازدهار.

وتتخلل المناسبة، تنظيم المملكة العربية السعودي، لـ "المنتدى السنوي السابع بعنوان (مخاطر الفساد وسبل التعامل معها)"، والذي تنظمه "الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة)"، برعاية الأمير "خالد الفيصل" مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، كما ينظم "الحزب الشيوعي" الحاكم في جمهورية الصين الشعبية، احتفالًا بـ "اليوم العالمي لمكافحة الفساد".

اليوم العالمي لمكافحة الفساد

في طليعة إحياء "اليوم العالمي لمكافحة الفساد"، الذي يحتفي به العالم في التاسع من ديسمبر من كل عام، أورد الموقع الرسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة، مقدمة، أشار فيها، أن قيمة الرشى حول العالم تصل إلى تريليون دولار، أما المبالغ المسروقة -المُعلن عنها- عبر الفساد فتصل قيمتها إلى أكثر من تريليوني ونصف دولار، وهو ما يُعادل 5% من الناتج المحلي العالمي.

أما في الدول النامية، فتشير تقديرات "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي"، قيمة الفاقد بسبب الفساد، بعشرة أضعاف إجمالي المبالغ المخصصة للمساعدة الإنمائية المقدمة.

وتُعرف الأمم المتحدة الفساد، بكونه جريمة خطيرة يمكنها أن تقوض التنمية الاجتماعية والاقتصادية في كافة المجتمعات، وتعترف المنظمة الدولية بأنه لا يوجد بلد أو منطقة أو مجتمع محصن من الفساد.

وكشفت الأمم المتحدة، أن "مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة"، و"برنامج الأمم المتحدة الإنمائي"، أقاما في هذا العام، شراكة عالمية، تهدف للتركيز على كيفية تأثير الفساد على الصحة والتعليم والعدالة والديمقراطية والتنمية والازدهار.

تاريخ المناسبة

وبالعودة إلى تاريخ المناسبة، نجد أن "اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد"، والمعروفة اختصارًا بـ (UNCAC)، في ديسمبر 2003، والتي تم إعدادها في 31 أكتوبر 2003 بالقرار 58/4، أحد أهم أبرز وجوه الاحتفاء بالمناسبة.

وقد حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم 9 ديسمبر يومًا دوليًا لمكافحة الفساد، بغرض زيادة الوعي بالفساد ودور الاتفاقية في مكافحتها ومنعها.
 
واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد هي معاهدة بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، تم توقيعها في 9 ديسمبر، ودخلت حيز التنفيذ اعتباراً من 14 ديسمبر 2005، حيث تلزم المعاهدة بشكل قانوني الدول الأعضاء باتخاذ خطوات نحو الحد من الفساد وفرض القانون.

وهناك خمس نقاط رئيسية أكدتها الاتفاقية:

 - اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع الفساد.
- إنفاذ القانون والنظام.
- التعاون دوليا للحد من الفساد. 
- استرداد الأصول وعودتها إلى بلد المنشأ.
- تقديم المساعدة الفنية وتبادل المعلومات. 

واليوم، تعد 186 دولة طرفًا في المعاهدة التي تضم 140 موقعاً، و30 تصديقاً، جنبًا إلى جنب مع الدول غير الأعضاء في الأمم المتحدة.

منظمة الشفافية الدولية

في أحدث تقاريرها السنوية، حول مؤشر مدركات الفساد، والذي يتزامن مع الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسها، كشفت "منظمة الشفافية الدولية"، عن معلومات تبعث على القلق، فعلى الرغم من مساعي محاربة الفساد في مختلف أنحاء العالم، إلا أنّ جهود معظم الدول تبقى متعثّرة، كما أن التقدم الذي أحرزته عدة بلدان في هذا المجال خلال السنوات الست الماضية كان خجولًا، إن لم يكن معدومًا، والأدهى من ذلك أن التحليل المفصل لنتائج المؤشر قد كشف أيضا عن أن معظم البلدان  تتدنى فيها مستويات حماية الصحافة والمنظمات غير الحكومية هي التي تتصدر أعلى معدلات الفساد!.

ويتولّى المؤشّر تصنيف 180 بلدًا وإقليمًا وفقًا لمدركات انتشار الفساد في قطاعها العام استنادًا إلى آراء الخبراء والمسؤولين في مجال الأعمال، وذلك حسب مقياس يتراوح بين 0 و100 نقطة، حيث تمثل النقطة الصفر البلدان الأكثر فسادًا في حين تمثل النقطة 100 البلدان الأكثر نزاهة. وتوصّل المؤشر هذه السنة إلى أنّ أكثر من ثلثي البلدان قد حصلت على درجة تقل عن 50 نقطة، حيث أنّ معدل الدرجات بلغ 43 نقطة.

وخلال السنوات الستّة الماضية شهدت بلدان قليلة تحسّنًا في ترتيبها هي: كوت ديفوار السنغال، المملكة المتّحدة. بينما تتراجع الكثير من البلدان من بينها اليمن وسوريا وأستراليا.

وتصدّرت المؤشّر لهذه السنة نيوزيلاندا بـ 89 نقطة، تلتها الدانمراك بـ 88 نقطة، بينما جاءت سوريا (14 نقطة) ثمّ جنوب السودان (12 نقطة) وأخيرًا الصومال (9 نقاط) في ذيل الترتيب.

أما عن الدول العشرة الأولى في الترتيب (والأقل فسادًا) هي: نيوديلاندا – الدانمارك – فنلندا – النرويج – سويسرا – سنغافورا – السويد – كندا – لوكسمبورغ – هولندا – المملكة المتّحدة – ألمانيا – أستراليا.

الدول العشرة الأخيرة في الترتيب (والأعلى فسادًا) هي: غويانا – – غويانا بيساو – كوريا الشمالية – ليبيا – السودان – اليمن – أفغانستان – سوريا – جنوب السودان – الصومال.

فعالية سعودية

وتزامنًا مع "اليوم العالمي لمكافحة الفساد"، تنظم الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة)، أعمال المنتدى السنوي السابع بعنوان: (مخاطر الفساد وسبل التعامل معها)، وذلك في فندق هيلتون جدة، برعاية الأمير "خالد الفيصل" مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة. 

وسيناقش المنتدى الذي يأتي تحت شعار: "متحدون على مكافحة الفساد"، بمشاركة متخصصين ومسؤولين، وممثلي الجهات الحكومية والخاصة، إلى جانب مشاركين من خارج المملكة، من خلال جلستين، عدداً من الموضوعات التي تتعلق بآليات تحديد مخاطر الفساد، إلى جانب استعراض تجارب وتطبيقات لذلك.

ويأتي انعقاد هذا المنتدى تنفيذاً لما تضمنه تنظيم (نزاهة) القاضي بعقد المؤتمرات، والندوات، والدورات التدريبية، حول الشفافية، والنزاهة، ومكافحة الفساد، ومشاركة المملكة المجتمع الدولي للاحتفاء بمثل هذه المناسبات. 

احتفالات صينية

وفي إطار المناسبة ذاتها، حث مسئول بارز باللجنة المركزية لفحص الانضباط للحزب الشيوعي الصيني، أول أمس الخميس، على التمسك بسلطة الأمم المتحدة، وبالدور الرئيسي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، في عملية مكافحة الفساد على مستوى العالم.

وصرح يانغ شياو دو، نائب أمين لجنة فحص الانضباط ورئيس لجنة الرقابة الوطنية، بذلك خلال حفل بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد. 

وحث وانغ أيضا على تعزيز حوكمة كاملة وقوية على الحزب ومكافحة الفساد في الصين.

وقد أرسل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش رسالة تهنئة إلى الحفل، أكد فيها أن الأمم المتحدة تثمن وتدعم قضية مكافحة الفساد الدولية.

حضر الحفل مندوبون من 125 بلدا ومنظمة دولية في الصين.