رثاء..

فقيدة الوطن زهراء صالح

زهراء صالح

عبدالباري الكلدي
قبل أحد عشر عاماً اندلعت الاحتجاجات الشعبية في أرض الجنوب العربي في العام 2007 ضد الاحتلال اليمني الذي عاث في الجنوب فسادا ومارس ابشع الجرائم من تهميش وقمع وقتل واستبداد واظطهاد إلا أن الشعب الجنوبي حين يريد التخلص من الظلم والعدوان والاحتلال والظلام والبحث عن النور والحرية والكرامة تجد ثواره في كل بقعة من أرض الجنوب يشعلون شعلة الثورة لإنهاء الظلام ،

خرج لأجل الوطن شباب واطفال ، شيوخ ونساء لا تخيفهم المدرعات والدبابات التي تقتحم الساحات وتطلق رصاصاتها هنا وهناك على المتظاهرين والاعتصامات التي يعبرون من خلالها عن رأيهم ، فتلاحقهم الاطقم في كل شارع وحاره 

كان لا بدّ أن تستشعر المرأة الجنوبية حق النضال ضد ذلك المحتل وكانت المناضلة زهراء صالح رحمها الله هي شعلة البدء الحقيقية في تفعيل الدور الجماهيري وابراز المرأة والشخصيات الثورية تباعاً في مسيرة الحراك الجنوبي السلمي حتى صارت بعدهن ثورة عارمة خالدة ونورا ً عم ارجاء الجنوب 

كانت زهراء صالح ماجده من ماجدات الجنوب وثائره في سبيل تحقيق الحرية لوطنها المحتل، عاشت زهراء صالح
تدافع عن قضايا الوطن وتثور حين يتعرض وطنها الجنوب للنهب والبطش والفساد والإستبداد والاهانه من قبل الاعداء ، ودائما ً تكون في الصفوف الأولى مع كل مظاهرة أو اعتصام تستنهض همم الشباب والمرأة وتشحذ العزائم وتبعث في النفوس الحميه ومواصلة النضال وتكسير كل قيود الاحتلال، ومواجهة الظلم والطغيان ، 

زهراء صالح صخرة الجنوب كما أطلقت عن نفسها فقد كانت بالفعل صخرة عظيمة تركت في تاريخ النضال الجنوبي أفعال لا تنسى ... مشاركتها في جميع المظاهرات السلمية وأحياء الفعاليات في كثير من مناطق الجنوب منشورات اضرابات تحريض استطاعت زهراء صالح أن تفرض نفسها واحترامها وتكسب شعبية كبيرة في اوساط الشباب والنساء حتى كان يطلق عليها أم الأحرار ، فقدت زهراء صالح جزء غالي من جسدها عندما تعرضت لإصابة رجلها في انفجار قنبلة ولم ينجح الأطباء في علاجها وتم بتر رجلها ولم يعيقها ذلك من مواصلة نضالها وعادة زهراء صالح على كرسي متحرك لا تفارق ساحات النضال السلمي قويه شجاعة جريئة ثائرة حاملة قيم الثورة من أجل التحرر والاستقلال تفدي الجنوب بأغلى ما تملك ،

ستظل زهراء صالح صخرة الجنوب في ذاكرة الوطن لا تنتسي قط ، وسيخلد اسمها  التاريخ وكل من عرف هذه المناضله بمواقفها الشجاعة
وهناك المئات من الشباب الذين رافقوا زهراء صالح في كل أحداث الثورة الجنوبية لديهم قصص وحكايات ومواقف تحكي عن شجاعتها وحكمتها وحبها لهم وللوطن قد لا استطيع أوفي بالكتابة والتطرق لحياتها النضالية لكون تواصلي معها في أحداث معينه للتنظيم لفعاليات أو مهرجانات وسأترك المجال لمن كانوا قريبين منها ، رحم الله صخرة الجنوب زهراء صالح وسلام على روحها الطاهرة.