رفضا لخضوع إيطاليا لإملاءات رعاة الإرهاب..

تظاهرات السترات الصفراء الإيطالية ضد... قطر

تظاهرة ضد قطر أمام البرلمان الإيطالي

باريس

رأت الصحافية سعاد سباعي أن أمراء الدوحة خائفون أكثر من أي وقت مضى، بعد أن ظنوا أنهم بشرائهم خضوع الطبقة الحاكمة يستطيعون السيطرة على إيطاليا. لكنهم لم يأخذوا الإيطاليين بالاعتبار فيما يشكل التيار المناهض لقطر سبباً لقلق شديد لديهم.

كي تستطيع قطر تخطي عزلتها، رمت نفسها بين أذرع مارقتين أخريين: تركيا أردوغان الإسلامية والنظام الإيراني الخميني
دولتين.
وذكرت الكاتبة في صحيفة "المغربية" أنه بعد الاعتصامات ضد زيارة الأمير تميم بن حمد أمام البرلمان والقصر الرئاسي في كويريناله، تظاهرت "السترات الصفراء"،  التيار المناهض لقطر في الخامس من الشهر الحالي أمام سفارة نظام الدوحة في روما، تأكيداً لرفض هذا التيار خضوع إيطاليا لإملاءات رعاة الإرهاب، ومنتهكي حقوق الإنسان بشكل منهجي، بنقل تحركه السلمي مباشرة أمام مبنى سفارة قطر.

وجواسيس غير أذكياء
فوجئت قطر بهذه التحركات لأنها لم تكن تتوقع ردة فعل إيطاليين كثر يريدون الدفاع عن دولتهم لحمايتها من التطرف الذي تحاول الدوحة تصديره إلى إيطاليا عبر المساجد غير الشرعية، والجمعيات المشبوهة، والأئمة المرتبطين بالإخوان المسلمين.

لا تستطيع قطر فهم ما تعنيه الديموقراطية والحرية، فأرسلت عملاء لتصوير وكتابة التقارير عن قادة التحرك. ورغم ذلك، سيكون الأمير القطري مخطئاً لو ظن أن التيار المناهض لقطر سيخضع لتهديدات أجهزته السرية. إضافةً إلى ذلك، فإن الجواسيس الآتين من الدوحة ليسوا حتى أذكياء لهذه الدرجة، بعد كشفهم بسهولة وتعميم وجوههم على الجمهور.

ستواصل "السترات الصفراء" الإيطالية مقاومتها لأن الطريق الوحيدة أمام قطر هي تلك التي تؤدي بها إلى خارج إيطاليا. لكن هذا التيار ليس وحيداً في معركته.

قلق ما يجري خارج إيطاليا
إن الدوحة قلقة جداً من الحركات الاعتراضية التي تنشأ على الشواطئ الجنوبية للبحر المتوسط. وبعد فشله في السيطرة على شمال أفريقيا، لا يزال تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، يشكل عقبة رئيسية أمام الاستقرار السياسي والاجتماعي لدول عدة في المنطقة.

وإذا ثبت أن الحزم كان ضرورياً في مصر، فإن الفصائل السياسية والميليشيات المرتبطة بالإخوان المسلمين تمنع المصالحة الوطنية في ليبيا. وفي تونس، أرهق حزب النهضة السكان حتى دفع المجتمع المدني والمنظمات الطلابية إلى ارتداء "السترات الحمراء" والتظاهر ضد الذراع السياسية للإخوان المسلمين.

وتتساءل الكاتبة عما إذا كان هذا الحزب هو الذراع العسكرية أيضاً للإخوان، في ظل مطالبة "السترات الحمراء" بالعدالة  لمعارضين مناهضين للأجندة الإسلامية لحزب النهضة ومرشده الروحي راشد الغنوشي، اغتيلا في 2013.

تقويض موقع قطر 

قُتل اليساريان التونسيان شكري بلعيد ومحمد براهمي في 2013، على يد الجهاز الأمني السري شبه العسكري لحزب النهضة على الأرجح.

ويرتبط الجهاز بظلاميين اخترقوا وزارة الداخلية وفقاً للقضاء التونسي. وقبل سنة من الانتخابات العامة المقبلة، يخاطر النهضة بمواجهة قرار الحل الذي سيبدد طموح الإخوان في تأسيس ديكتاتوريتهم الأيديولوجية المتطرفة في تونس.

إن أزمة الإخوان المسلمين  الإرهابيين تقوض موقع قطر في شمال أفريقيا، لأن تونس كانت أول دولة شهدت انطلاق المظاهرات التي أخضعت المنطقة كلها لنظام الدوحة الإسلامي. إن التونسيين مثل معظم الليبيين، والإيطاليين يريدون التخلص من أمراء آل ثاني، سائرين على خطى المصريين.

خيار آل ثاني 
تضيف سباعي أن عزلة قطر تتزايد في العالم العربي. وأوضح وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة أن الدوحة "أحرقت سفن العودة إلى مجلس التعاون الخليجي" وأن الخلاف اليوم لم يعد ممكن  الحل ببساطة "بالعناق ... يجب أن يكون هنالك اتفاق جديد ونظام جديد".

وجاء كلام الوزير بعدما بدأت محاكمة مواطنين بحرينيين متهمين بالحصول على أموال من قطر.

ولتتخطى عزلتها رمت قطر نفسها بين أذرع دولتين مارقتين أخريين: تركيا أردوغان، والنظام الإيراني الخميني، وعوض مد الجسور مع العالم العربي والمجتمع الدولي، قرر آل ثاني اعتماد خيار يتوافق مع طبيعتهم وإعلان خروجهم من منظمة أوبيك.

وأشارت سباعي إلى مواصلة "السترات الصفراء" المناهضين  لقطر الإصرار على إفهام الحكومة الإيطالية والعالم السياسي، أن عقد الأعمال المربحة بالتزامن مع إبقاء الأبواب مفتوحة أمام التطرف ليس صفقة جيدة.