الأزمة اليمنية..

هل خيمت ظلال الفشل على مشاورات ستوكهولم؟

حوثيون في شمال اليمن

علي رجب

دخلت مشاورات العاصمة السويدية ستوكهولم، لإحلال السلام في اليمن، يومها الرابع، وسط مؤشرات إيجابية بشهادة أممية، فيما تتواصل انتهاكات ميليشيا الحوثي الإرهابية، وما بين المؤشرات الأممية الإيجابية، ودوي الرصاص، ينتظر اليمنيون نتائج المشاورات، علّ ثلوج ستوكهولم تطفئ نار الحرب المشتعلة.

وقد تم تشكيل 3 فرق مشتركة من وفدي الحكومة، وميليشيا الحوثي، للبحث في وضع برنامج تنفيذي لإطلاق الأسرى من الطرفين وفقًا للاتفاق الموقع بينهما.

 

وقد أثنى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن جريفيث، على الروح الإيجابية التي يظهرها الطرفان في مشاورات السويد.

 

ويبحث فريق العمل الثاني في رفع حصار الميليشيات الحوثية عن تعز، فيما يبحث الثالث في الملف الاقتصادي وإجراءات توحيد عمل البنك المركزي، وتأمين توريد العائدات المالية العامة من مناطق الانقلابيين إلى البنك المركزي في عدن، ودفع رواتب الموظفين الحكوميين في عموم المناطق اليمنية، كما جرى الاتفاق على ملف الأسرى والمعتقلين.

 

وأكد وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، أن المطار الرئيسي في اليمن سيكون في عدن، بينما تجري محادثات لإعادة فتح مطار صنعاء، وقال: إن ميناء «الحديدة» جزء من سيادة اليمن، ومن المقبول وجود تنسيق إداري به مع الأمم المتحدة، لافتًا إلى قبول وفد الشرعية بمشاورات السويد كإطار تفاوضي.

وشدد على تمسك الحكومة اليمنية بالمرجعيات الثلاث، كقاعدة أساسية للحل في اليمن، وهي قرار مجلس الأمن رقم 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وذلك رغم تصريحات رئيس وفد الحوثيين محمد عبدالسلام، بوجود قاعدة جديدة للحل في اليمن.

 

وقال «عبدالسلام»: إن أي حل سياسي للحرب يجب أن يبدأ بوضع إطار زمني دقيق لفترة انتقالية، كما يجب أن تشمل الفترة الانتقالية كل الأحزاب السياسية في اليمن، مضيفًا أن جماعته اقترحت أن تشرف الأمم المتحدة على ميناء الحديدة وأموره اللوجيستية، وعمليات التفتيش فيه، وإيراداته، وجميع الجوانب التقنية.

 

ومع المساعي الأممية للحل في اليمن، تسير الأمور ميدانيًّا بين اشتباكات متقطعة في الحديدة، ومديرية «التحيتا»، وجبهات مفتوحة في البيضاء والضالع وصعدة  وتعز؛ ما يشير إلى أن مشاورات السويد تقابلها أصوات الرصاص في الجبهات المشتعلة.

 

ويرى مراقبون أن نجاح المبعوث الأممي في إحداث اختراق داخل الأزمة اليمنية، عبر ملف الأسرى والمعتقلين، ليس مؤشرًا على توقف الحرب في ظل تجارب سابقة.

بين الاختراق والتجميد

يقول الباحث في الشأن اليمني، محمود الطاهر، إنه من المتوقع خلال مشاورات السويد، حدوث اختراق في الأزمة اليمنية، على الصعيد الإنساني، ولكن على صعيد الملفات الشائكة ستبقى الأمور مجمدة.

 

وأضاف، في تصريح لـ«المرجع» أن الحوثيين يراوغون في مشاورات السويد، وما حدث من تفاؤل إيجابي نسفه رئيس وفد الحوثيين محمد عبدالسلام، بالحديث عن حكومة انتقالية، ونسف المرجعيات الثلاث.

 

وشدد «الطاهر»، على أن ملفات تسليم السلاح وتسليم ميناء الحديدة وصنعاء من قبل الحوثي لم يحدث فيها أي اختراق، والحديث عن مرجعية جديدة من قبل الحوثيين، يشكل إعلان فشل مسبق لهذه المشاورات.

 

وأضاف الباحث اليمني، أن ظلال الفشل تخيم على مشاورات السويد، والحل العسكري سيكون بديلًا لهذا الفشل، مؤكدًا أن الحكومة اليمنية ستكون متحررة من أي ضغوط دولية يمكن أن تعيق عملية استكمال تحرير المناطق، التي يسيطر عليها الحوثيون.