عرض الصحف العربية..

تحذيرات من انتقال "الربيع الأصفر" خارج حدود فرنسا

معلقون يقولون إن احتجاجات أصحاب السترات الصفراء تناوئ السياسات الرأسمالية

BBC العربية

ربط معلقون بين ما تمر به فرنسا من احتجاجات و"الربيع العربي" الذي تعرضت له بعض دول العالم العربي عام 2011، وسط تحذيرات من انتقال تلك المظاهرات إلى دول أوروبية أخرى. ورأى كتاب أن هذه الموجة من المظاهرات موجهة ضد السياسات الرأسمالية التي تعمل لصالح الأغنياء على حساب بقية الشعب.

"الربيع الأصفر" في فرنسا

ويتساءل إبراهيم الصياد في "الحياة" اللندنية: "هل يعصف 'الربيع الأصفر' بأحلام ماكرون؟".

ويقول إن "حالة العنف التي شهدتها فرنسا في الآونة الأخيرة ترجع بذاكرتنا الجمعية إلى الحالة العربية قبل اندلاع ما يسمى 'الربيع العربي'".

ويشير الكاتب إلى أن "الدول الأوروبية الأخرى تتعامل بحذر شديد مع أحداث فرنسا خشية أن تنتقل عدوى مظاهرات السترات الصفراء عبر الحدود إلى خارج فرنسا ما يؤكد أننا بالفعل إذا حدث أمام موجة جديدة من ثورات الربيع الأصفر في أوروبا".

وتقول "الخليج" الإماراتية إن ما يحدث في باريس هو "نسخة أوروبية لما حدث في بعض العواصم العربية في مستهل ما سمي بـ'الربيع العربي' ... في إطار تنفيذ مشروع 'الفوضى الخلّاقة'، لتدمير الدول العربية، تحت لافتات: الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية".

وترى الصحيفة في افتتاحيتها أن "ما يجري على الساحة الفرنسية، يدخل في إطار مسعى وضع أوروبا بيد الأحزاب الشعبوية اليمينية، تمهيداً للتخلص من الاتحاد الأوروبي".

"استحمار إعلامي"

ويسخر وائل قنديل في "العربي الجديد" اللندنية مما يصفه بـ"عمليات الاستحمار الإعلامي" في مصر في معرض تعليق وسائل الإعلام الموالية للحكومة على الاحتجاجات الدائرة في فرنسا.

ويقول إن "اللون الأصفر بات يثير حالةً من الهلع، تتطور إلى هلاوس، داخل النظام السياسي، سرعان ما تتطوّر بدورها إلى حالة سعار تشتعل داخل المنظومة الإعلامية المعبرة عنه، تجعله وكأنه مجموعة صغيرة، تفترض في المتلقي أنه شعب من المجانين، سينصت إلى صيحات الجنون المندلعة من عشرات الأبواق الإعلامية في توقيت واحد".

ويضيف: "تعود مجددًا حالة الرعب والفزع داخل قصور الحكم وأوكار الإعلام المعبر عنها، في محاولةٍ لإقناع الجماهير بأن ما يجري في فرنسا مؤامرة صنعها ويديرها أهل الشر، بقيادة الإخوان المسلمين والصهيونية العالمية وبريطانيا العظمى، على غرار مؤامراتهم على مصر والبلاد العربية في 25 يناير/ كانون الثاني 2011".

"مواجهة الرأسمالية"

وفي مقاله بعنوان "عالم الثورة الصفراء" في "الرأي" الأردنية، يقول صالح القلاب إن ما يحدث في فرنسا يشير إلى أن "الرأسمالية بما وصلت إليه لم تعد صالحة، وأنه لابد من التغيير".

ويقول غسان شربل في "الشرق الأوسط" اللندنية إن "ماكرون يحلم بأن يؤهل فرنسا لدور أكبر في أوروبا. وهو يعرف أن الأدوار في العالم الحالي تحتاج إلى اقتصاد عصري متحرر من أثقال الأفكار القديمة والتقديمات التي تمنع الاقتصاد من النمو والتقدم والمنافسة".

لكنه يضيف أن فرنسا أصبحت "حائرة بين الدور ومستلزماته والإنقاذ وأثمانه. دولة حائرة في قارة قلقة يحلم مهاجرون كثيرون بإلقاء أنفسهم في عواصمها".

ويرى وسام سعادة في "القدس العربي" اللندنية أن "الجمهورية الخامسة الفرنسة تترنح".

ويقول: "مشكلة ماكرون هي مشكلة دولة مركزية ومنحازة حكومياً في الوقت نفسه إلى الأغنياء، الأمر الذي ظهر، بالتجربة، أنه يستثير حساسية هائلة، وغير محصورة في فئة اجتماعية واحدة، ضد شخص الرئيس الحالي، بمثل ما يستثير تصدّعات العقد الاجتماعي".

كتاب ربطوا احتجاجات فرنسا بالربيع العربي

ويقول فاروق جويدة في مقاله في صحيفة "الأهرام" المصرية: "إن أخطر ما تواجهه فرنسا الآن أن القضية ليست مجموعة من الشباب فى مواجهة مع الحكومة ولكن هناك تيار شعبى جارف يطالب بالعدالة أمام حكومة قدمت كل شىء للأغنياء وحرمت بقية الشعب من كامل حقوقه".

وتقول "الحياة" اللندنية إن "الحكومة الفرنسية لا ترى حلولاً بعصا سحرية".

وترجع مايا التلاوي في "رأي اليوم" اللندنية "أسباب الحراك الشعبي الذي شهدته مدن وبلدات فرنسية إنما هو بسبب انعدام ثقة الشعب الفرنسي في سياسة ماكرون الاقتصادية رغم تراجعه عن بعض القرارات التي أثارت حَراك السترات الصفراء في وجهه".

وتقول إن ماكرون الذي "اقترح إنشاء جيشٍ أوربي، يقف اليوم أمام جيش من الأزمات الداخلية".

ويقول محمد العمري في "رأي اليوم" اللندنية إن هذه الاحتجاجات "تشكل تعبيرا عن مواجهة الرأسمالية، هذا النظام الذي أصبح يشكل عبئا على مواطني أوروبا، تعتبر واشنطن أكبر المستفيدين منها وبخاصة في زيادة تحكمها في سياسات الأوروبية عموما وفرنسا خاصة".