ترجمة

فورين بوليسي: ترامب يسعى بقوة لدعم التحالف

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترجمة/ محمود السامعي (واشنطن)

قالت صحيفة الفورين بوليسي ان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسعى جاهدة لأجل دعم التحالف العربي لاجل تحقيق انتصار ضد الجماعة الانقلابية في اليمن .

وجاء ذلك في تحليل سياسي مطول ينشره القسم السياسي بصحيفة "عدن الغد" بترجمة خاصة يقدمها "محمود السامعي .

وكتب التحليل المحللة السياسية المتخصصة في نزاعات الشرق الأوسط "كوري شايك"

وقالت شايك في تحليلها ان إدارة أوباما مقتصدة في الدعم الذي قدمته لحلفاء أمريكا في الخليج موضحة ان  ترمب ظهر أكثر سخاء في دعمه لمساعدة الحلفاء. وقد تبدو الغارة الاخيرة ضد القاعدة وتسريع خطوة الضربات الجوية في اليمن جزءا من هذا النهج.

إدارة ترمب تسعى لنصر حلفائها

ولعل الشيء الأكثر أهمية والذي  يجب ان يوضع في الحسبان هو إننا نريد لحلفائنا في الخليج كسب الحرب في اليمن

كتبه: كوري شايك

موقع الفورين بولسي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية

هناك إغراء ملحوظ في إجراء تحقيقات أوسع في الغارة التي نفذتها البحرية الأمريكية في البيضاء في 29 يناير. فقد كانت الغارة أول تفويض للرئيس الأمريكي الجديد وقد تعطي مؤشرات عن عزمه في خوض  الحرب على "الإرهاب الإسلامي المتطرف." وما نعرفه أن جيشنا تسبب في معاناة في صفوف المدنيين اليمنيين بسبب الخسائر البشرية ومقتل طفلة أمريكية. وتوجب تدمير طائرة عسكرية خشية ان تسقط بيد العدو وكادت تكون مغنم استخباراتي لمن يستحوذ عليها أو لأي دولة قد تباع لها. ويشار أن الرئيس دونالد ترمب  أمر بالغارة الجوية أثناء عشاء مع وزير الدفاع جيمس ما تيس دون ان تناقش في الغرفة الطارئة التابعة للبيت الأبيض. ويقول بعض موظفي الاستخبارات ان هذه المعلومات الموجودة لم تستحسن هذا العمل.  ووجه ترمب، الذي واجه انتقادات كبيرة، اللوم على إدارة الرئيس باراك اوباما وعلى قيادات الغارة ثم أطلق مزاعم كبيرة في النجاح واستعرض في خطابه في جلسة مشتركة للكونجرس ماسي أرملة حزينة.

 ورغم كل هذه الإغراءات يجب علينا ان نمانع إجراء التحقيقات خارج القنوات العسكرية الروتينية.

والحقيقة هي إننا لم نعرف مدى مصداقية المعلومات الاستخباراتية عن الغارة أو كيف ستكون في فهم كيفية القتال مع القاعدة لكننا نعلم يقينا ان القاعدة في شبه الجزيرة العربية تظل لبضع سنوات اخطر فرع للمنظمة الإرهابية والتي تتفاخر بمهارات صنع قنابل متطورة وبطموحات كبيرة في مهاجمة أهداف أميركية.

ونعلم أيضا ان حلفاء أمريكا في الخليج العربي قلقون للغاية من خطر القاعدة في اليمن ومن القوة المتزايدة التي حصلت عليها بدعم من إيران ومن انقسام الشعب اليمني بسبب الحرب الأهلية. ويتحمل حلفاؤنا معظم المخاطر في هزيمة القاعدة والرد على المكر الإيراني.  وكانت إدارة أوباما مقتصدة في الدعم الذي قدمته لحلفائنا. وظهر ترمب أكثر سخاء في دعمه لمساعدة الحلفاء. وقد تبدو الغارة وتسريع خطوة الضربات الجوية في اليمن جزءا من هذا النهج.

ويندب نقاد الرئيس القرار الذي اتخذ في العشاء مع وزير الدفاع على انه عمل يفتقر الجدية في التقييم. وهذا غير منصف. فقد ثبت ان الرئيس كان يتناول العشاء مع وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة ومستشار الأمن القومي ميخائيل فلين والثلاثة هم من أكفأ المسئولين في الحكومة في تقييم المخاطر المرجحة وفوائد العملية.

وربما  قد يكون  القول في ان اوباما اخضع العمليات العسكرية لفحص أكثر مما يقوم به ترمب صحيحا لكن السؤال الذي نطرحه على أنفسنا هو هل التدقيق الكبير دائما هو الأفضل. تعاملت إدارة أوباما مع تأييد العمليات على أنه استعراض للجدية الأخلاقية. إلا أن هذه السلوك لا يخلو من أي ثمن.

وهل  للتقييم الدقيق لأي حملة عسكرية أي جدوى حقيقية بالنسبة لوقت الرئيس؟ وهل عدمت الحيل في إيجاد أبعاد سياسية تسهم في تعززي نية رئيس هيئة الأركان؟ وهل يؤخر التأييد الرئاسي تخفيض فعالية غارات العمليات؟ وهل يعني الحصول على استحسان جيد على مستوى عال يرسل رسائل تحذير لدفاعاتنا أو قد يحرف القضية ضد التأييد؟ ألا يشير هذا لحلفائنا وكذلك لخصومنا في أننا نتردد في التزاماتنا في الانتصار في الحروب التي نخوضها؟

قد تكون قوة ترمب غير مناسبة. لكن في العمل العسكري من الواضح أن القائد قد يخول سلطة ولا يخول مسئولية.  وهذا يعني أنك قد تمنح مساعدة من أجل حرية العمل من أج عمل قوي لكنك لا تستطيع إخفاء مسئوليتك عن ما يقوم به مساعديك. وهذا ما يجب أن يتحمله رئيس هيئة الأركان.

لكن قد يكون هذا هي إحدى الأعراف الكثيرة في الحياة السياسية الأمريكية التي يجهلها ترمب. ولدى الجيش الأمريكي قوة في الدفاع عن قراراته ويتمتع بثقة أكبر من الرئيس أو من أي مسئول منتخب فيما يخص تلك القضايا. وتشير الأبحاث التي أجريتها من أجل كتابي الأخير( الذي يشاركني فيه ما تيس)والذي يحمل عنوان المحاربون والمدنيون: وجهات نظر أمريكية عن جيشنا، يشير أن الرأي العام الأمريكي قد بالغ في تأييده للقضايا العسكرية. ولهذا فإن ترمب لا يختلف كثيرا عن باقي القادة السياسيين في التواري خلف الزي الرسمي من أجل تبرير خياراته سياسته. 

ولعل الشيء الأكثر أهمية الذي يضع في الحسبان هو إننا نريد لحلفائنا في الخليج كسب الحرب في اليمن. وكانت إدارة أوباما قد أرسلت مؤشرات مربكة عن تلك القضية ليس فقط  القيادة من وراء الستار لكن يبدو أيضا إعطاء الحلفاء دعما كافيا لا يؤدي إلى هزيمة ولا يكفي للنصر. وما قالته للحلفاء هو سنقدم الدعم فقط عندما نجد خسارة قليلة في انضمامنا حيث لا يجب ان يضعوا حساباتهم علينا. وأدى حرص أوباما على قلة الإنفاق للقاعدة بغرس جذورها في اليمن وتمكين إيران في الوقت ذاته. وكبحت جهود الحلفاء في مواجهة الأخطار القادمة من الجوار وجعلتهم يشكون في التزاماتنا لحماية أمنهم. وأشارت للمسئولين أنه يتوجب عليهم تحاشي مخاطر ومع ذلك نحن نعرضهم للخطر. 

حتى وإن تحولت الغارة إلى نقطة خلاف فليس كل الحملات تحقق النصر.  حيث يقتل جنود ويقتل مدنيون. وأن تأييد الغارات على القاعدة يرسل رسائل هامة لقواتنا العسكرية ولحلفائنا ولأعدائنا أيضا في ان الإدارة الجديدة جادة في الحروب التي نخوضها ولذا يجب أن تأخذ هذه الرسالة مجراها.

* عن صحيفة (عدن الغد)